سهام غاشمة قد تصيب وأهداف ظالمة حتماً ستخيب ، آهات الأمهات نكبات العائلات وضياع قرة الأعين وفلذات الأكباد ، سرائر الحرائر ، جحيم الجرائر واحدة من إثنتين …
أم وهبت ولدها للوطن مانحة لا مانعة يحمى ويزود ، يعطى ويجود ، يعين لا يهين ، يفتدى ولا يعتدى ، يستر لا يغدر ، يحرس لا يفرس … أرضعته منذ بواكير الصبا أن وطنك يصان لا يهان ، وأن أرضك هى عرضك ، وأن أهلك ماداموا فلن تهلك ، فإن راح شهيداً فهو فى الفردوس الأعلى ، فيا أيتها الأم قرى عيناً فولدك قد نزل منازل الشهداء …
وأم تحرض ولدها أن يحرق ويسرق ويقتل الأبرياء ، يعبد الأشخاص ، يبيع الأرض والعرض ، تنفث فيه السموم حتى يلقى حتفه المشئوم ، تروح للتظاهر والإعتصام بلا عقل ، وتعود بلا صوت فلا هما أصابا الدنيا ولا هما حفظا الدين ، لا هى علمته كيف يحيا ولا هى علمته أن يموت فيبقى ، ولا هى علمته أن الأصل فى الدماء العصمة وفى الأرواح الحياة وأن السلطة ليست غاية فى ذاتها فمن يسعى إليها لذاتها فلا هى عادلة قضيته ولا هى مشروعة مطالبه ، وحسبها أن ألقت بولدها فى مستنقع الدم فحسبها نار الدنيا والآخرة …
فيا أيتها الأم علمى أولادك أن الله واحد وأن الناس جميعاً أخوة فى الدين وفى الإنسانية ، وأن كل ماجرى ويجرى مجرد “مباراة فى السياسة ربح فيها من هو أهلاً لذلك وخسر فيها من جاء ليهدمها لا ليبنيها ربح فيها الرجال من تربوا فى نور العزة والشرف والأمانة وخسر فيها الخونة الأندال من تربوا تحت الأرض على الخسة والخيانة من ليسوا رجالاً ولن يكونوا … فشتان …” فلا هى قضية سماوية ولا هى معركة بين الكفر والإيمان والحلال والحرام … والسلام