بطل معركة البرث الشهيد على على .. بطل فوق العادة

السلام لمصر وللمصريين يحفظه الشجعان .. وتستمر حكايات الولاد والأرض

والدة شهيد البرث : على ضنايا رفع راسى ليوم الدين

كتبت محمد نبيل محمد :
  حكايات الولاد والأرض غنية بالمبادىء وثرية بالبطولات, ولم يكن للحكاية بطل واحد, وإن كان البديهى أن يكون بطل الحكاية أحد هؤلاء الولاد الشجعان اللذين تفردوا بالفذ من البطولة وأيضا تميزوا دون سواهم بشغف الإيثارحتى استعذبوا الموت فى سبيل الأرض ومن عليها , قى سبيل مصر والمصريين , حتى وان كانوا لم يسيحوا فى هذه الأرض سوى قى بضعة المئات من الأمتار هى قراهم مسقط رأس كل منهم , وسيناء وبالطبع مواقع الخدمة بها فقط , وهى الأخيرة مقر مصعد رأس كل منهم أيضا, وعلى الرغم قدم هؤلاء لتلك الأرض التى لم يعرفوها كلها أرواحهم لتفنى تلك الأرواح وتبقى هذه الأرض, وتبارى كل من هؤلاء الولاد فيمن يسبق الآخر دفاعا عن هؤلاء المصريين وهم أيضا لم يعرفوا من هؤلاء لمصريين سوى نفر قليل جدا بحسابات الرياضة والأرقام التى تقول بأن حياتهم معدودة السنوات لم تكن لتذخر بأسماء عدة من هؤلاء المصريين , وبمفاهيم المنطق العلاقات الانسانية لهذا البرعم اليانع مازالت محدودة ودوائرها فى مهدها لم تتشعب لتشمل الكثير من المصريين , وعلى الرغم يجود هؤلاء الشجعان على من سواهم بأعلى ما يملكون بالروح والحياة, فداء لهؤلاء المصريين, ما عظم هذه الصفة التى يتحلى بها هؤلاء الولاد لهذه الأرض ومن عليها؟!, هى بلا شك من صفات المصطفين اللذين اختصهم الله بالحياة والرزق عنده, إنما ان تكون البطولة فوق مستوى البطولة بدرجات لا يعلمها إلا خالقها فى نفس بطل هذه الحكاية , هو من حارب ودافع ليس فقط عن أرضه وناسها , بل هو من تلقى العشرات من طلقات الغدر من مدعى التدين ومتشدقى الورع , حتى بلعت تلك الرصاصات بأنواع اعيرتها المختلفة زهاء الأربعين طلقة احتضنها هذا الجسد النحيل وتلقتها تلك الروح العظيمة لن يكن يفتدى وطنه ومواطنيه فقط بل كان يفتدى هؤلاء الشجعان الفرسان الأبطال اللذين يضحون بأرواحهم فداء للوطن , فمن يكون هذا البطل الذى تخطى حد الممكن وافتدى من يفتدوننا؟, من هذا العظيم الذى جاوز المدى فى الإيثار؟, ومن هو القوى الجبل الذى احتمل أربعين طلقة حتى لفظ نفسه الأخير وهو مسجى فى نهر دمائه الطيب وهو يمسك بأحد كلاب أهل النار ليحول دون وصوله إلى زملاء التضحية والفداء؟ رغم أنهم ما بين شهيد ومصاب لحد الشهادة, لكنه أبى أن يرحل دون استكال واجبه على وجه الكمال.
هو المصرى الشهيد على على على السيد ابن الجمالية بمحافظة الدقهلية , صاحب العشرين عاما من حب الوطن , أبن البطلة العظيمة التى اختصها القدر بستة من الأبناء يفارقوا الحياة أمام عينا تلك البطلة الصابرة المحتسبة إلى ان جاءها ثلاثة من الأولاد احتضنتهم وسهرت على رعايتهم , وهى التى اعتاد الموت زيارتها لإقتطاف ورودها الست السابقين , وظنت أنه اكتفى , حتى طال غيابه عنها , فاشيد عودها وانصرفت لرعاية براعمها الصغيرة ( السيد الأكبر وعلى واحمد الصغير) على مبادىء مصرية أصيلة ومتجزرة فى حياتنا واحلامنا البسيطة, فأحب على والديه واخته واخيه الأكبر وشبت البراعم حتى استقام عودها على الطيب من الأخلاق فشهد اهل القرية برجولة وشهامة ابنهم على الذى كان ابنا لكل اهالى القرية يساعد كبيرهم ويوقره ويداعب صعيرهم