محمود عبد الكريم يكتب : وقفة قبل الانهيار !

يبدواننا نرتد الآن إلى زمن ماقبل الأديان وماقبل المدنية والحضارة وكأن شيطانا مس الأرض فجٌنت الشعوب وخرجت من نطاق آدميتها وانسانيتها ودياناتها السماوية وغير السماوية وابتعدت !
أصبحنا نقرأعن ما لم يعد العقل يستوعبه ، أو حتى يتخيله وكأن قوما هبطوا من جهنم فاستعمروا الأرض ، جرائم مرعبة ووحشية وسادية كالتى شهدتها أوروبا فى العصور الوسطى وقرون عصر محاكم التفتيش الرهيبة حيث الكنيسة تحكم والأحكام على الهوى
ولكن نحن هذا المجتمع المسالم الطيب بمسيحيه ومسلميه مالذى أصابنا ومالذى جرى لنا ولماذا هذا الأنحراف الذى بدا مؤخرا واضحا فى سلوكنا ، وما هذه المهاترات التى نعيشها وما هذه الأنقسامات التى تجتاحنا وماهذه الملهيات التى يلهوننا بها فننساق ورائها ، وأين الخطأ وأين العيب هل هو فى الأفراد أم فى الدولة ، هل هو فى التسيب أم فى التشدد هل هو فى التطرف ام فى الأعتدال ؟
الأجابة صعبة أو مستحيلة ومستوى الجريمة يعكس حالة المجتمع ، فالأمساك بلص سارق لا يعنى أن نقتله أو نصلبه أو نعلقه على عامود الإنارة بالمقلوب
وليس مهما وقوع الجريمة بقدر ما هو مهم نوعية الجريمة التى بدأت تتطور بشدة نحو القسوة والفجر بضم الفاء
فقبل يومين نشرت فتاة على صفحتها على الملأ محادثة بينها وبين أبيها تنضح قذارة وفجر ، حوار لم يحدث بين ابنة وأبيها الا فى زمن الجاهلية الأولى حيث لا أنبياءولا ديانات ولا قواعد تحكم القبيلة إلا منطق القوة والسلطة ومدى الثراء الذى يتمتع به المعتدى اأو الآثم
وقبلها بيومين نشرت الصحف عن ممثلة مغمورة وقد قتلت زوجها ببرود اعصاب شديد ، ثم هذا التهافت على أحد الخليجيين الى استطاع أن يشعل مايشبه الحرب الأهلية بين جمهور أكبر ناديين فى مصر بأمواله وبسقوط المشاهير الأثرياء فى شباكه وهم منصاعون لنزواته ، والأخطرمن ذلك السيناريو الذى يقوده وينفذه رئيس أحد الأندية الكبيرة بأن ضابط مخابرات قطرى !! برمج صوته على جهاز متقدم وسب ولعن مجموعة من الأشخاص الآمنين ووصفهم بوصف لايستخدمه حتى سفلة قاع المجتمع !
ثم ماذا اذا هدد زوج زوجته بنشر صورها التى التقطها لها فى غرفة النوم شبه عارية وأنه سيوزعها على زملائها بالعمل والشارع الذى تسكن به وعلى وسائل الأتصال الأجتماعى من فيس بوك ووتويتروغيرها ؟!
يحدث هذا فى الوقت الذى تواجه فيه مصر أخطارا من جميع الجهات وخطرا أكبر يتهدد الوجود نفسه بايعاز وتمويل من الأصدقاء قبل الأعداء ومن الأشقاء قبل الفرقاء ، ومع ذلك تجد ان بدويا صحراويا نثربعض الدولارات مابين ميت عقبة والجزيرة فكاد أن يشعل حربا داخلية بين جماهير الأندية برعاية نجوم لها أسمائها ، لدرجة أن حارس مصر الأسبق الذى يكبره بعشرين عاما قال له وهو يجرى مقابلة معه اعتبرنا أولادك ، لا تغضب !
مصر الآن والخطر يهددها من كل جانب تعيش أدنى مستو لها فى الأخلاق والعزة والكرامة حتى تطاول علينا شذاذ الآفاق والبدون والمجنسين والمنتسبين للعرب ، ولم تعد تحتاج لبناء مساجد وكنائس بل تحتاج الى اعادة بناء المواطن المصرى واعادة الغزة والكرامة له فى وطنه الذى يضحى بعمره لحمايته وصيانته
بناءالمواطن وتقوية اعتزازه بوطنه تبدأ بإعلام مهنى رصين يقوده مثقفوا الأمة الحقيقيون بعيدا عن هذه الوجوه التى مل منها الشعب وانصرف عنها الي قنوات الدول المعادية لمصر وعلى رأسها قنوات العدو الصهيونى والأعداء الجدد من أدعياء الخلافة !
لقد تحولت الساحة الأعلامية والرياضية بل والسياسية فى مصر الى سوق عكاظ لنشر القبح والسفالة وتعرية المجتمع وخلع ملابسه الداخلية أمام العالم كله ، والمطلوب وقفة وخط رجعة لأن ماوصلنا اليه غير مسبوق !
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.