لا تحظي انتخابات رئاسية في العالم بالاهتمام الذي تحظي به انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولم لا.. وهي الانتخابات الأكثر تأثيرا علي مجمل الأوضاع السياسية ليس في الولايات المتحدة وحدها، بل في جهات العالم الأربع جراء التحولات التي قد تطرأ علي توجهات رأس السلطة التنفيذية الجديد في البيت الأبيض الذي يصل إلي سدة الحكم وفقا لاختيارات الناخب الأمريكي في الانتخابات المقبلة المزمع انطلاقها في الثالث من نوفمبر القادم.
فوصول شخص مثل دونالد ترامب إلي البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر 2016 علي سبيل المثال ترك بصماته الواضحة علي الكثير من ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العديد من الدول والتي اتسمت في عهده بالعناد والتشدد في أحيان كثيرة مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية قبل أعدائها، كما كانت له توجهات داخلية لم تقل عنها إثارة للجدل بين مؤيديه من الجمهوريين قبل منافسيه من الديمقراطيين.
المنافسة المقبلة بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن لا تبدو سهلة علي الطرفين في كل الأحوال، فالأول هو الرئيس الحالي للولايات المتحدة ويطمع في انتزاع ولاية ثانية، وله إنجازات اقتصادية محسوسة يشعر بها المواطن الأمريكي في حياته اليومية، وقد التزم أمام ناخبيه بتنفيذ أغلب وعوده لا سيما ما يتعلق منها بالاقتصاد والمهاجرين غير الشرعيين، والثاني سياسي مخضرم، شغل منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي منذ العام 1973، لـ 6 فترات متتالية، فضلا عن تقلده منصب نائب الرئيس أوباما لفترتين رئاسيتين ابتداء من العام2008 حتي 2015، وخاض تجربة الانتخابات الرئاسية مرتين الأولي في عام 1988، والثانية في عام 2008، ومن هنا تأتي المعركة الانتخابية المقبلة التي يحسمها الناخبون والمجمع الانتخابي أكثر سخونة وخشونة من سابقاتها، حيث اعتمد طرفا المنافسة في حملة كل منهما منهج تكسير عظام الخصم وتجريحه من خلال تصيد أخطائه وتوجيه انتقادات لاذعة له وتوجيه ضربات تحت الحزام، بدلا من التركيز علي استعراض برنامج وخطة كل منهما لإدارة شئون البلاد،سواء من طرف المرشح نفسه أو من جانب مؤيديه.
ملف من إعداد / عبد الخالق صبحي
ترامب يفتح النار علي الديمقراطيين
– وصف جو بايدن بالخامل المتهالك ودمية في يد المتطرفين اليساريين..
وسخر من كامالا هاريس بقوله: إنها جميلة..
وأكد أن نانسي بيلوسي لا تحب أمريكا..
واتهم بيرني ساندرز بالجنون
دقت ساعة العمل بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصل إلي نقطة المواجهة المرتقبة والحاسمة للدفاع عن منصبه بهدف الحصول علي ثقة الناخبين الأمريكيين من أجل ولاية ثانية.
ترامب يبدو واثقا من فوزه بهذه الجولة أيضا، ولهذا فتح نيرانه علي السيناتور جو بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، ولم يكتف به ولكنه شمل عددا من الديمقراطيين البارزين بهجومه الشرس في كل المؤتمرات والفعاليات الانتخابية ومنها ما قاله في ولاية مينيسوتا حيث وصف بايدن بأنه دمية يد المتطرفين اليساريين.
وقال ترامب: في أمريكا التي يريدها جو بايدن، يتمتع السارقون والأجانب المقيمون بطريقة غير شرعية بحقوق أكثر من الأمريكيين الذين يحترمون القانون.
لقد استسلم جو بايدن لعصابة الجناح اليساري. بصراحة، هل هناك أحد يعتقد فعلا أنه يسيطر على هؤلاء الراديكاليين المهووسين؟
وحذر الملياردير الساعي للفوز بولاية ثانية الأمريكيين من أنه إذا انتُخب بايدن فهو سيسلم بلدكم لهذه العصابات، هذا أمر مؤكد 100% .
