محمد نبيل محمد يكتب : صباح الخير يا سيناء .. وبطل جديد يختار سيناء وتختاره شهيدا ليبقى حيا عند ربه

.. الشهيد البطل أيمن الكتات
والدة الشهيد ايمن كتات : اختار ابنى سيناء وترك لنا ولده ” آسر”
حبيب قلبى كان الثالث من بين أخواته يحب اللعب الكثير والحركه التى لا تهدى إلا عند النوم كان وجهه ضاحكا منذ ولادته حتى شهادته واشعر بأنه لقى الله بوجه ضاحكا مبتسما إن شاء الله, عندما كان طفلا صغيرا كان يكتشف كل شىء بالتجربة وكم من مرات أنقذه الله من اكتشاف الكهرباء واللعب فى الاجهزة وكان الله دائما يحفظه, وفى كل وقت من صغره كان دائما يردد إنه سيصبح ظابطا وكان يحب شراء البنادق والمسدسات, ذاكرته كانت قويه وكان يستوعب دروسه سريعا, وعندما اعاتبه على قله المذاكرة كان يقول : “العبره بالخواتيم” وكنت أضخك ساعتها وما كنتش اعرف انه ربنا شايله احسن الخواتيم ” الشهادة”
تدمع الام البطلة وتبدأ حكايتها عن الشهيد البطل مقدم مهندس ايمن عبد الحميد محمد كتات : ولد يوم 22/6/1984بمدينه الطائف بالسعودية أمضى طفولته وتعليمه الأساسى بالسعودية ثم حصل على الشهادة الاعدادية من مدرسة القومية بالاسكندرية ثم التحق بمدرسة العباسية الثانوية العسكرية وحصل على الثانوية العامة بتفوق والتحق بكلية الهندسة وتقدم لاختبارات الكليات العسكريه ووفق لدخول الكليه الفنيه العسكريه عام 2001 فترك كلية الهندسة حبا للحياة العسكرية وتخرج 2006 الدفعه43 فنية عسكرية برتبة ملازم أول بسلاح مهندسين عسكريين حيث عمل عند التخرج بالجيش الثالث الميدانى بالسويس ثم انتقل إلى العمل بالجيش الثانى بالإسماعيلية برتبه نقيب ثم إلى الواحات ورقى إلى رتبة رائد وعندما قامت احداث يناير 2011 شارك فى تأمين البلاد أثناء الأحداث وعند قيامه بالاجازة اندلعت مظاهرات بالاسكندرية عند منطقة سكنه فنزل للتأمين علما انه كان فى إجازته وقطع الإجازة لحماية الوطن والمواطنين وأرواح الجميع ولم يبالى بما يحدث له وعاد إلى العمل بسيناء 2015
وظل يعمل بها لمدة عامين بقلب قوى شجاع لايهاب الموت وإيمانه بالله كان يسبقه فى كل عمله فشارك فى تأمين أعمال حفر قناه السويس وشارك فى عمليات البحث عن الطائرة الروسية وشارك فى هدم كثير من الإنفاق وشارك فى تطهير جبل الحلال وشارك فى أبطال كثير من المفرقعات بحكم عمله حيث أنه حاصل على دورة مفرقعات ودورة غطس ومظلات ورقى إلى كبير مهندسى إجدى القرق المدرعة بالجيش الثالث الميدانى وانتقل الى أحد الوحدات بوسط سيناء كان من ضمن قوات التدخل السريع كان محبا لعمله وزملائه مؤدى لصلاته حافظا لكتاب الله على خلق طيب وكريم فى تعامله مع الكبير والصغير بدون تعال أو تكبر الشهيد متزوج ولديه طفل لم يفرح به حيث اغتالته يد الغدر والخسه يوم 27/1/2017 الموافق الجمعة بين صلاة المغرب والعشاء بعد عودته من المداهمة فى عملية حق الشهيد تلقى اثناء عودته اشاره استغاثه من نقطة محاصرة تحتاج إلى دعم رغم المجهود لم يبالى بالتعب لبى النداء رغم خطورة الموقف والتحذيرات بصعوبة الوصول لهذه النقطة ولكن ايمانه القوى وحبه لعمله لم يتأخر على تلبية نداء الواجب فى توصيل الإمداد والدعم لزملائه وأثناء عودته انفجرت المدرعة التى كان يستقلها هو والنقيب عمرو خالد وجنديين وفاضت ارواحهم إلى ربهم ليكونوا جميعا شهداء فداء للوطن بإذن الله تعالى
