كثيرا ما نلاحظ أن هناك أشخاصا من حولنا نستمتع بوجودهم بيننا وبالتحدث إليهم ونسعد بصحبتهم ..وفى نفس الوقت يوجد أشخاص أشداء غلاظ ثقيلوالروح،نتجنب قدر الإمكان إطالة الحديث معهم ولا نتحدث إليهم إلا عند الضرورات فقط، وذلك على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص قد يكونوا فعلا أشخاصا طيبين لكن غلظتهم وشدتهم وعدم قدرتهم على التفاعل مع الناس تمنعهم من التواصل الإيجابى مع الٱخرين من حولهم..ويبقى أمامنا بعض التساؤلات..هل من الغباء اننا نستمر فى إعطاء فرص للناس الذين لا يتغيروا؟ وهل الأفعال هى التى تؤكد صدق المشاعر ..فالكلام ليس دليل للحقائق فالجميع يتكلمون؟! فمن الضرورى البحث عن مصباح الحقيقة داخل العقول !
إن حب الناس بشكل عام هو هدف فى حد ذاته وليس وسيلة ،فكل منا عليه أن يسعى لكى يحظى بالعلاقات الطيبة الصادقة ،لا أن ينال ودهم لتحقيق غاية معينة أو حاجة فى نفسه ،فالأفعال تدل على ما يكنه الشخص ويحفظه فى عقله من فكرويظهر فى ردود أفعاله المشحونة بمشاعره سواء بالسلب أو بالإيجاب تجاه من حوله ،فيجب أن نؤمن بأن الكنز الحقيقى يكون فى الثقافة الفكرية التى تنير العقل ليرتب الفكر ويغذى النفس ويشحن القلب بالأمان وتجد أنك متصالح مع نفسك ومع من حولك وتكون افعالك إيجابية شفافة تلقائية بعيدة تماما عن التصنع الكاذب فى الكلام والأسلوب والسلوك ،فهذه المعانى تؤدى إلى عواقب خطيرة بين الناس فى كافة المجالات ..ولذلك من الغباء أنك تعطى فرص للناس اللذين لا يتغيروا واعتادوا الجحود النفسي والجمود الفكرى والانقياد وراء الأكاذيب والاستمتاع بها وينشرها وهذه الصفات المذمومة يصعب عليهم التخلص منها وهذا مانعانى منه على شبكات التواصل الاجتماعى بشكل عام وعلى المستوى الاجتماعي بشكل خاص!
إن علاج أى طبع سئ يتم عن طريق علم الشخص بمدى خطورة الطبع الذميم وأثره على حياة الأخرين ،إذ لا يجنى منه إلا غضب الناس وهم شهداء الله فى أرضه .
فأسعد الناس من يتطلع إلى معرفته ويسعى إلى صحبته الٱخرون ،فمحبة الناس وسام يستحق أن يرفعه كل محبوب أمام الناس .وهى غاية تحتاج إلى لين وخلق قويم وبشاشة فى الوجه وحسن معاملة وتلقائية وشفافية ووضوح وصدق وعندما يتنافر معك أحد فتأكد أنه ليس حاملا لمصباح الحقيقة ولكن عقله مستمتع بالظلام الفكرى و يحتفظ بمصباح منطفئ محروق لايرى الحقائق بل يرفضها !!
الخلاصة..كل يوم نعيشه نتلقى معلومات وأفكارومفاهيم وخبرات وأحاسيس جديدة،ونمر بمواقف صعبة وقاسية ومؤلمة ..فعلينا أن نقف حراسا على أبواب عقولنا لكى نتأكد بأن ما نسمح له بالدخول من شأنه أن يغنى حياتنا بخبرات مخزونة فى أرشيف أفكارنا للتوصل إلى فهم عظيم للحياة والناس ولكى نمنح أنفسنا أعلى مستوى من الخيارات فى كل ما نواجهه ،فلابد أن تحاول وأنت تراجع قائمة جميع الأحداث التى أختزنها عقلك وتركت أثرا إيجابيا أوسلبيا على حياتك ..تتعلم كيف تحصد فوائد اليقظة وكيف تعدل من رؤيتك عندما تتغير ظروفك إلى الأحسن أو الأسوأ،فالتخلى عن عاداتك المألوفة وأفكارك المسبقة يشبه السير على حبل مشدود دون شبكة تحميك من السقوط ولكن براعتك والتزامك برؤيتك دائما تدعمك وتساعدك ودائما مايبدأ تغيير الٱخرين بتغيير نفسك ..فيمكن تغيير المشاعر السلبية قليلة القيمة والعادات غير المرغوب فيها.