اللواء دكتور سمير فرج يجيب .. لماذا يستهدف الإرهابيون بئر العبد ؟

داخل مدينة بئر العبد، أحبطت القوات المسلحة هجوم عناصر تكفيرية على أحد الإرتكازات الأمنية، مساء أمس الثلاثاء، بعدما طاردت قوات التأمين بالتعاون مع القوات الجوية العناصر التكفيرية، ما أسفر عن مقتل 18 فرد تكفيرى منهم فرد يرتدى حزام ناسف، وتدمير عدد 4 عربة منهم 3 عربة مفخخة.
اللواء دكتور سمير فرج
 اللواء دكتورسمير فرج مدير إدارة الشؤون المعنوية سابقًاوالخبير الاستراتيجي يجيب عن السؤال المهم : لماذا يستهدف الإرهابيين بئر العبد؟ !
في البداية، أين تقع مدينة بئر العبد؟
تُعرف بئر العبد بأنها مدينة «هادئة»، تصطف على أطرافها أشجار النخيل المُثمرة، ضمن مدن محافظة شمال سيناء، تقع تحديدًا شمال شبه جزيرة سيناء، وهي العاصمة والقاعدة الإدارية لمركز بئر العبد، تقع على الطريق الساحلي الدولي على ضفاف بحيرة البردويل.
تستقر على بعد نحو 30 كيلو مترًا شرق بيلوزيوم على طريق القنطرة- العريش الساحلي، وهي منطقة معروفة كمركز مهم على الطريق الحربي الكبير منذ القدم.
تشتهر بئر العبدبالإنتاج السمكي وزراعة الخضروات والفاكهة، خاصة التين والزيتون، إذ يتم زراعتهم على مياه الآبار، خاصة في منطقة جنوب رابعة، وتكثُر بها أشجار النخيل، كما تمر بها خطوط الغاز الرئيسية الممتدة إلى الحدود الشرقية لسيناء.
متى بدأت الحوادث في بئر العبد؟
1.  مُنتصف أكتوبر 2016، كانت الأجواء باردة عندما وقع الهجوم الإرهابي الأول في بئر العبد، إذ هجم الإرهابيون بالأسلحة الرشاشة على كمين أمني في منطقة زغدان، شمال الحسنة وجنوب بئر العبدبنحو 40 كيلومترًا، وخلف 12 شهيدًا من أبناء الجيش، فيما أصيب 6 آخرون.
2.  نوفمبر 2017، كان الحادث الأبشع، داخل قرية الروضة، التي تبعد 50 كيلومترا، شمال بئر العبد، فخلال صلاة الجمعة، وأثناء قيام نحو 400 مصلٍّ بأداء الصلاة، انفجرت في البداية عبوتان ناسفتان داخل المسجد، ثم استهدفت المجموعة المهاجمة بعد ذلك المصلين بقذائف صاروخية من نوع «آر بي جي»، وعندما فر باقي المصلين خارج المسجد، قامت الجماعة باستهدافهم مجددًا لكن هذه المرة باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة.
كان الحادث دمويًا خالصًا، لطّخت الدماء أرضية المسجد حتى أنها أصبحت مُخضبّة باللون الأحمر، وأسفر الحادث الإرهابي عن سقوط 305 شهداء، بينهم 27 طفلًا، وإصابة نحو 128 شخصًا آخرين، وذلك وفقًا لما ورد في بيان أصدره النائب العام، المستشار نبيل صادق، والذي قال إن ربع سكان المدينة فُقدوا في الحادث.
وجاء في بيان النائب العام، أن أعداد العناصر التكفيرية التي نفذت الحادث من 25 إلى 30 عنصرًا يرفعون علم «داعش» الإرهابية، واستقروا أمام أبواب ونوافذ المسجد، والتي بلغت 12 نافذة، وأطلقوا النيران على المصلين، وأن المسلحين استخدموا 5 سيارات دفع رباعي وقاموا بإضرام النيران في 7 سيارات تابعة للأهالي، كي لا يتم نجدة الشهداء والمُصابين.
3.  في 2018، استشهد النقيب محمود عبدالعظيم محمود، ابن قرية كفرفرسيس، مركز بنها، من قوة إدارة الحماية المدنية بشمال سيناء، إثر انفجار عبوة ناسفة بمنطقة بئر العبد، شمال سيناء.
وصرح مصدر أمني أن القوات المعينة لتمشيط وتعقيم الطريق الساحلى بمنطقة أبوالحصين دائرة قسم شرطة بئر العبد، تمكنْت من اكتشاف عبوة ناسفة تزن حوالى 50 كجم، زرعها مجهولون بالجزيرة الوسطى بالطريق، على الفور، تم فرض كردون أمنى حول المنطقة، وأثناء الفحص انفجرت العبوة، مما أسفر عن استشهاد النقيب محمود من قوة إدارة الحماية المدنية بشمال سيناء.
4.  فى سبتمبر 2019، قُتل 15 مسلحا من منفذي هجوم إرهابي على نقطة تفتيش أمنية في كمين تفاحة، بمدينة بئر العبد.
فيما استُشهد 3 جنود، وأصيب 4 جنود آخرين، إذ جاء الهجوم في الوقت الذي كانت تنتشر فيه قوات الأمن المصرية بكثافة في العاصمة القاهرة ومدن أخرى لتأمين البلاد، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة أنباء أعماق التابعة له.
ونعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من سقطوا من القوة الأمنية، إذ قال في تغريدات نُشرت عبّر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع الإرهاب لم ولن تنتهي بدون إرادة شعبية عازمة على القضاء عليه بشتى أنواعه، سواء كان إرهاب العقول أو الأنفس».
                        جنازة ثاني شهداء الدقهلية في حادث بئر العبد الارهابي – (صورة أرشيفية )
5.  وفي مايو 2020، أعلنت وزارة الداخلية، عن مقتل 18 إرهابيا في تبادل لإطلاق النار لدى استهداف وكرهم في محيط مدينة بئر العبدبشمال سيناء.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.