خالد إمام يكتب : ( كوارث ) .. على كل لون ..!!

فى هذا العالم الذى يعج بالظلم والبلطجة والفساد والتعامل بمكاييل متعددة .. تصدمنا كوارث لا حصر لها تقض مضاجعنا وبعضها يجعلنا ننزف ونبكى على ماوصلنا اليه .. وهذه امثلة منها .
× احذروا .. لبنان يضيع ..
رغم ان انفجار الميناء البحرى فى بيروت كان مهولاً وتعدى تأثيره العاصمة اللبنانية الى دول مجاورة تبعد مئات الكيلومترات .. الا ان الكارثة الحقيقية ليست فى ميناء تم تدميره عمداً أو خطأ أو اهمالاً بل فى عدد القتلى والمصابين والمشردين والخسائر المادية والمعنوية الأخرى .
الانفجار حصد ارواح 154 نفساً حتى الآن واصاب 6 آلاف غيرهم وشرد 300 الف بينهم 100 الف طفل .. الكل اصبحوا بلا مأوى .. هل تدركون معنى هذه الأرقام المرعبة ؟؟.. ناهيك عن المساكن التى دُمرت أو خُربت والسيارات التى طارت فى الهواء محترقة والسفن التجارية والسياحية التى غرقت .. اضافة الى المظاهرات العنيفة التى اجتاحت البلاد هناك ونواب فى البرلمان واعضاء بالحكومة استقالوا اعتراضاً على الكارثة وطالبوا بتحقيق دولى شفاف فيما جرى يحدد المسئولية بوضوح ويحاسب المخطىء أو المتسبب فى الكارثة .
كل هذا كوم .. وماسببه الانفجار وتوابعه كوم آخر .. ولأن المصائب لا تأتى فرادى فقد تسبب ماجرى فى سمعة سيئة للبنان بأنها غير آمنة وان هناك فرقاء يتصارعون وبعضهم مستهدفون من الداخل والخارج معاً مما يضفى جواً من عدم الأمان للزائر .. فلماذا وكيف يأتيها سائح كان يتوق اليها عشقاً ..؟؟
لم اكن اتصور ابداً ان يحدث كل هذا فى لبنان .. لكنه للأسف حدث مثل كل الكوارث التى المت بها على مدار نصف قرن والسبب ان احداً لم يصف الداء والدواء أو كانت لديه القدرة على العلاج الناجع .. الكل ترك الأمور تجرى فى اعنتها وتتصاعد وتتفرع وتتوالد وتكبر مثل كرة الثلج حتى وصلنا الى الكارثة الكبرى التى شهدناها جميعاً وصدمتنا صدمة مدوية اواخر الأسبوع الماضى ومازال تأثيرها ماثلاً امام اعيننا .
اننى احذر واحذر واحذر من ان لبنان تضيع وانه اذا لم تُعالج الأمور علاجاً سليماً وسريعاً بعيداً عن الطائفية والمحاصصة فان احداً لن يستطيع السيطرة على الأوضاع وربما نغمض عيناً ثم نفتحها فلا نجد لبنان على الخريطة .
لا توجعوا قلوبنا اكثر مما هى موجوعة .

× غرق اثيوبيا والسودان ..

ياما حذرت مصر السلطات الأثيوبية من نتائج التعنت وتصلب الرأى والسير خلف تحريض مهووس عثمانى أو حالم كاره لنا أو عدو اصيل وابدى ، ياما قدمنا لهذه السلطات من حلول مشرفة لمشكلة السد بما يحفظ حقوق الجميع ويضمن عدم الاضرار بالجميع لكنها ظلت تراوغ وتروغ كالثعالب حتى لا يتم الحل .. الآن هى تدفع الثمن بل وتتسبب فى ايذاء السودان ايضاً .
بعد الملء الأول المتعمد للسد ارتفع منسوب مياه النيل الأزرق نتيجة الفيضانات مما ادى الى غرق العديد من البلدات الأثيوبية والسودانية معاً .. ويكفى القول ان هذا الفيضان دمر حتى الآن 3500 منزل كلياً أو جزئياً بالسودان وحدها واغرقت المياه الشوارع وحولت المدن الى مايشبه فينيسيا .. ناهيك عن ان السد الأثيوبى ذاته اصبح معرضاً لأضرار فادحة قد تصل الى انهياره كمثيله السودانى الذى انهار قبل ايام .
اثيوبيا والسودان تتعرضان لكارثة حقيقية .. والمتسبب فيها هم حكام اديس ابابا ومن يساندونهم دولياً واقليمياً غلاً منا وكراهية فينا .

