إن القلق هو من المشاعر الإنسانيةالأساسية مثله مثل الفرح والحزن والخوف ..ويعنى القلق الشعور بالتوتر والترقب والإحساس بالخطر العام وهو يعنى أيضاً عدم الاطمئنان ،فهى مشاعر مختلفة من شخص لآخر من التوتر والنرفزة والعصبية للتعبير عن نفسه ،ويمكن القول بأن قليلاً من القلق لابأس فيه لأنه يحضر الإنسان لمواجهة الحياة اليومية ويجعله مستعداً بشكل أفضل لدرء المخاطر وإتقان تصرفاته وأعماله المتنوعه ..والحياة اليومية تواجهنا بمواقف كثيرة تتطلب الجهد والرد الصحيح ،والقلق باعث إيجابى للتكيف مع الواقع وتطلباته ،وتكمن المشكلة عند زيادة القلق أو استمراره فترة طويلة ،وهنا يعتبر القلق أضطراباً ..ويؤدى إلى تعطيل الإنسان ويرهقه ويجعل حياته اليومية مؤلمة ومزعجة ..وأعصابه مشدودة ومتوترة ،كما أن الإحساس بالقلق والترقب يؤدى إلى المزاج السئ والإرهاق وأستنزاف الطاقة ونقص الإنتاجية .
فمن الضرورى أن نتبع بعض الأساليب التى تخفف من القلق والتوتر مثل الترويح عن النفس والتواصل مع الأصدقاء المقربين وممارسة اى أنواع الرياضة وتناول بعض المشروبات والأعشاب وأيضاً اللجوء إلى الروحانيات التى تبعث بداخلنا الهدوء والراحة.
فنحن نعيش فى مرحلة صعبة ويتخللها القلق ..لأن فيه تغيرات سريعة وحادة ومفاجئة ..وفيه أزمات وتغيرات أجتماعية وأقتصادية وفكرية وثقافية وغير ذلك ..وبالتالى ينتابنا القلق والتوتر لصعوبة التكيف مع جملة المتغيرات والبعض يشعر بالاحباط بشكل مستمر مما يؤدى إلى الغضب والعدوان ،وسلوك العدوانية هو أستجابة لموقف لم يحقق صاحبه نتائج مثمرة متوقعة
فمعظم الناس حينما يواجهون تحدياً قوياً يصبون نار غضبهم فى غير مكانه ،ويهجمون بدون سيطرة على أشخاص آخرين يكونوا كبش الفداء ،فقد يسلك الفرد سلوكاً عدوانياً بأساليب مختلفة ،وهذا واضح على شبكات التواصل الأجتماعى من ضغائن وشائعات والفاظ جارحة وأتهامات لبعضهم البعض ونزاعات ومناقشات ،كل هذه الأمور نتيجة لضغوط نفسية وقلق أصبح مريض وظهر فى المعاملات والعلاقات .ولذلك لابد من التوقف لمراجعة ظروفنا ونتحلى الصبر والوعى والفهم للمرحلة ونعود لأصول الإنسانية المهذبة الخيرة المحبة للعطاء وعدم الحقد والضغينة والعصبية والتوتر ..كفانا هموم ولابد أن نستوعب أننا نعيش فى حض وطنا وهو يواجه أزمة ولابد نساعد أنفسنا لنعبر بسلام وهدوء وحب وشفافية ،فبعد العاصفة تأتى الأمطار لتغسل وتطهر الجو ونستنشق الهواء النقى ..فلا داعى لتصديق الأكاذيب والآراء الخاوية الجوفاء على شبكات التواصل الاجتماعى ..فنحن اليوم أفضل من الأمس وغدا اجمل من اليوم .. تحصنوا بما ذهب مع العاصفة وغسلته الأمطار.