بمشيئة الله تعالى غدا الأربعاء 22 يوليو هو أول أيام ذو الحجة، وبذلك يكون يوم الخميس 30 يوليو وقفة عرفات، والجمعة 31 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك، نسأل الله تعالى أن يكون عيد خير وبركة على مصرنا الحبيبة وأمتنا الإسلامية وسائر بلاد العالمين.
ولا يفوتنا أن نذكر بفضل الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، وفضل العمل الصالح فيها، فقد فضلها الله تعالى على غيرها من أيام السنة، فأقسم بها في القرآن الكريم، والله – تعالى- لا يقسم إلا بشيء عظيمٍ، قال تعالى: “وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، والمقصود بالليالي العشر، العشر من ذي الحجة على الصحيح مما ورد عن المفسرين والعلماء.
وهى تشتمل على أفضل الأيام، مثل: يوم عرفة، وهو يوم الحج الأكبر الذي تغفر فيه الذنوب والخطايا، وتعتق فيه الرقاب من النار، ومنها أيضا يوم النَّحر، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ..” وتُؤدى فيها فريضة الحج التي تعد من أعظم الفرائض. وشهد لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنها أعظم أيام الدنيا، إذ قال: “ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ”.
وتجتمع فى هذه الأيام أمهات العبادت، كما أخرج الإمام البخاري عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما-: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ”، وهى الأيام المعلومات الواردة في قول الله – تعالى -: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”.
وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل العمل في العشر الأولى من ذي الحجة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وأنها أفضل أيام السنة، وأن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، قال – صلّى الله عليه وسلّم-: “ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى”، وقول أيضا: “ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).
ومن العبادات المستحبة في هذه الأيام التى يجدر بالمسلم استغلالها فى ظل الحرمان من أداء شعائر الحج والعمرة، التى هى أفضل ما يؤدى من العبادات في ذي الحجة، فيمكن أن نكثر من الصيام، وينخص صيام يوم عرفة، فقد ورد في فضل صيامه قول النبي – صلى الله عليه وسلّم-: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”، والإكثار من التكبير والتحميد والتهليل والذِّكر، فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك. ثم التوبة والاستغفار والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والتقرب إلى الله بالصلاة والدعاء والأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكَر.
ثم على المستطيع أن يذبح الأضحية يوم النحر؛ اقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم -، إذ ثبت أن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”. وبعد ذلك نحرص على أداء مختلف الأعمال الصالحة، من الصدقات وقراءة القرآن وإكرام الضيف، وصلة الرحِم وحِفظ اللسان وبر الوالدين أحياء والترحم عليهما أمواتا والدعاء لهما، والحرص على صلاة السنن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال، مع اليقين بأن لا حول للإنسان عن معصية، ولا قوة له لفعل الطاعة إلا بتوفيق الله عز وجل.