إبراهيم نصر يكتب : 1442 عام الأمل

مع بداية العام الهجري الجديد “١٤٤٢” أطلقت وزارة الأوقاف مبادرة “الأمل حياة” لمواجهة جماعات الإحباط، بنظرة متفائلة للكون، وهذا ما أكده الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بقوله: حرصًا من الوزارة على بث روح الأمل، ومواجهة جماعات الإحباط والتيئيس، بنظرة متفائلة إلى الكون مفعمة بروح الحياة، وانطلاقًا من أن رسالة الأديان الحقيقية هي عمارة الدنيا بالدِّين، وليس تخريبها باسم الدين، قد قررت إطلاق هذه المبادرة، فمع يقيننا أن الأمل الحقيقي هو المبني على العمل لا الكسل وعلى التوكل لا التواكل، فإننا نؤكد أن الفهم الصحيح للدين قائم على التبشير لا التنفير، والتيسير لا التعسير، وعلى الأمل والرجاء وعدم القنوط من رحمة الله، لا على اليأس أو الإياس من روح الله، فنفس المؤمن لا تجزع، لأن أمله في الله كبير، وثقته فيه غير محدودة، وإيمانه به وبقضائه وقدره ورضاه بهما خير باعث له على الطمأنينة والرضا.
وجاءت أولى البشريات مع بداية العام الهجري الجديد، بعودة صلاة الجمعة إلى المساجد بعد توقف دام بضعة شهور فى إطار الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة للوقاية من تفشى وباء “كورونا” الذى مازال يجتاح العالم ويحصد أروح الآلاف يوميا، وإن كان نصيبنا فى مصر من هذه الوفيات تراجع إلى العشرات كل يوم، إلا أننا مازلنا فى دائرة الخطر وقد مسنا جميعا الضر، فلا يكاد يخلو بيت أو عائلة من حالة إصابة أو وفاة إن لم يكن أكثر، حتى صار شبح الموت يطاردنا ويحصد أرواح أناس أعزاء علينا، ولا نملك إلا التسليم والرضا بقضاء الله وقدره.
ومع عودة صلاة الجمعة نرجو من السادة المصلين الالتزام بالضوابط التى تفرضها وزارة الأوقا، لئلا تضطر للغلق مرة أخرى إذا عادت أعداد الإصابة بالفيروس اللعين للتزايد، والأمر بالتزام المصلى ارتداء ماسك الوجه وإحضار مصلاه الخاص والخروج من بيته متوضئا مع الالتزم بترك مسافة بين كل مصل وآخر، كل ذلك إن كان ثقيلا على النفس، فإن فيه الحفاظ على أنفسنا التى هى من الكليات الست التى أوجب الشرع الحفاظ عليها، وهى: حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وحفظ الوطن الذى بدونه تزهق الأنفس وتذهب العقول، وتستباح الأعراض ويضيع الدين والمال، ولا يبقى للإنسان شئ سوى الضياع والشات والمذلة، ونشكر فى هذا المقام فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة على شجاعته المعهودة التى مكنته من إضافة كلية الحفاظ على الوطن إلى الكليات الخمس، مؤكدا أن الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان.
نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير وباب أمل فى أن القادم أفضل، وأن يعجل الله تعالى برفع البلاء عن البلاد والعباد، فى مصرنا الحبيبة، وسائر بلاد العالمين، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوت الله فى الأرض مرة أخرى فى وجوه المصلين.
ولا يفوتنى أن أتوجه بالشكر لأئمة المساجد الذين التزموا فى خطبة الجمعة الماضية بالموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف بعنوان: “الأمل حياة” نصا أو مضمونًا، وعدم زيادة زمن الخطبتين الأولى والثانية عن عشر دقائق، مراعاة للظروف الراهنة، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
Ibrahim.nssr@gmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.