ويسعده, هى الأم البطلة التى تحكى عن وليدها الجبل :” على ابنى كان سهل يعنى ما يحبش يزعل حد منه ويجى على نفسه أوى وما يبينش انه تعبان, كمان كان حسيس جدا لدرجة انه قصر فى دراسه علشان يساعد ابوه, واشتغل بالجبس, شغلانة كانت صعبة عليه يا ضانايا لكنه كان يقولى : ادعى لى يا امى ربنا يدينى واسعدك انت وابويا, ابنى على كان كل همه انا وابوه واحته واحوه عمره ما فكر فى نفسه” تبكى العظيمة وتنتحب بحرقة على فقدانها لحنان هذا الجبل ونعود لتحكى :” عمرك يا ابنى ما جيبت حاجة لنفسك , كان كل ما يقبض من شغله يجيب لى طرحة وريحة ومداس ويقولى : انا البسه لك فى رجلك يا اما, ويوطى على رجلى يبوسها, اااااه يارب صبرنى “
يتدخل الشقيق بالحكى عن اخيه البطل ويرحم والدته التى غابت عنا وكأنها تحتضن وليدها بأجفانها التى تطبقهم على صورة هذا الزائر لها وحدها .. ” اخويا على كان دايما راجل فى تصرفاته وكان صادق فى تعاملاته مع الناس حتى انه لما يتفق على شغلانه كان يسيب من عرقه لصاحب الشغل ويقول لى : يبقى لينا يا خويا احسن ما يبقى علينا”
وتعود الأم لنا من زيارتها لشهيدها وتحكى ” على ولدى قالى فى يوم من الايام قبل استشهاده فى اجازته الأخيرة ” ادعى لى يا امى اكون شهيد , قلت : ليه يا بنى تحرق قلب امك عليك , يقولى : يا أمى انت مات لك ستة من ولادك قبل كدة ,ايه يعنى لما يكونوا سبعة وسابعهم شهيد ياخد بايدكم كلكم للجنة ,يا امى دا انا حا كون شهيد فدى مصر كلها , شوفى انت بقى مصر اد ايه وتستاها ايه منا, ادعى يا امى أنا مش اقل من اللى راحوا فدا البلد , يا امى انت بتقولى على راجل , والنبى يا اما خلينا اروح راجل “
تقول الام : ” راح على زى ما هو عايز عاش راجل وراح راجل , الكل بيحبوا حتى زمايلوه يزورونى لحد دلوقتى ويحكوا كل مرةحكاية شكل عن جدعنته معاهم وشهامته, واحد قالى كان اى حد عند ظرف والا حاجة يبدل الخدمة مع على على طول وما يرفضش, وتانى يحكى لى عن شجاعته فى المداهمات وانه ما بيخافش الموت, حتى انهم حكوا لى عن يوم استشهاده مع الشهيد المنسى , انه موت من التكفيريين يجى عشرة لوحده , وهو اللى وقف صامد يضرب فيهم علشان ما يدخلوش الكمين ياخدوا مصابين يعذبوهم او ياخدوا شهداء ينكلوا بيهم , كان واقف زى الجبل يحمينا فى ضهره , وعلى الرغم من أنه كان مصابا فى قدمه كان يعمل على إخلاء الشهداء والمصابين من زملائه, لحد ما اخد 36 طلقة ويمكن اكتر فى كل جسمه لحد ما وقع على الارض وجه واحد من كلاب النار حاول يدخل الكمين افتكر ان على مات لكن على اتحمل على نفسه ومسك رجلان الكلب وضرب فيه دفعة من البندقية الآلى بتاعته وموت الكلب ومنعه انه يدخل للشهداء والمصابين, لحد اخر نفس كان ضنايا بيحب غيره ويحافظ علي اللى حواليه زى ما كان فى وسطينا يحب اخواته اكتر من نفسه , راح ابنى يوم 7 يوليو 2017 مع الابطال المنسى ورجالته فى كمين الربث , زى ما هو عايز بالضبط , قالى يا اما ادعى لى اروح راجل , وفعلا ربنا استجاب دعاه”.
وتنظر السيدة البطلة إلى صورة شهيدها تحدثه :” يا على امك فخورة بك ورافعة راسى وسط الخلايق لانك ضحيت بنفسكعلشان زمايلك الجدعان وعلشان بلدك , انت ما رضيتش تتجوز الا لما تخلص جيشك وانا خطبت لك بعد سنة ونص من جيشك لكنك عايز تكزن عريس لبلدك كلها .. ربنا يصبرنى يا عريس على فراقك”.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.