كما اتهم الرئيس الجمهوري (74 عاما) منافسه الديمقراطي (77 عاما) بأنه يعاني من مشكلات صحية، وقال: هناك خطب ما في ما يتعلق ببايدن، هذا أمر بوسعي أن أؤكده لكم.
كما شكك ترامب بقدرات بايدن الذهنية، وقال “هل تعلمون ماذا يقول بايدن لزوجته عندما لا يخلط بينها وبين أخته؟ أخرجيني بحق الله من هنا، هؤلاء الناس مجانين، هذا ما يقوله.. هو لا يسيطر على شيء بتاتا.
واتهم ترامب بايدن بأنه لا يفهم حتى معنى الردود التي تصدر باسمه. وقال:عندما أقرأ عبارات معقدة للغاية ومكتوبة بكلمات منتقاة بعناية أقول جو لم يقل هذا، جو لا يفهم حتى معنى هذا الكلام.
وتابع في خطابه الذي استغرق ساعتين أن منافسه الديمقراطي في انتخابات الثالث من نوفمبر لم يحقق أي إنجاز خلال مسيرته المهنية في واشنطن على مر نصف قرن،وتابع : بايدن لم يحقق شيئا أبدا، لقد كان سيناتورا، وكان نائبا للرئيس، وأضاف “جو بايدن ليس زعيم حزبه ، ووصف بسخرية مرشحة نائب الرئيس كامالا هاريس بأنها “جميلة” ، وأكد أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الديمقراطية لا تحب أمريكا.
قائلا: “انظروا إلى نانسي بيلوسي.. انظروا إلى مشكلة المشردين في سان فرانسيسكو.. ليس لديها أى فكرة عما يحدث ويجب أن أخبركم بهذا. هل تحب بلدنا؟ لا أعتقد ذلك” .
وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن مهاجمة النساء الديمقراطيات البارزات أصبح موضوعا رئيسيا في حملة ترامب الانتخابية.
ودعا ترامب الأمريكيين سواء ديمقراطيين أو جمهوريين أو مستقلين إلى التصويت لرئيس يرى أن
الشرطة تحمى البلاد ولا يجب وقف تمويلها، ردا على دعوات الديمقراطيين بعد حادثة اغتيال جورج فلويد علي يد الشرطة الأمريكية.
ووجه الرئيس الأمريكى الشكر للشرطة فى مينابوليس بمينيسوتا، التى شهدت اغتيال جورج فلويد، الرجل الأسود الأعزل على يد شرطى أبيض. وقال إنهم تمكنوا من وقف أعمال الشغب والعنف.
وهاجم الرئيس الأمريكى الديمقراطيين قائلا إنهم يريدون إدخال المهاجرين البلاد ومنحهم فرص على حساب الأمريكيين. وأكد للأمريكيين الذين يعتمدون على العمال الأجنبية أنهم سيحصلون على مساعدة وتسهيلات لإدخال هؤلاء العمال، ولكنه سيمنع الهجرة غير القانونية.
وكان ترامب قد شن هجوماً استباقيا عنيفاً من اليابان علي منافسه الديمقراطي جو بايدن، خلال مشاركته في قمة العشرين، وشمل الهجوم أيضا بيرني ساندرز.
وغرد ترمب من اليابان: “أنا في اليابان أمثل بلادي جيداً في قمة العشرين، ولكن سمعت أنه لم يكن يوماً جيداً للخامل جو، وللمجنون بيرني، الأول متهالك، والثاني مجنون”.
وليس واضحاً من التغريدة ما الذي يقصده الرئيس الأمريكي على نحو دقيق. ولكن يبدو أنه كان يرد علي تصريحات سابقة لجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق، التي شنَّ انتقد فيها سياسة الإعفاءات الضريبية للأغنياء التي يتبعها ترامب. حيث تعهد بايدن بإيقاف الإعفاءات الضريبية للأغنياء.