× حكام .. حسب الطلب ..

رغم ان ماسأقوله هو كارثة ( محلية ) .. الا ان تفاقمها يمكن ان يحول تأثيرها الى كارثة كبرى .. وهذه ليست مبالغة بل الحقيقة المجردة .
من حق اتحاد الكرة ان يحذر الأندية من الاعتراض على تعيين حكام المباريات وان يشدد على ثقته الكاملة فى الحكام وان يهدد من ان أى خروج على قواعد الاتحاد سيعرض اصحابها للمساءلة وفق لوائح اتحاد الكرة .
نعم .. من حقه ذلك مثلما يحدث فى كل اتحادات الكرة فى العالم بشرط ان يكون محايداً وشفافاً وعادلاً ولا تغلب انتماءاته عليه وعلى قراراته .. بالتالى عندما يتم تعيين حكام المباريات حسب الطلب وان يفتقد التحكيم فى مباريات بعينها للنزاهة والعدالة فمن حقنا وحق الأندية المضارة الاعتراض وتعرية المتواطئين وليس من حق اتحاد الكرة هنا ان يحذر أويشدد أويهدد .
انا لا اكيل الاتهامات جزافاً .. اسوق اليكم 4 امثلة فقط من مئات الأمثلة التى تؤيد كلها كلامى :
1 – ارجعوا الى مباراة الأهلى وبيراميدز فى كأس مصر العام الماضى والتحكيم الفاجر فيها للاطاحة بالأهلى وقد اطيح به فعلاً وتم ايقاف الحكم شكلاً واعتماد النتيجة ..!!
2 – ارجعوا الى مباراة الزمالك والمصرى فى الدورى العام يوم الخميس الماضى والتحكيم ( الأبيض ) وماحدث فيها من مساخر كالتغاضى عن ضربة جزاء للمصرى وعدم طرد لاعب من الزمالك .. ( تحكيم ابيض ) فماذا تنتظرون ..؟؟!!
3 – ارجعوا الى المكالمة الهاتفية الكارثية لرئيس لجنة الحكام الموسم الماضى واذعانه لناد بعينه فيما يختاره من حكام لمبارياته .. المكالمة موجودة على اليوتيوب لمن يريد ان يسمعها ..!!
4 – ارجعوا الى تصريحات الكابتن فاروق جعفر والتى ذكر فيها ان ناديه كان يقدم رشوة لحكام افريقيا ( اموال وملابس من بورسعيد ) لكى يحتسبوا لهم ضربات جزاء أو ليطردوا احد لاعبى الخصم .. المريب انه لم يحقق احد معه فيما قال مما يؤكد صدق كلامه ..!!
ايضاً .. كان هناك 14 نادياً ترفض عودة الدورى الا ان الدولة اجبرت الكل على عودة النشاط .. الآن هناك مؤامرة مفضوحة تتمثل فى اصابات كورونا لبعض اللاعبين والاداريين بسبب الاهمال فى الاجراءات الاحترازية ثم تطالب هذه الأندية بتأجيل مبارياتها .. والغريب ان اتحاد الكرة استجاب لأحد هذه الأندية مما فتح الباب – كما حذرنا – على مصراعيه لباقى الأندية لطلب التأجيل وبالتالى الغاء الدورى ذاته .. اليست مؤامرة مفضوحة ..؟؟
الأمران – التحكيم والتأجيلات – كارثة الكوارث ياسادة ويمكن ان تثير الجماهير ويحدث مالايحمد عقباه .. والآن من حقنا ان نطالب اللجنة الخماسية بألا تتكلم عن ثقتها فى الحكام أو ان تهدد وتتوعد من ينتقدهم ولتعلم انها ستكون المتهم رقم ( 1 ) اذا تم الغاء الدورى .. ليتها تتعلم من المرأة البدوية التى جاءت لمقابلة الفاروق عمر بن الخطاب عندما كان خليفة ووجدته نائماً تحت شجرة بلا حراسة فقالت له قولتها المشهورة : ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر ) ..!! اسوق هذا المثل لأنه يصلح ان يُضرب به فى اى مجال .. ربنا يهديكم ويرحمكم ويرحمنا منكم .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.