ابراهيم نصر يكتب : ترويج الشائعات .. والمواجهة الإعلامية

لا أحد ينكر أن ترويج الشائعات خطر داهم يهدد أمن واستقرار المجتمعات، وهو نوع خطير وحقير من أنواع الحروب الناعمة التى يمارسها الأعداء، وقد تكون هذه الشائعات نيران صديقة حين يساعد على ترويجها بعض العامة الذين لا نشكك فى وطنيتهم، وإنما يساعدون على انتشارها عن جهل ودون قصد، وللأسف الشديد أعداد هؤلاء فى تزايد فى ظل سهولة النشر على مواقع التواصل الاجتماعى المتاحة للجميع – كبارا وصغارا- دون ضابط ولا رابط، وحين تبذل وسائل الإعلام الوطنية وسعها فى الرد على تلك الأكاذيب، فإن الجيش الإليكترونى المجند من قبل الجماعات الإرهابية أو من قبل مخابرات بعض الدول المعادية يبادر بشيطنة الإعلام الوطنى ويصفه بالإعلام الكاذب، أو إعلام الدولة، وكأن تبعية الإعلام للدولة يقلل من مصداقيته.
وهنا لابد أن نعترف أن هناك بعض الإعلاميين أقل ما يوصفون به أنهم محامون فشلة يخسرون قضاياهم رغم أن الحق معهم، وذلك أحيانا بسبب سوء العرض أو نقص المعلومات عن القضية التى يدافعون عنها، أو دخولهم فى مهاترات مع مروجى الشائعات دون الرد المنطقى على ما يروجونه.
أقرب مثال على ذلك ما رددته اللجان الإليكترونية للجماعة الإرهابية على مواقع التواصل، ومن على شاكلتها من القنوات المعادية، من أن مصر تهدم المساجد، وأن هناك مؤامرة على الإسلام فى مصر، ولا أنكر أن هناك مجهودات بذلت فى الرد على هذه الشائعات، كان أبرزها ردا عمليا على أرض الواقع قامت به وزارة الأوقاف بالإعلان عن خطة الوزارة لافتتاح 314 مسجدا خلال شهري سبتمبر الحالى، وأكتوبر القادم، وقامت الوزارة بالفعل بافتتاح بعض هذه المساجد فى حضور وزير الأوقاف والمحافظ الذى تفتتح المساجد فى نطاق محافظته، ومن المقرر أن تقوم الوزارة بافتتاح 77 مسجدًا الجمعة القادمة فى 13 محافظة، للتأكيد على أن ما تبثه قنوات الفتنة وجماعات أهل الشر أخبار مفبركة لا صحة لها وتفتقد أدنى درجات المصداقية.
السؤال هو: كيف تناولت وسائل الإعلام المختلفة هذه الافتتاحات، وكيف قدمتها لجماهير المشاهدين والمستمعين والقراء؟، وهذا السؤال ينطبق على كل الإنجازات العظيمة التى تقوم بها الدولة المصرية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فى البلاد، وهى إنجازات لا ينكرها إلا أعمى البصر والبصيرة، أو مغرض حاقد على مصر لا يضمر لها إلا الشر، ولا يريد لها إلا الخراب.
وللإجابة على هذا السؤال بإنصاف: أقول إن محاولات عديدة بذلت لإلقاء الضوء على افتتاح تلك المساجد فى وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال الأفراد الوطنيين المخلصين على وسائل التواصل الاجتماعى ردا على ما يشاهدونه من أكاذيب وافتراءات على صفحاتهم، ولكن فى تقديرى أن هذا لم يكن كافيا ولا بالشكل المطلوب، فكان ينبغى أن توفد القنوات المختلفة ومحطات الإذاعة وبالتنسيق بينها مراسلين لتغطية افتتاح هذه المساجد كل أسبوع وتبث رسائل على الهواء مباشرة من المساجد تتضمن لقاءات مع أهل المنطقة مع القيام بجولة حية من داخل المسجد، على طريقة متابعة لجان انتخابات الشعب أو الشيوخ، لأن ذلك وغيره من إنجازات الدولة المصرية لا يقل أهمية عن متابعة الانتخابات.
لا ينبغى على أى إعلامى أو داعية على المنبر أن يمل الحديث عن شئ يراه متفشيا فى المجتمع حتى يمل من يقومون بفعل هذا الشئ وينصرفون عنه، ولا ينبغى أن نمل الرد على الشائعات، حتى يمل الخونة ترديدها، ولا مانع من التأسيس للجان إليكترونية تتبع وزارة الاتصالات أو وزارة الدولة للإعلام أو الهيئة العامة للاستعلامات أو الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام، ولا مانع أن تكون هذه اللجان فى الوزارات جميعها وخاصة وزارة الأوقاف، للقيام بالرد على الشائعات بنفس اسلوب مروجيها، ويمكن لهذه اللجان أن تستوعب الأعداد الكبيرة التى تتخرج فى كليات الإعلام وأقسام الإعلام فى مختلف الكليات بالجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، وسوف يسهم ذلك بشكل كبير فى تقليل نسبة البطالة بين هؤلاء الخريجين، الذين لم تعد تستوعبهم المؤسسات الصحفية ولا القنوات التليفزيونية ولا المحطات الإذاعية جميعها.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.