خالد إمام يكتب : 6 أكتوبر .. بين الفرح والترح ..!!

هناك 3 احداث كبرى وقعت فى يوم 6 اكتوبر على مدار ربع قرن من الزمان .. وقد عايشناها بكل احاسيسنا وتنوعت فيها مشاعرنا بين الفرح والترح ، الانتصار والانكسار .. اسمحوا لى ان اسرد تلك الأحداث الثلاثة وفق ترتيبها الزمنى .
×× اولاً .. فى 6 اكتوبر 1956 صدر العدد الأول من محبوبتى جريدة ( المساء ) .. اول صحيفة مسائية فى العالم العربى وبقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .. وكان اول رئيس لتحريرها هو الأستاذ خالد محيى الدين احد الضباط الأحرار .. وقد فتحت ( المساء ) ابوابها للعديد من الصحفيين الموهوبين على اختلاف توجهاتهم .
كانت نقلتها الكبرى المدوية عام 1981 عندما تولى رئاسة تحريرها الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ سمير رجب ولمدة 16 عاماً فأحياها من جديد ونافس بها الصحف الصباحية وقفز بتوزيعها من 6 آلاف نسخة يومياً الى قرابة نصف مليون نسخة .. اضافة الى قفزتها الصحفية الهائلة التى اعتمدت على كوكبة من الشباب المتميز .. وبعد ان تولى الأستاذ سمير رجب رئاسة مجلس الادارة ورئاسة تحرير الجمهورية سار على دربه حتى الآن وبنفس سياسته التحريرية 7 رؤساء تحرير .. وقد تشرفت بأن اكون واحداً منهم لمدة 6 سنوات .
×× ثانياً .. وفى 6 اكتوبر 1973 ( العاشر من رمضان ) كان انتصارنا المدوى على العدو الصهيونى بعد 6 سنوات من نكسة 67 .. فى ذلك اليوم ( يوم الغفران عند اليهود ) شهدنا ملاحم بدأت بالضربة الجوية الأولى التى قادها حسنى مبارك و فتحت الطريق امام خير اجناد الأرض لعبور قناة السويس اكبر واخطر مانع مائى فى العالم ليسقطوا خط بارليف الحصين ويستردوا الضفة الشرقية للقناة بالكامل فى 6 ساعات ويتوغلوا فى ارض الفيروز .
لقد كان انتصارنا فى اكتوبر ( ملحمة ) بكل ماتحمل الكلمة من معان .. كل الشعب كان مشغولاً بالمعارك ونتائجها المفرحة حتى ان اقسام الشرطة لم تتلق اى بلاغ من اى مواطن .. ومع كل بيان عسكرى يُذاع كانت الزغاريد تدوى فى الشرفات .. هذا النصر فتح الباب على مصاريعه لعملية سلام سعى اليها العدو زحفاً وفرضنا نحن شروطها .. وهاهى سيناء بين ايدينا بالكامل .. فما لم نستطع استرداده بالحرب أو بالتفاوض استرددناه بالتحكيم الدولى .. والآن بالأمر الواقع .
ان نصر اكتوبر سبقه على مدى سنوات النكسة الست معارك متنوعة لم يكن العدو يتوقعها مثل رأس العش وحرب الاستنزاف واغراق المدمرة ( ايلات ) وعملية الرصيف الحربى وغيرها .. وهذا كله كانت له نتيجة واحدة هى ان النصر النهائى فى اكتوبر لم تكن غايته استرداد الأرض المغتصبة فقط بل بث ( روح جديدة ) فى الشعب نستحضرها وقتما نشاء لنكرر الانتصارات .. واظن ان هذا حدث فعلاً خلال حربنا ضد الارهاب الاخوانى على مدى سنوات وفى غيرها .
ان ماحدث طوال السنوات الست ثم يوم الغفران الذى يتم تدريسه فى الأكاديميات العسكرية العالمية مازال محفوراً فى وجدان كل اسرائيلى ويمزقه تمزيقاً .. ارجعوا الى ماقاله موشيه ديان وزير الدفاع الاسرائيلى الأسبق والذى ذاق الهزيمة فى 6 اكتوبر .. قال : اننا لن نسمح لأعدائنا الذين يحيطون بنا بأن يتفوقوا علينا عسكرياً مرة اخرى ..!!!!! والآن .. هل عرف الأنطاع لماذا نوعنا مصادر السلاح ولم يعد يقتصرعلى امريكا فقط ؟؟.. يكفينا فخراً ان جيشنا اليوم يحتل المركز التاسع عالمياً قبل اسرائيل وتركيا .. اليس للنصر حلاوة ..؟؟
×× ثالثاً .. وفى 6 اكتوبر 1981 .. وقعت الواقعة واستشهد الزعيم انور السادات ( بطل الحرب والسلام ) وهو يحتفل بذكرى انتصاره التاريخى .. اغتاله الاخوان والجماعة الاسلامية وهو فى منصة مدينة نصر يتابع العرض العسكرى .. غدروا به كعادتهم بعد ان اخرجهم من السجون ومنحهم فرصة ذهبية ليتطهروا من رجسهم ويعيشوا حياة كريمة .. انهم باغتياله كانوا يستهدفون فى المقام الأول اسقاط مصر ..!!! ايها الجهلة الأقذار الا تعلمون ان مصر عصية على السقوط لأن المولى عز وجل هو حاميها وحافظها ..؟؟
ان الصدمة كانت مدوية فقد تردد صداها فى كل انحاء المعمورة .. لكننا تماسكنا متسلحين بروح اكتوبر واستطعنا ان نقف ونكسب معاركنا التى فُرضت علينا بعون وفضل من الله وباخلاص قيادات وطنية وجيش هو بحق خير اجناد الأرض من نبت هذا الشعب العظيم الصابر والكل هو بالمرصاد لكل عدو وخائن وعميل فى كل زمان ومكان .
نحن اليوم ننطلق بكل قوة وجسارة وفى شتى المجالات والدنيا بأسرها منبهرة بنا .. اما اعداؤنا ومن يساندونهم فانهم فى ( مزبلة التاريخ ) .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.