خالد إمام يكتب : .. والضد يظهر حسنه الضد

ظهر فى حياتنا تياران متناقضان شكلاً وموضوعاً .. فكراً وخلقاً وهدفاً .. ومن ثم جزاء من عند الله وخلفائه فى الأرض .
× التيار الأول .. يمثله الطالب ابراهيم عبد الناصر راضى رجب .. ابن الاسكندرية .. هذا الشاب المكافح بائع الفريسكا الذى كان يدرس بجدية متناهية ويعاون والده فى بيع الفريسكا على الشواطىء للتغلب على الفقر دون ان يتبرم أو ( يستعر ) من ذلك بل كان يتفاخر بما يقوم به .. يكفيه انه حصل فى الثانوية العامة هذا العام على مجموع 99.6 % وكانت رغبته وحلم حياته وهدفه الالتحاق بكلية الطب .. وبعد تفوقه المذهل والفيديو الذى تم بثه فى وسائل التواصل الاجتماعى له وهو يحكى حكايته المشرفة اصبح هذا الفيديو رقم ( 1 ) وجاءته الجائزة بسرعة .. حيث اهداه الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى منحة دراسية كاملة فى طب الاسكندرية ، كما منحته شركة ( اورانج ) دعماً بكورسات علمية ومستلزمات تعليمية بقيمة 100 الف جنيه سنوياً ، وايضاً منحه بنك التنمية الصناعية شهادة بنكية تكريماً له .. حقاً لكل مجتهد نصيب .
× التيار الثانى .. صورة مغايرة تماماً للأولى وتتمثل فيما تابعناه طوال الأيام الماضية من المساخر المتمثلة فى قضايا ( تيك توك ) متعددة المتهمات ، وقضية فتاة فيرمونت التى اغتصبها 8 شبان هرب منهم 7 للخارج وتم القبض على الثامن قبل هروبه ومن بينهم ابن احد مرشحى الرئاسة السابقين والهارب فى تركيا ، وقضية احمد بسام الذى تحرش وهتك عرض 3 فتيات وغيرها من نفس القضايا السابقة .
شتان بين التيارين .. طالب الفريسكا من اسرة فقيرة لكنها تعرف ربنا وتخشاه وهو لديه هدف وحلم وبداخله رجوله حقيقية وليست مصطنعة .. اما المتهمون فى قضايا العُرى والمسخرة والاغتصاب والتحرش فانهم بنات منفلتات وشبان بلا رجولة وان غلبت عليهم ( الذكورة ) .. كلهم بلا تربية ولا اخلاق ولا دين ولا اسر ترعاهم .. لذا فسدوا وفسقوا وانحرفوا وحتماً فان جزاءهم وراء القضبان اضافة للفضيحة .
لكلا التيارين نماذج كثيرة فى المجتمع .. وقد جاء فى قصيدة ( اليتيمة ) شطر بيت يقول ( .. والضد يُظهر حسنَه الضدُ ) .. نعم ان ( حسن ) طالب الفريسكا وامثاله يظهره بجلاء ( سوء ) الآخرين وكل مثيل لهم .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .

×× لبنان .. والفوضى ..

يعيش لبنان حالة من الفوضى العارمة .. انفجارات شبه نووية فى الميناء البحرى ، مظاهرات عنيفة جداً فى كافة الميادين والشوارع احتجاجاً على الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد ، اشتباكات مسلحة بمنطقة ( خلده ) ، اصابع الاتهام تشير الى حزب الله خاصة بعد الحكم على احد اعضائه فى قضية الحريرى ، هذا الحزب الدموى وحركة امل اعتدوا على نشطاء فى بيروت ، احراق مبنى تليفزيون النهار ، تكليف مصطفى اديب بتشكيل حكومة جديدة لكنها تعتبر ميتة قبل ولادتها لكل ماسبق .. المشهد درامى مؤلم والنتائج تبدو كارثية .. لقد شوهوا لبنان الجميلة .

×× عجبى .. وعجبى .. وعجبى ..

× قلنا ان الرشوة زادت بشكل بشع وتعدى فسادها الركب ووصل للأذقان .. ومن يتمعن فى حكايات المرتشين يجد العجب العجاب .. تصوروا مثلاً ان المتهمين فى رشوة ( الضبعة ) الأخيرة لتغيير عدادات كهرباء احدى القرى السياحية طلبوا فوق النصف مليون جنيه رشوة ان يقضوا هم واسرهم اجازة ( بلاش ) باحدى قرى الساحل ..!! عجبى .
× كل الجماعات الارهابية المتأسلمة تسعى للسلطة .. ومن اجل ذلك فانها تتبع طريقين : السيطرة على الحاكم بالتشويه والتحريض ضده ، والسيطرة على المجتمع بالرعب والتهويل .. تابعوا هذه الجماعات سواء الاخوان وماتفرع عنهم أوايران واذنابها من حزب الله والحوثيين .. كلهم واحد وعلى نفس الشاكلة .. نحن نثق فى قادتنا ولن نسمح ابداً بتشويههم والتحريض ضدهم ولن ننساق وراء تهويلهم وارعابهم .. انسوا ايها الأقذار .. المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين .
× فجأة اختفت ( كيم يو جونج ) شقيقة زعيم كوريا الشمالية ( كيم جونج اون ) المختفى ايضاً والذى منحها بعض صلاحياته .. السؤال الذى يتردد فى انحاء المعمورة : ماذا يحدث فى اروقة الحكم فى سيول .. هل الزعيم الكورى مات فعلاً وهل اخته قُتلت كما يظن البعض .. أم ان هذا وذاك لشَغل الرأى العام ..؟؟
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.