لقد توفيت منذ دقائق .. وجدت نفسى هنا وحدى
ومحموعة من الملائكة .. وآخرون لا أعرفهم .
توسلت إليهم أن يعيدونى إلى الحياة لو لدقائق .. لكى آراه للمرة الأخيرة .
فما أصعب أن نموت بمشنقة الاشتياق مرة ، ومشنقة الأقدار مرة أخرى !
فأخبرونى أن المسافات بعيدة جدا الآن بين الموت والحياة .. فأحضروا لى شاشة كبيرة تشبه التلفاز لأرى ما أريد عبرها .
كانت الأحداث تمر مسرعة جدا ..فطلبت منهم أن يعيدوا تلك اللقطة .. إنه هو
نعم إنه هناك بشعره الأبيض ، وثوبه الأبيض .. يطوف حول البيت العتيق كما كان يحدثنى أمس
منهمر الدموع .. يبكى المشيب والعمر السالف .
توسلت للملائكة أن يذهبوا إليه ويخبروه أنى فارقت الحياة ، ويعطوه تلك الرسالة ( الحب كالوطن لايعرف دين ) لعلهم يأتون بالرد
لأنه لايعرف عنوانى ,, فالموتى ليس لهم عنوان
وسرعان ما اخترقوا الشاشة الزمنية إلى هناك حبث وقف بخشوع تحت حائط المطاف .. حتى لامست أكتافه الملائكة .. فأاستدار نحوهم ونظر إلى ذلك المشهد المهيب ومد يده واخذ الرسالة بيد مرتعشة وسارع بكتابة الرد ( فمن يدرى من إلى الله أقرب ) ؟
فحاورته الملائكة .. عجبا من أمرك .. لم تسألنا من من هذة الرسالة .
فأجاب ..لقد صدق حدس قلبى ..إنها هى وهى أنا .. فكيف لا أعرف ؟
فنظروا إليه .. أنت تخاف أن نقبض روحك هنا ؟
رد مبتسما .. أنا الآن ميت .. والملائكة لا تقبض غير أرواح الأحياء !!!
فأخبروني أين هى الآن ؟
قالوا : إنها هناك تشاهدك عبر الشاشة الزمنية البعيدة وتبتسم للقاء .. فصعدت روحنا سويا معا ، وشعرت بجسدى يلاصق جسده وتجاوزنا المسافات .. المسافات الدنيوية المرهقة أخيرا
والشاشة أمامي أصبحت خاليه منه لأنه أصبح معى .. روحا هائمة فى الملكوت الرائع البعيد عن الضجيج …فلن أحتاج إلى كتابة رسائل من الآن .. سأبلغه كل شيئا بنفسى … شكرا للملائكة