وقال بادين إن “ترمب وضعنا في موقف مخيف، وسألغي التخفيضات الضريبية التي مررها للأثرياء”.
أما ساندرز فقد وصف ترمب بأنه “عنصري”، و”كذب على الأمريكيين خلال حملته الانتخابية”. ووعد ساندرز بدعم ومساندة الأسر العاملة
ودأب ترمب خلال الحملات الانتخابية على توجيه انتقادات حادة لخصومه.
بعد دخولها علي خط المواجهة
– ميشيل أوباما: ترامب رئيس غير كفء يبث الفوضي والانقسام – وترامب يرد بتغريدة : لولا أداء زوجك لما كنت في منصبي .. إدارته الأكثر فسادا في التاريخ
فيما يبدو أنه اصطفاف ديمقراطي خلف مرشح الحزب للرئاسة الأمريكية السيناتور جو بايدن وموجها ضد منافسه الجمهوري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكدت ميشيل أوباما السيدة الأمريكية الأولي السابقة خلال افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي عبر الفيديو كونفرانس أن ترامب يبث “الفوضى والانقسام”، ودعت إلى انتخاب بايدن في اقتراع الثالث من نوفمبر مؤكدة أنه يعرف ما يجب فعله لإنقاذ الاقتصاد والانتصار على الوباء وإنارة الطريق أمام بلدنا.
وأشارت ميشيل أوباما إلي أن ترامب رئيس غير كفء، وقالت إنه “في كل مرة نلتفت إلى البيت الأبيض بحثا عن بعض الريادة أو المواساة أو أي مظهر من مظاهر الاستقرار، فإن ما نجده في المقابل هو الفوضى والانقسام والافتقار التام والمطلق للتعاطف”.
وهذه انتقادات غير مسبوقة من جانب سيدة أولى أمريكية سابقة لرئيس في الحكم.
وفي معرض حديثها عن الأزمة الصحية الخطيرة التي أودت بحياة أكثر من 170 ألف شخص في الولايات المتحدة، والركود الاقتصادي وموجة الغضب التاريخية ضد العنصرية، قالت أوباما إن الرئيس الجمهوري كان “لديه أكثر من الوقت اللازم لإثبات أنه لا يستطيع القيام بهذا العمل. من الواضح أنه الوضع تخطاه”.
وأضافت في مقطع فيديو: اسمحوا لي أن أكون صادقة وواضحة قدر الإمكان. دونالد ترامب ليس الرئيس الصالح لبلدنا.
ووضعت ميشيل أوباما حول عنقها عقدا يحمل أحرف كلمة “صوتوا” بالإنكليزية. ودعت في خطاب مؤثر الأمريكيين إلى الإدلاء بأصواتهم في الثالث من نوفمبر حتى لو كان ذلك يعني الانتظار “طوال الليل” إذا لزم الأمر.
وذكّرت المحامية السابقة في شيكاغو بأنها “تكره السياسة” مشيرة إلى أنها تتوقع ألا يسمع الجميع رسالتها فقالت “نعيش في بلد منقسم للغاية وأنا امرأة سوداء أتحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي”.
ودعت ميشيل أوباما في كلمة استغرقت قرابة عشرين دقيقة، إلى انتخاب نائب الرئيس السابق في عهد زوجها.
وقالت: أدرك أن جو (بايدن) ليس كاملا. وسيكون أول من يقول لكم ذلك.
وجاء رد ترامب سريعا وغاضبا بعد يوم واحد فقط من تصريحات ميشيل أوباما فوصف إدارة باراك أوباما بأنها “فاسدة”.
