إبراهيم نصر يكتب : دعوات الصالحين والمستضعفين

  1. لاشك أن دعوات الصالحين من كبار السن والمستضعفين وغيرهم، قد تصادف ساعة إجابة أو تكون أحيانا ليس بينها وبين الله حجاب، وفى الحديث الصحيح عن أم الدرداء قالت: حدثني سيدي أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل” رواه مسلم فى صحيحه، وقوله – صلّى الله علَيه وسلم – : “أرجى الدعاء – أى إجابة – دعاء الأخ للأخ بظهر الغيب”، رواه أَبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعا، وروى الترمذى قوله – صلى الله عليه وسلم – : “إن أسرع الدعاء إجابة: دعوة غائب لغائب”.
فحين تسمع السيدة العجوز وهى تدعو للرئيس السيسى بما أفاء الله عليها من دعاء بسيط فى كلماته عظيم فى دلالته، تختم بقولها: “يارب” فتشعر وكأن قلبها يكاد ينخلع مع الكلمة من شدة إخلاصها فى الدعاء.
مثل هذه الدعوات وغيرها كثير من الناس البسطاء والمستضعفين الذين يحنو عليهم سيادة الرئيس ويجبر بخاطرهم، أظنها ليس بينها وبين الله حجاب، ومع الوقت نجد هذه الدعوات تتحقق على أرض الواقع.
ألم تقل هذه السيدة العجوز نفسها للسيد الرئيس: “ربنا يجعلك شجرة تظلل على العالم كله”؟، فإذا بمصر تحت قيادة السيد الرئيس ترسل المساعدات فى ظل جائحة كورونا لمختلف دول العالم، كبيرها وصغيرها، من الصين لأمريكا وغيرهما، ثم فى الكوارث ترسل المساعدات إلى لبنان وغيرها، ثم مؤخرا إلى السودان.
ودعوات أخرى كثيرة دعوت بها مع غيرى أن يفتح الله لمصر أبواب الرزق فى السماء وفوق الأرض وتحت الأرض وفى جوف البحر، فإذا بالثروة البترولية تحقق أعلى معدل إنتاج لها في تاريخ مصر، فخلال 2019 اكتشفت وزارة البترول نحو 55 حقل بترول وغاز جديد في مناطق امتياز وعمل الشركات للبحث والتنقيب في مناطق البحر المتوسط والصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس والدلتا وسيناء وغيرها، وبلغ حجم الإنتاج نحو 1.9 مليون برميل يوميا من الزيت الخام والغاز والمتكثفات، وفى العام نفسه أعلنت وزارة البترول وضع البئر الأولى من حقل غاز بلطيم على الإنتاج والذي يقع في منطقة نورس في المياه الضحلة بدلتا النيل، بمعدل إنتاج أولى نحو 100 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، إضافة لاكتشاف حقل بترولي جديد فى الصحراء الغربية، يبلغ المعدل الأولي له 7 آلاف برميل من الزيوت الخام و10 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى.
وبلغ إجمالي الإنتاج للثروة البترولية خلال 2019 نحو 84.2 مليون طن بزيادة نسبتها 7% عن 2018، بواقع 31.1 مليون طن زيت خام ومتكثفات، ونحو 51.9 مليون طن غاز طبيعي، و1.2 مليون طن بوتاجاز، بخلاف البوتاجاز المنتج من معامل التكرير والشركات الاستثمارية، فضلا عن تنمية العديد من حقول الغاز الطبيعي، بينها حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل “المرحلة الثانية – حقلى جيزة/فيوم” بالبحر المتوسط، وتنمية حقل جنوب غرب بلطيم.
لا شك أن مصر تخطو خطوات بل تقفز نحو الأفضل، ولولا جائحة كورونا التى أثرت تأثيرا سلبيا على أقوى اقتصادات فى العالم لكان لمصر شأن آخر يلمسه المواطنون، ولكننا بفضل الله أولا ثم بدعوات الصالحين لم نتأثر كغيرنا بهذه الجائحة، وتأجل تحسين أوضاع بعض الفئات الأكثر احتياجا من العاملين فى الدولة، وربما نلمس تحسنا مرتقبا بعد بضعة شهور إن شاء الله تعالى.
وتذكروا دائما عبارة تنسب إلى الإمام أحمد – رحمه الله – والصواب أنها للفضيل بن عياض كما أسندها إليه غير واحد من العلماء، يقول: “لو كان لي دعوة صالحة لصرفتها إلى الإمام” أى إلى الحاكم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.