المستشار عبد العزيز مكي يكتب : إطلبوها بقوة .. وإقتلوها بقسوة !

حرية الرأى ، حرية التعبير ، حرية الإبداع ، وقد كانت مجرد وعود فى أزمان خلت ، ثم أضحت مواثيق وعهود وإنجلت فأمست حريات بلا حدود ، تقذف بالشائعات فى كل إتجاه … حديث لا يبصر الرامى موطئاً لمرماه ، تنسج الأكاذيب وتبيع الأباطيل وعلى ذلك تنام أكثريتهم وعليه تصحو ، إلا منهم أقل القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل .
إفتراء على كل الأشياء على الوباء وعلى الشفاء على المنع وعلى العطاء على الأغنياء وعلى الفقراء حتى على الأرض وعلى السماء وأكثر من كل ذلك الكثير لمن شاء ، ولما لا فنحن فى زمن حرية الرأى وحرية التعبير .
تمحص الرأى فتجده الجهل بعينه والتضليل ، إلا فيهم أقل القليل ، مهلاً يارجل وطنك أمن وطنك أمن الإنسان لا تفت فى العضد لا تقوض الأركان على رسلك وإعقلها ولا تشعلها ، على هذا تمضى الليالى تلو الليالى تُهتك القيم وتُسفه المبادئ فمن يعى ؟
المهم الإعلامى الكبير والصحفى القدير والمفكر الألمعى والكل يحقر ويزدرى والحصيلة أن أثمن الأشياء تضيع والكل يبيع فمن يشترى فلا شيئاً نافعاً يتحقق من خلال العرض ولا هم رأوا لغيرهم من المخلصين إنجازاً قد تحقق على الأرض .
وتمضى الليالى تلو الليالى ولا أحد يبالى ، فالليلة مع المرأة التى كانت رجل والمرأة التى تمردت على الطبيعة وحكاية الصور الخليعة والنساء اللواتى تسعين بقوة ودأب ليعلمن الرجال الأدب ويقصونهم من كل ميدان ويأكلن اللبان فى البرلمان .
وتمضى الليالى تلو الليالى دون غياب أو تقصير فالعرض مستمر ونحن مازلنا بصدد حرية التعبير فالشتائم لا تهدأ والتنابز بالألفاظ فهذا يتجاوز والآخر ينحاز لا يلين ، والسادة النواب فى كل المشاهد طلعتهم تسر الناخبين وكنت أخالهم فى محرابهم ماكثين يعدون عدتهم للقادم يخلصونا من تشريع هِرم منذ الثلاثين والأربعين من القرن المنصرم يعدون عدتهم لمستقبل الوطن العزيز بتشريعات معدودة واضحة كفاف لا بعشرات الآلاف ومراقبة التنفيذ حتى تنجلى أمامنا الدروب بدلاً من أن ننفق العمر كله نبكى على اللبن المسكوب ، يلبون نداء الرعية لا دعوات المحطات الفضائية .
وحرية الإبداع على المشاع لمن يسبق أو يسرق أو يقتبس ويظل الوضع ملتبس ، وصاحب الإبداع الأمين قد تقطعت به السبل وغُلقت دونه الأبواب ينادى على براءة الإختراع دون مجيب حتى يوارى التراب .
فى النهاية وقد إتضحت لنا الحقائق دون شك وعمت الفوضى والوطن على المحك إما ان ينهض عزيزاً قوياً مهيباً من داخله وفى كل الأرجاء وإما لا قدر الله أبداً .
وعليه فليس لكائن من كان أبداً ما يشاء ، فالدولة القوية تلفظ الصغائر والصغار وتُحكم قبضتها فى الليل وفى النهار فمتى كان وفى أى مكان … الغربان ممن يهدمون الأوطان أحرار لهم الخيار فلا وألف لا لمن أفسدوا على الناس المشاعر والأفكار وحادثات التاريخ أبلغ من أى مقال فهى خير شاهد على من رقصوا على كل الحبال لاهثين وراء الشهرة والمال بجنون ومجون ، من عصروا الليمون وتباكوا على الغابرين لا ردهم الله من أمرونا بالمنكر ونهونا عن المعروف من إعتادوا فى أحلك الظروف على إبتزاز الأوطان ممن يسمونهم النخب والتجربة أصدق دليل من الكتب فقد طلبوا الحرية بإلحاح وقتلوها بنجاح فلا هم صانوا الأمانة ولا هم حصنوا أنفسهم من طاعون الخيانة .
فطالما كان كل ذلك كذلك فلتذهب حرية التعبير إلى السعير وبئس المصير ولتبقى الدولة على الدوام قوية مقدامة دون تهاون أو وجل فالمتلفت لا يصل فحى على العمل لخير الأنام والسلام .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.