الكاتب الصحفي خالد إمام يكتب : يكتب : أيها المتحرشون .. قبحكم الله
ما هذا الذى اصبح يحدث فى مصر منذ ان ابتلانا الله بتيارات منحرفة تقلب الدين على هواها ووفق مصالحها وتدنس الأخلاق والأعراف والعادات والأدهى انها اثرت فى صغار السن حتى يشبوا عن الطوق وقد تشبعوا بهذه الدعوات المنحرفة الفاجرة لهدم المجتمع من اساسه .
انا من الجيل الذى نشأ وقضى اغلب عمره فى احياء شعبية جميلة .. فقد وُلدت فى ( كيت كات ) بامبابة ثم انتقلنا الى ( مصر القديمة ) بجوار جامع عمرو وبعدها سكنا فى ( السيدة زينب ) ومكثت بها حوالى 20 سنة ولذا فاننى مرتبط بهذا الحى الجميل بالذات حتى والدتى اطال الله عمرها مازالت تعيش فيه وكلما زرتها اشم روايح زمان .
فى الأحياء الشعبية الثلاثة – وهى مثل كل الأحياء الشعبية – تعلمت الرجولة منذ الصغر والعفة والجدعنة والشهامة .. تعلمت ان بنات الحى شقيقاتى محظور تماماً حتى النظر اليهن الا بعين الأخوة وكثيراً ماكنا كصبية ثم كشباب ونحن نقف على الناصية نتسامر ليلاً فنرى جارة لنا نازلة لتشترى احتياجات اسرتها وقد لا يكون لها اشقاء فيتجه اليها على الفور احدنا أو اكثر ونطلب منها العودة الى شقتها ويذهب اثنان منا لشراء احتياجاتها
تعلمت ان سيدات الحى امهات لنا جميعاً واجب مقدس احترامهن وكم كنا نلعب فى الشارع الكرة ولكن بمجرد ان تخرج جارة وتطلب منا الانصراف فان ردنا هو الانصراف على الفور ، تعلمت ان الغاية اذا كانت تبرر الوسيلة احياناً فان ( احياناً ) هذه لا تكون الا فى الصالح فقط وغير هذا ممنوع .
لماذا اقول كل هذا الكلام ؟؟.. اقوله بمناسبة الهجمة الشرسة الحالية على شبابنا لافسادهم من شيوخ الضلال الذين يحاولون تأليف دين على الكيف ليس منا ولسنا منه فى شىء بحجة التمدين والتحضر حتى ان افسادهم لم يتوقف عند القشور والمظاهر بل تعدوه الى الأصول والثوابت من تربية وتعليم وصحة وثقافة وابداع .. انهم يسيرون دائماً عكس الاتجاه .
فى ايامنا الجميلة لم نكن نسمع عما يسمى ( التحرش ) الذى زاد الآن عن الحد حتى اصبح خطراً داهماً لابد من مواجهته بقوة .. تصوروا ان المجلس القومى للمرأة اعلن عن تلقيه اكثر من 400 شكوى تحرش خلال 5 ايام فقط ..! ماهذا ياسادة ..؟!
زاد وغطى ماسُمى ( تيك توك ) حيث تعلن فتاة عن نفسها عبر فيديوهات خادشة للحياء وقد يكون معها شاب أو لا يكون .. ومن سما المصرى الى فتاة بنها المطلقة منار سامى وصديقها زيكا والتى اعتدت اسرتها على الأمن اثناء القبض عليها ، ومن فتاة الجيزة هدير الهادى الى فتاة القطامية الجامعية نرى على مدار الساعة العشرات من هذه الفيديوهات .
لم يتوقف الأمر عند التحريض على الفسق والفجور من خلال ( تيك توك ) .. حيث مارس طالب الجامعة الأمريكية احمد بسام التحرش العلنى ومع العديد من الفتيات يقال ان عددهن 100 فتاة لكن التحقيقات حتى الآن انحصرت فى 6 فتيات .
مايهمنا فى موضوع التحرش الذى هو جريمة مجتمعية ان الفتيات اصبح لديهن الشجاعة على الابلاغ عن المتحرشين .. تم كسر حاجز الخوف من القيل والقال والمعاتبة من الأهل التى يستغلها المتحرشون اسوأ استغلال .. وهذا امر ايجابى سيحد من تلك الظاهرة .
هذه القضية تكشف زيف ادعاء المتحرشين و( شيوخهم ) وتفرض الحل المثالى :
× الزيف يأتى من ان المتحرشين وشيوخ الضلال يتهمون المتحرش بها بأن ملابسها فاضحة .. وارد عليهم بأن بنات وسيدات زمان كن يرتدين فساتين ولم يكن بينهن محجبات الا القليل جداً ومع ذلك لم يكن يتحرش بهن احد .. الآن لم يعد التحرش مقصوراً على الفنانات أو من ترتدى ملابس ضيقة أو عارية وان كان هذا ليس مبرراً بل ان هناك من يتحرشون وبمنتهى الوقاحة بمنتقبات ومحجبات واطفال بل وبرجال ايضاً ..!! واظن ان خير دليل على ذلك التحرش اللفظى ببنت لاعب الكرة بالنادى الأهلى عمرو السوليه وعمرها 3 سنوات لأنها كانت ترتدى بلوزه مكشوفة من الكتفين .. والأدهى ماقاله المتطرفون فى توجيهاتهم لوالدها.. (ايها المتحرشون وايها الشيوخ الأنطاع .. قبحكم الله ) .تغليظ العقوبة
× الحل هو تغليظ العقوبات وجعل الجريمة ( جناية ) .. هنا فقط لن يستطيع احد ان يتحرش أو حتى يعاكس اية فتاة ولو كانت تسير ( عارية ) .. لقد سافرنا بلاداً كثيرة شرقاً وغرباً وشاهدنا مواقف وملابس تخالف مادرجنا عليه ومع هذا لم يجرؤ احد ان يطيل النظر لما يراه حتى لا يعرض نفسه للمساءلة والحساب والعقاب القاسى ..!!!