اتفقنا على ان مساعى الآخر الأساسية هى هدم الكيان المصرى واحلال الفوضى محله, وتعرفنا على ماهية تلك الاليات التى دشنها مسبقا لتحقيق هدفه الاستراتيجى, وكان منها السعى لتشويه ملامح الشخصية الوطنية, وطمس الهوية, واحداث زلزلة فى بناء المجتمع وتمزيق نسيجه, وتركيع اقتصاده, وتسفيه سياقه الاعلامى وتضليله, والذهاب الى ما هو ابعد من ذلك وهو التشكيك فى نزاهة القضاء وحياديته وبغرض هدم المنظومة القضائية والتى تبدأ اولا بتبديد ما تم الاتفاق عليه من قواعد وثوابت قانونية تحكم النظام العام والسلوك الحياتى بين المواطن والآخرين, وبينهم جميعا وبين الدولة,
والقصد المباشر هنا هو احداث حالة من عدم الثقة فى القضاء وعدم الاعتماد عليه فى تنظيم الشأن العام والخاص للدولة والمواطن , وبالتالى يذهب مع الريح نظام قضائى ثابت الاركان كان من الانظمة المتميزة عالميا, ويحل محله الأعراف واجتهادات المدعين بكونهم ظل الله فى ارضه, وانهم ولا مجال للشك ادعياء الحق والعدل, وبهذا تحدث الردة الحضارية ويعود المواطن الى عصور ما قبل التاريخ التى يحكمها قانون الغاب والقوة المفرطة, ويتنازل الجميع عن امنهم مقابل الإذعان لمن يحكم بالمقدس وما هو بمقدس وما انزل الله به من سلطان, وهنا تضيع حقوق الضعفاء والبسطاء والاقليات والمختلفين فى النهج والاعتقاد ولا تكون الا حقوق تلك النخبة المتسلطة المدعية ,
ويكون الحال المهترىء مدعاة لتجدد دعاوى الآخر فى التدخل لحماية الجميع وفرض استعمار تحت مظلة حماية حقوق الانسان فى دولة اللا قانون, وتمهد لذلك الاحتلال والاستعمار انطلاق حملات العرف لتحل قضايا الاختطاف فى سيناء, يقودها هؤلاء المدعون, وينادى زعيمهم – الشكلى – بسلامة الخاطفين والمخطوفين, وتلك فضيلة الحق عند هؤلاء الذين عادوا بالمجتمع الى صور الانسان الاول, ويجتهد بعضهم فى الفضائيات علنا بقتل الأمنين فى الطرقات فقط لبسط سلطان العرف وضياع نظام القانون, ويتردى طفل من اعلى البنايات على يد واحد من هؤلاء فقط لاحداث هيبة الاعراف لهؤلاء بالصدمة والترويع, وتُصفع الحرة على يد هؤلاء بدعوة الجاهلية, ويتلفظ مسئولهم الاعلامى بالنابى والمسف من غث الكلام وبذيئه للسيدات الفاضلات, ويسرق المستثمرون منهم اقوات الناس ويتركون لهم فتات يخادعون بها الناس من الزيت والسكر, ويجاهر شيوخهم بأحقية سبى النساء واستعباد الرجال والتهادى بالغلمان,
هؤلاء ارادوا اسقاط القانون ليعم قانونهم الرجعى وتسود اعرافهم المتدنية, والأبشع ان تروج لحقوقهم منظمات حقوق الانسان العابرة للقارات, وتجهز تلك الجمعيات المراقبة لحقوق الانسان عن كسب لاسقاط تاج الحق وتتويجه بالباطل عبر عملاء ييتدربون خارج الحدود ويعودون اصحاب املاك ونفوذ وسلطان من هؤلاء المدعين, ولا مانع من مناداتهم بالمثلية ! , ولا هناك ضير فى دعاويهم للالحاد ! , ولا حد يمنع اختلاط المحارم ! , ولا رادع لاستباحة العام من الممتلكات ! , ووتهون افعال الهدم والحرق والتخريب من اجل فلسفة الثوريين بالبناء من جديد , والمدهش هو تآخى المتشدقين بالتدين من القول بمن هم ينادون بنكران وجود الذات الإلهية !, ويرفع المتحدون فى النوايا والنهج والمختلفون فى القول راية اسقاط القانون والنظام القضائى والدستور , وكل له مآربه , المهم انهم يتفقون فى ان :” مصر حفنة من تراب عفن” يجب هدمها ونثرها تجاه الريح , وبالتالى – فى معتقدهم – كان كل ما عليها من تراب هو عفن بالمنطق والتبعية ,
ونسى هؤلاء وهؤلاء ومن ورائهم ان مصر اصل الشجرة الانسانية , واول كلمة فى التاريخ , ومشرق الحضارة , وان هذا التراب ما هو الا اديم الاباء والاجداد على مر الأزمنة وتعاقبها , وان الاحياء ما هم الا امتداد لتراب السابقين , فمن يقول اننا من تراب عفن بالبداهة هو امرا من اثنين لا ثالث لهم , الاول : هو ليس من ابناء هذا التراب , فهو غريب وحاقد على اهل هذا التراب وينتمى لخندق الاعداء , والأمر الثانى والأخير : هو انه ابن عاق ضال يصف مصر المصريين بالتراب العفن, فلا يسب ابائه واهله وناسه إلا من ليس له نسب بيننا ولا أصل !.
تلك محاولات هدم القانون لضياع الحقوق وفساد المعاملات وتبدد الدولة , وتدعم الجمعيات الدولية المشبوهة هذا العمل ليس لصالح حقوق الانسان انما لأن كونها آحدى ادوات الآخر فى تنفيذ ايتراتيجية الهتشكيك والهدم والاحلال , وسعيا لنيل الجائزة الكبرى التى يتوهومنها حق لهم , وتدور ماكينات الاعلام الدولى والاقليمى الكاذب لتروج للتشكيك فى النظام القضائى المصرى ومن ثم هدمه ثم احلال العرف الهمجى البدائى ليحكم العوام بواسطة العملاء المتشاكسون , ولا يمر الزمن طويلا الا ويتقاتل المتشاكسون الفرقاء وتتجزر الدولة الى جزر متقاتلة كالصوماليات الخمس فى بداية التسعينيات
وتذهب الدولة المصرية فريسة التجزأة فى يد هذا الاخر القريب والبعيد , لكن غفل هؤلاء عن كونهم يتحدون ارادة الله فى مصر فهو من قال , :” ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين” (يوسف 99) وهو من قال ” مبارك شعبى مصر ” (اشعيا 19) , وفى مصر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , الدفاع عن وحدتها عقيدة كما الايمان , وعقل جمعى يعى ويدرك مكائد هؤلاء الحاقدين من الأقزام والعمالقة , ومازال الوجدان العام للمصريين يقدس ترابه الطاهر بأديم الاباء والاجداد, ويكد المصريون – اقتناعا – فى الحفاظ على شموخ قضائهم , وهيبة دستورهم , ورقى قوانينهم لصد هجمات الآخر الساعية لهدم دولة القانون , ويواجه المصريون فى القادم ان شاء الله عصابات الظلام وميليشياتها المسلحة , آخر اليات الاخر فى تشتيت قوى الدولة الناعمة والصلبة , وسعيا لأن تأتى ثقافة المسئولية بعبور جديد وانتصار نحن قادرون على تحقيقه. الجمهورية الثلاثاء ٢٨ يوليو