المستشار  عبدالعزيز مكى يكتب :  إلى من لا يشعر .. لا يفكر ..أخبرنى من هم العسكر ؟

الذى أعرفه ويعرفه الجميع فى كل بلاد العالم وعبر مسيرة التاريخ أن أى إنسان سوى مخلص يعشق تراب وطنه يعظم إنجازاته يحترم مؤسساته يعمل دائماً على أن تظل هذه المؤسسات يقظى متماسكة تعمل بتفانِ فى سبيل المحافظة على الوطن وصون مقدساته وحماية ورعاية شعبه بأحسن ما تكون عليه الرعاية وأن يساعد قدر ما يستطيع فى تهيئة المناخ المناسب الذى يكفل لهذه المؤسسات أن تعمل صوب تحقيق أهدافها الوطنية أياً ما كانت الصعاب والعقبات التى تعترضها على الأرض وفى الطوية حتى يكون لها من الإنجازات ما يجعلها خليقة بثقته فيها وموضع إفتخاره هو وكل بنى الأمة المخلصين حتى يشهد بذلك المحبين وحتى الأعداء دون نكران أو رياء والفضل ما شهدت به الأعداء .
والمهين أننا منذ فترة ليست بالقصيرة نسمع ونرى منكر القول ومنه نبرأ ونقرأ المكذوب المكتوب فمثلاً نسمع كلمة عسكر … إلى غير ذلك من الشعارات الضغينة المشينة العميلة تحت شعار أُكتب لا أحد يراك فهم نكرات من العاجزة اللائذة بشر الأعداء هنا وهناك وكذلك يفعل كل بوق ذميم عديم الذوق .
العسكر … يا من لا تشعر ولا تفكر هم الأمن والأمان هم حراس الشرف والكرامة المانحون الحافظون … العسكر يا قطعان العبيد فى كل زمان يا أرباب الذل والهوان هم صناع الإنتصار والفخار وأنتم صناع العار والإنكسار … العسكر هم الفرسان النبلاء وأنتم الجبناء سدنة الخزى تجار الدماء والدمار …
ولأننى أؤمن بكل ما قلت وأقول فما أحوجنا فى هذه الأيام الصعبة وقد أبصرنا حقيقة اللعبة أن نعمل جميعاً وفى كل المؤسسات وفى كل المجالات الحياتية بفكر وعقيدة وآليات المؤسسة العسكرية نعتز على الدوام بها وبها نقتدى فنهتدى لا أن نناصبها العداء .
الزارع فى حقله والصانع فى مصنعه والتاجر فى متجره فإن نحن أردنا وعزمنا عزماً مؤكداً على الخروج مما نحن فيه فلابد للشعب أن يُجند تجنيداً إختيارياً منه إجبارياً بإرادته الحرة فى كل معسكرات العمل يحاسب نفسه كل ساعة عما قدمت يداه من عطاء كريم وفداء للوطن العظيم .
فبدلاً من أن نركن لسماع الأكاذيب والأباطيل المؤسفة عن المؤسسة العسكرية وكفى لابد وأن نهم للتأسى بها فى صنع المستحيل والسير على دربها الطويل سواء السبيل حتى تنهض الأمة وتزول الغمة .
وهل العمل بمنتهى الجدية وعظيم الإلتزام بكل سماته يتعارض من قريب أو بعيد مع حقوق الإنسان وحرياته ؟ وهل وجود نظام حاكم وصارم لأى مؤسسة يسير العمل فيها دون تهاون أو تسيب ( وهو ما أسموه على الموضة مرونة وتحرر ) عيب ؟
فمتى كان الحزم والحسم والشدة فى موضعها والإنضباط وطاعة من أوجب القانون طاعته والعمل بالثوانى والدقائق والإنجاز المحددة سلفاً مدته وكيفيته موضع قدح ونقد وذم .
فهل فى هذا إفتئات على حقوق الإنسان يقيناً لا وألف لا عند الأسوياء الذين فطروا وتربوا على أداء الواجبات لتوها وإعطاء الأمانات لأهلها إبتداء وطلب الحقوق إنتهاء .
وأقسم بالله العظيم على أن تكرار كلمة حقوق الإنسان على كل لسان كائن من كان من قبيل التنطع والتسكع نذير بخراب الأوطان .
حتى المرأة فى دارها إن هى ظلت تردد حقوقى … حقوقى صباح مساء فلا عمار للبيت ولا عطاء فمن يفكر على الدوام فى أن يأخذ كيف يأخذ بعواء ينسى كثيراً كل أبجديات العطاء .
يرحم الله عظيم الأمهات ممن ضربن لنا أروع الأمثال فى العطاء والسخاء ووهبن لنا أشجع الرجال ولم يسعين يوماً للحصول على طلب أو فائدة حتى زهدهن فيما لهن من نصيب على المائدة فتحية لكل أم أمة عظيمة أهدت للبشرية وللتاريخ أسمى قيمة .
والجدير بالذكر أننا والعياذ بالله لسنا بمضيعين للحقوق ولا قط كنا ولكن شتان بين من يعمل ويؤدى وبين من يتفرغ الوقت كله للمطالبة بما له يريدها أخذ بغير عطاء جذل دون بذل ومطالب فئوية طابت فى أشد الظروف ولابد لنا أن نخضع … ظاهرها حاجة لمطالب وإضراب وباطنها سياسة ومآرب وإحتراب … وظنى أنه لا يزال عندهم فى قوس الصبر ألف منزع … فهل تخضع ؟ … فى زمن يندر فيه من يقنع .
وكذلك حال السادة المعارضين المارقين الشطار الذين ألفوا دوماً الإبحار ضد التيار وياليتهم كانوا بعارفين فلا هم عارضوا عن علم وبينة وروية ووطنية ولا هم أطاعوا أولى الأمر فعدلوا فى القضية .
وكل ما أرجوه أن يضع كلاً منهم وبمنتهى الأمانة وطنه نصب عينيه فى كل مايقول ويفعل إن كانت لديه النية أن يفعل … يضع وطنه فى قلبه وعقله وأن يحكّم العقل والشعور وألا يلف أبداً لف الخونة ويدور .
أخبرنى بالله عليك ألم تتجول فى الميادين والساحات فى الموانئ والمطارات فى الوادى والنوادى وفى البوادى التى تتحرق شوقاً لرؤياك تعانقها وتعمر تروى ظمآها وتعبر وتلبسها حلة من السندس الأخضر فهكذا يفعل العسكر حتى تتنفس عبق الحضارة وتتنسم عطر التاريخ … فالعزة لمصر وشعبها خير الأنام والنصر لجيشها وأمنها على الدوام والسداد لقضائها الشامخ العظيم ولكل مؤسساتها وافر الإحترام ………. والسلام .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.