الدكتور محمد الجيار يكتب : حافظ على روحك الخضراء

يخوض الإنسان أخطر معاركه وأصعب تحدياته مع نفسه لترويضها وتعديل سلوكها وتغيير العادات التى ألف عليها منذ صغره , تلك العادات التى إكتشف بعد سنين أنها عادات معيقة للتقدم¸وأن سلوكياته مدمرة للشخصية , وتصبح التحديات أصعب خاصة عندما يبدأ جسده بالإنهيار , وتبدأ قواه بالتلاشى , وعندما تنهال عليه المحن وتضيق عليه الدروب.
يجب على الإنسان ألا يتوانى ولا للحظة من أجل إبقاء روحه متألقة بالحيوية, ونفسه محبه للحياة, ليس من أجل الحياة نفسها, أو من أجل أن يحيا بأى شكل من الأشكال , وإنما لكى يعيش حياة غنية بالمعانى السامية , ومحفزة للخير والأمل لنفوس الآخرين.
إنها معركته المقدسة للبقاء محافظا على روح خضراء , بحيث يعيش كل يوم وتبقى لديه بقوة وكثافة, وبروح يقظة متحفزة باحثة عن أى سبب يجعله متسامحا ليحيا فى حالة من الغفران التام لكل من أساء إليه من البشر, ناسيا كل الأحقاد السابقة, ويعيش كل لحظة بقيت من حياته متحفزا لأى سبب يجعله مليئا بالأمل والتفاؤل والإيمان بغلبة الخير.
فإذا أردت أن تكون بعيدا عن الكآبة فأكتب أوقاتك الحزينة على الرمال , ودوّن أوقاتك السعيدة على الصخر.
لا تجعل حدودا لأحلامك , وإذهب بعيدا إلى حيث تريد , فقد خلق الله الدنيا واسعة بما تكفى لأحلامك.
إنس كل ما مر بك من أحزان , وخيبات أمل من الناس , وإترك كل ذلك وراءك , وإمض قدما , فالحياة ولادة للأحداث السارة والمفاجآت رغم ذلك, وإن هناك نعما لا تحصى بإنتظارك , وعندما تنظر إليها بقلوب الأطفال سيدهشك جمالها وروعتها.
إن إستبصار وتعزيز الأسباب التى تخلق فى داخلك حالات السعادة والراحة والبهجة , وتخفيض الطموحات والتوقعات المغالية وغير القابلة للتطبيق , وزيادة التوجه للحاضر وتنمية الفكر الإيجابى , وتصحيح المعتقدات الخاطئة , كل ذلك يشكل برنامجا تدريبيا متكاملا لتحقيق السعادة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.