نعم فقد قلنا مراراً وتكراراً بغير كلل أو ملل أن المؤسسات العريقة قلاع الرجال ، المجموعات الجامعة الكتلة الصلبة المانعه تلفظ الصغار حيث من شذ ، شذ فى النار يلاحقه العار آناء الليل وأطراف النهار .
وإطمئن عزيزى القارئ فالخطب ليس جلل فهى إن لم يكن مسموح فيها بأى ذلل فى الأقوال أو الأفعال فهى مؤسسات بشرية وليست ملائكية ، فعظيم الشرف لها على الدوام والوضع مستقر له غاية وأقل القليل من القرف والمزيد من دس اللئام صداع مستمر لابد له من نهاية .
ونحن سوياً عزيزى القارئ قد قلنا مراراً وتكراراً ومازلنا ، بأن أى نظام سياسى حاكم له إنجازاته وشعبيته لابد له من معارضة وطنية قوية من المخلصين أصحاب النهى والرؤى والذمة حتى تكتمل المهمة فقد علمتنا التجارب أن المغنى الكبير قد يعزف عن غناء الدور الصعب بحدة رغم أنه يطيب له سماعه بشدة .
فلا للمبتسرين الذين خرجوا لتوهم من الحضّانة بكل الذل والمهانة والمحن يراهنون على خصوم الوطن كل شرير من الصغار أرسله أشرار كبار يريدون هدم الوطن فجاءوا جميعاً موتى كريهة رائحتهم وتحتهم فى أقصى الأرض أبطال شهداء أحياء .
جاءوا وقد صفق لهم القلة فى كل شئ فى الكم والكيف ، العملاء الأجراء بوجههم القبيح والجهلاء هجوماً من يرون القاتل الموثقة جرائمه بالصوت والصورة مظلوماً !!!
من يرون الإنجازات العظيمة لم تكن لها ضرورة وأن كلمة المخلصين عندهم فزورة ومعهم سُلة من الأغبياء الذين يعتبرون إعمال العقل وإدراك الأفكار الجادة المؤيَدة أشغال شاقة مؤبده ، وكل على قدره له ثمن بقدر مايكذب ثم يكذب ويفترى فبئس البائع وبئس المشترى ، فمسيرة المخلصين ماضية ماضيه فدعهم يبولون على أنفسهم كالماشية .
وإعلم عزيزى القارئ بأنك أياً ما كان عملك دورك ورسالتك فلن تكون متميزاً فيه شجاعاً إلا إذا كنت عادلاً متّزناً معتزاّ بذاتك لا مهتزاً تمعن فى إخفاء ذلاتك ، فالخطأ بطبيعته جباناً يجعل صاحبه طوال الوقت خائفاً راجفاً يدق بعضه بعضا وأنا أعلم أن الأخطاء فى عالم البشر لا محالة واردة عفويه كثيراً ما تقع بحسن النيه دون شقاق على غير مقتضى الحال ويجب أن تكون فى أضيق نطاق وياليتها تفضى إلى زوال .
أما أخطاء أهل الإختصاص والمسئولية فلا وألف لا ولو جاءت بحسن نيه فهى بيقين القانون ، جريمة عمدية ويالا بشاعتها إن هى جاءت جوراً وفجوراً على حق من حقوق الوطن .
فى النهاية أطمئنك أيها القارئ العزيز الأصيل بأن مؤسساتك العظيمة تحب التطهر وتقدس الوضوء على مدار الدقائق والثوانى ، وكل سوء يسوء فمصيره حتماً إلى القرافة ، فالشكر كل الشكر لرجال النظافة … والسلام