وكتب الرئيس الجمهوري في تغريدات صباحية ساخرة: كانت إدارة أوباما و(جو) بايدن (نائب الرئيس السابق) الأكثر فسادا في التاريخ. بمجرد اكتشافنا أنهم تجسسوا على فريق حملتي الانتخابية هو أكبر فضيحة سياسية في تاريخ بلادنا. شكرا لكلماتك اللطيفة ميشيل!، وأضاف: رجاء، ليشرح أحدهم لميشيل أوباما أن دونالد ترامب لما كان في منصبه اليوم في البيت الأبيض لولا أداء زوجها باراك أوباما. ومفاخرا بأدائه وبتأسيس حكومته لأفضل اقتصاد في التاريخ، أكد ترامب أنه “أنقذ ملايين الأرواح” وأنه يعيد بناء اقتصاد أكثر قوة من قبل.
وتابع : زاد عدد الوظائف وبلغ مؤشر ناسداك مستويات قياسية والباقي آت! تريثوا وراقبوا.
وانتقد ترامب أيضا معالجة إدارة أوباما وبايدن لتفشي وباء اتش1 إن 1في 2009 واصفا ردهما بالضعيف والمثير للشفقة.
وأكد: انظروا إلى استطلاعات الرأي إنها سيئة فعلا. الفارق الكبير هو أن الإعلام الرخيص الفاسد منحهما شيكا على بياض!.
جو بايدن و نائبته كامالا هاريس
– ترامب غير مؤهل كزعيم .. ترك أمريكا في حالة يرثى لها – بايدن: ترامب لديه مشكلة مع أي امرأة قوية في جميع المجالات – هاريس: لدينا رئيس يهتم بنفسه أكثر من الأشخاص الذين انتخبوه – المرشح الديمقراطي ونائبته انتقدا طريقة ترامب في إدارة أزمة كورونا وقضية ارتفاع معدلات البطالة ووصفا سياساته بالعنصرية
دشن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن ونائبته كامالا هاريس حملتهما الانتخابية بالهجوم علي الرئيس دونالد ترامب فوصفاه بالزعيم غير المؤهل الذي ترك الولايات المتحدة “في حالة يرثى لها”، وذلك في أول مؤتمر صحفي مشترك بينهما، بعد يوم من كشف بايدن النقاب عن اختيار هاريس نائبة له.
وقال بايدن: “دونالد ترامب بدأ بالفعل هجماته، واصفاً كامالا بالمقرفة، ومتذمراً من أنها لئيمة تجاه من عيّنوها”.
وأضاف “ذلك ليس مفاجئاً لأن التذمر هو أفضل ما يفعله ترامب، يفعله أفضل من أي رئيس في التاريخ الأمريكي”.
“هل تفاجأ أحدكم من أن ترامب لديه مشكلة مع امرأة قوية، أو أي امرأة قوية في جميع المجالات”؟
وانتقد بايدن منهج ترامب في إدارة أزمة وباء كورونا وقضية تغير المناخ وارتفاع معدلات البطالة ووصف سياساته بالعنصرية التي تدعو إلى الانقسام.
وقالت هاريس عند وصولها إلى المنصة: “أنا مستعدة للذهاب إلى العمل”.
وقالت السيدة التي عملت في السابق كمدع عام والبالغة من العمر 55 عاماً للصحفيين: “هذه لحظة ذات عواقب حقيقية لأمريكا، كل ما نهتم به، اقتصادنا وصحتنا وأطفالنا ونوع البلد الذي نعيش فيه، كل شيء على المحك”.
وتابعت هاريس: “أمريكا تصرخ من أجل القيادة، ومع ذلك لدينا رئيس يهتم بنفسه أكثر من الأشخاص الذين انتخبوه”.
وتابعت: “لقد ورث (ترامب) أطول توسع اقتصادي في التاريخ من باراك أوباما وجو بايدن، وبعد ذلك، مثل كل شيء آخر ورثه، هوى به إلى الحضيض مباشرة”.
وأضافت هاريس: هذا ما يحدث عندما ننتخب رجلاً لا يرقى إلى مستوى الوظيفة، ينتهي الأمر ببلدنا في حالة يرثى لها، وكذلك بسمعتنا حول العالم.
وانتقدت هاريس الطريقة التي عالج بها ترامب أزمة فيروس كورونا كما انتقدت منهجه في التعامل مع المظاهرات التي خرجت في أنحاء البلاد احتجاجا على العنصرية ووحشية الشرطة.
