حنان خيري تكتب : كن نافعا لغيرك ..
على مقدار همك تكون همتك ودوافعك الداخلية التى تريدها نفسك فالطاقة التى تدفع الانسان لتحقيق ما يريد ، وعلى مقدار الطاقة تكون النتائج المتحققة ،لذلك علينا أن نكون على يقين بأن الشخصية الفعالة لديها مبدأ فكما تنتفع لابد أن تنفع الآخرين ، وهو مبدأ أساسى وضرورى للنجاح فى معاملاتنا
ولذلك لابد من توافر سمات هامة فى هذه الشخصية “الشفافية والأستقامة النفسية والنضج والحكمة والحنكة الذهنية”فهو إنسان مستقيم فى مشاعره ومرتب فى أفكاره ولديه الدقة ليصدق بأن هناك ما يكفى للجميع وبالتالى عنوان شخصيته واضحاً “كن نافعاً لغيرك”
ومن هنا علينا أن نستوعب أن الإنسان الإيجابى صاحب الشخصية الفعالة فى الحياة يستمع لكى يفهم لا ليجادل ويحاول أن يعرف مشكلاتهم وحجتهم ليستفيد منها ،فالذى يستطيع التحكم فى نفسه وإدارتها إدارة جيدة هو الذى يمتلك القدرة على المبادرة ولا يعرض نفسه لردود الأفعال ولابد أن يكون مبادراً ولا يكن سلبياً ،فالشخص الذى لديه رسالة ويعرفها ويستخدمها لإرشاده فى قراراته يعيش فى راحة وتناغم مع عمله وفى معاملاته،فهو يبدأ والنهاية فى ذهنه متوقعاً لكل عائق مخططاً ولكل مشكله حل لما يريد أن يفعل ولا يترك الآخرين أو الظروف هى التى تقرر نتائج رسالته التى تحمل كل ملامح شخصيته وتفاعلاته مع الآخرين،ومن ثم هذه رسالة بسيطة وقصيرة إلى جميع القيادات التى تتخبط فى قراراتها ولا ترتب لما هو آت!!
لكل إنسان منا مطالب وحقوق والشخصية الفعالة هى التى تعلم ماذا تقدم وماذا تؤخر ،وتقدم الأهم على المهم ،وتكون على دراية ووعى ويقين بتقدير الموقف حتى لا تلاطمها الأمواج وتؤدى بها إلى نتائج سلبية لا تتضمنها رسالتها الشخصية..وأذكرأن همك ما أهمك على مقدار أسلوبك وطاقتك التى تدفعك لتحقيق ما تريد وعندما نسترجع حكاية الرجل الذى ذهب إلى صديقه وقال له كيف أصل إلى ماأريد ؟ فقال له صديقه عندما تشتعل دوافعك الداخلية لتكون إيجابية فنظر له وقال لا أفهم !!فقام صديقه وأحضر إناء به ماء وطلب منه أن يضع رأسه فيه وبالفعل وضع رأسه وضغط عليه صديقه ولكنه تململ فى البداية وأخذ يشير برغبته فى الخروج من الماء ولما لم يستمع اليه قام بسرعة يشد يد صديقه صارخاً كنت تقتلنى ،فضحك صديقه قائلاً لقد وصلت دوافعك إلى درجة الأشتعال والطاقة الإيجابية وهكذا تصل وتحقق ما تريد.
وأتذكر حكاية كنت أسمعها من ابلة عائشة مدرستى عندما كانت تحكى لنا قصة الفيل والعميان ؟ قائلة أن عمياناً جاءوا إلى فيل وقيل لهم صفوا لنا هذا الجسم فقال أولهم بعد أن أمسك بساقه هو أسطوانة لحمية ضخمة ثابتة على الأرض وقال الذى أمسك ببطنه هو وعاء جلدى ضخم معلق فى الهواء وقال آخرون وكانوا قد أمسكوا بخرطومه هو خرطوم ضخم متحرك هكذا قال كل منهم فماذا تقول أنت؟؟
إن الحقيقة كل ما قالوا ولو زاد عددهم لزادت الحقيقة إيضاحاً هكذا العمل الجماعى يؤدى إلى زيادة الوعى فيزيد الابداع والأنتاج عما إذا كان الفاعل فرداً واحداً ،ومن هنا تأسس بداخلى أن الحرص والحفاظ على العمل الجماعى من أهم أسس النجاح وتزيد الفائدة من عمل كل فرد يقوم بدور خاص به وبإتقان .