وفى اثناء عمله شهد له جميع رؤسائه وقادته بالكفاءه بالعمل والاتقان والتفانى فى مساعدة زملائه وإنه كان يعلم كل شبر فى سيناء, وقبل استشهاده كنا نحضر لعمل عقيقة لابنه (آسر) وكان فى ذلك الوقت فى سيناء وكانت الاتصالات صعبه وكان الوصول إليه صعب, وفى آخر لقاء لنا كان يردد إنه سيكون شهيد وإنه شرف عظيم لا يناله الا من رضى الله عنه, وقبل الاستشهاد جانى احساس عريب لم يمر بى قبل كدة وشعر والده بألم شديد فى صدره وكأنه يختنق وحاول الاتصال باابنى ولكن لم يستطع الوصول اليه, ومرت الساعات ببطىء شديد وظهر على التليفزيون إن سيناء بها أحداث مشتعله دعيت الله إن يكتب الخير لابنى ولجميع زملاءه.
ويوم السبت بعد صلاه الظهر طرق باب الشقه أحد الجيران وهو يقول ان أحد زملاء الرائد ايمن يطلب رقم تليفون الوالد , ونزل الوالد وقابل زميله الذى زف إلينا خبر استشهاد ايمن وسمعت صوت والد الشهيد وهو يقول “إنا لله وإنا إليه راجعون” حتى علمت إن أبنى استشهد وذهب إلى لقاء ربه ضاحكا مستبشرا فى اليوم الثانى وصل الجثمان وتم عمل جنازة عسكرية مهيبة حضرها قادة القوات المسلحة ومحافظ الاسكندرية وكل اصدقائه ومحبيه وودعناه إلى لقاء رب غفور رحيم
ويحكى والد الشهيد بصبر المؤمن بقضاء ربه : “تزوج الشهيد يوم ٢٦/٢/٢٠١٦ ورزقه الله بابنه يوم ٧/١٢/٢٠١٦ وكانت علاقته باسرته أفضل ما تكون فكان بارا بوالديه ومساعدا لاخوته ومحبا للخير مطيعا لربه , وكانت علاقته بالنسبة لى ليست علاقة اب وابنه بل كانت اكثر من ذلك فكان صديقى وحبيبى وكنا نحفظ السر لبعضنا البعض, كان سندى وساعدى وأملى فى الدنيا , لكنى لا ابخل على بلدى به, فقد اكرمه الله وشرفه بالشهادة فى سبيله, نعم الفراق صعب جدا, لكن العزاء ان الله قال فى ابنى ” احياء عند ربهم ” تلك الاية هى التى تصبر قلبى وتطمأنه على ولدى انه عند ربى فى صحبة الانبيين والصديقين وحسن اولئك رفيقا” .
ويكمل الوالد البطل حكيه عن وليده وعن علاقته بالآخرين :” مع اصدقائه كانت العلاقه بينهم تملئها المحبه والود وجميع أصدقائه كانوا يثنون عليه من افعاله الخيره معه وسيرته العطره “.
اما عن آسر ابن الشهيد فيحكى الجد عنه ” هو موجود مع والدته ندعو الله ان يحفظه يبارك فيه , وان يجعله خير خلف لخير سلف, وأن يكون بطل كما كان والده ويفتخر به انه ابن شهيد”.
ويختتم الوالد الصبور حكيه عن بطله ووليده : اننى احتسب ابنى عند ربى وكفى بربى كريما محسنا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.