غير أن ظهور بايدن وهاريس في جبهة موحدة ضد ترامب لاعتبارات انتخابية بحتة بحكم انتمائهما المشترك للحزب الديمقراطي، وبعد اختياره لها لتكون نائبة له في حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة، فهذا لا يمحو الخلافات الحادة بينهما التي يذكرها كل أعضاء الحزب، خلال موجات من الهجوم العنيف التي كانت تشنها عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا علي بايدن خلال الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، ما دعا بايدن إلي القول بأنه يبحث عن “تعاطف وتفاهم” مع نائبته في أول خطاب ألقاه إلى جانب كمالا هاريس ،مفاخرا بالسنوات الثماني التي أمضاها في البيت الأبيض إلى جانب باراك أوباما وربطتهما علاقة وطيدة، ويبدو أن هذا العامل كان حاضرا.
ويأتي اختيار بايدن لهاريس رغم الخلافات القديمة بينهما ليعكس قدرا كبيرا من الذكاء السياسي لبايدن المخضرم، فاختياره لها كأول نائبة رئيس سوداء في تاريخ الولايات المتحدة علي قائمة حزب أمريكي كبير وأول شخص من أصل هندي قد يشغل هذا المنصب يضمن له الحصول علي أصوات الأمريكيين السود والملونين وهي كتلة تصويتية لا يستهان بها، قد تمكنه من تعويض انخفاض شعبيته، وهذا ما يبرر قوله لها خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينهما الأربعاء الماضي: كمالا أنت عضو شرف في أسرة بايدن منذ فترة.
وأضاف: أعلم إلى أي درجة كان بو يحترم كمالا ومهنيتها. وكان لذلك أثر كبير بالنسبة لي لأكون صريحا معكم عندما اتخذت قراري لاختيار النائبة التي سترافقني حتى الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر لمنافسة دونالد ترامب.
يذكر أن هاريس كانت زميلة مقربة من بو بايدن نجل السيناتور الديمقراطي، وقد توفي بو في 2015 جراء إصابته بالسرطان، عندما كانا مدعيا عاما لكاليفورنيا وديلاوير على التوالي.
من جهتها أعلنت كمالا هاريس (55 عاما) أنها فخورة لتولى منصب نائب الرئيس بسبب تعاطف بايدن وحس الواجب لديه واستعداده الدائم للاهتمام بالآخرين.
ورحب بايدن بداجلاس امهوف زوج هاريس، الذي التقط صورة سلفي مع جيل بايدن، ما يكرس انحياز بايدن للأمريكيين الملونين.
غير أن المقربين من بايدن لن ينسوا بهذه البساطة لهاريس هجومها العنيف عليه في أول نقاش ديمقراطي عام 2019 عندما انتقدته بشدة لمواقفه السابقة من التمييز العنصري ـ رغم الابتسامات العريضة التي تخللت مؤتمرهما الصحفي ـ وقتها روت هاريس ابنة مهاجرين من جمايكا والهند، كيف كانت تستقل حافلات تقل التلاميذ السود في أحياء البيض عندما كانت صغيرة.
وكان بايدن دافع عن نفسه مؤكدا أن ذلك يعكس رؤية “مشوهة” لمواقفه، وهذا ما يفسر سر تمسكه بـ “هاريس” كنائبة له في حملته من أجل الفوز برئاسة أمريكا.
الأكثر من ذلك أنه أكد ثقته الكبيرة بها وأبدي استعداده ـ تلميحا ـ إلي أنه لا ينوي الترشح لولاية ثانية في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، وأعطي انطباعا في كلمته بأنه خلال اجتماع طاولة مستديرة مع الصحفيين بأنه يجهز كمالا هاريس لخلافته في منصب الرئيس في انتخابات 2024.
ولا يخفي علي أحد قوة حضور كمالا هاريس وموهبتها في التواصل، ما يعد دعما كبيرا لبايدن في حملته من أجل الفوز بمنصب الرئيس.