فى طفولتى كان أساتذتى يعلموننا ما معنى الحرية وكانو يرددون “الحرية هى أن تحترم حريات الآخرين”.
وكان ذلك من الصعب على أن أتفهمه وأنا طفل فسألت بماذا يعنى إحترام حريات الآخرين ؟
ولم أكن أدرى قدر عظمة أستاذى حينما بمنتهى البساطه والعقلانية بدأ فى الشرح لى حيث قال: العين تؤذى فينبغى أن يكون مظهرك أنيق لا يؤذى عيون الآخرين ، والأنف تؤذى فيجب أن تتحلى بالنظافة الشخصية حتى لا تؤذى رائحتك أنوف الآخرين ، والأذن تؤذى فينبغى ألا يعلو صوتك أو تتلفظ بألفاظ نابيه تؤذى آذان الآخرين .
وكم كنت عظيما يا أستاذى حينما شرحت لى معنى الحرية الذى فى هذا الزمن ونحن فى القرن الواحد والعشرين كثيرون يجهلون معنى الحرية وتختلط معانيها بين الفوضى والهمجية وكثير من المعانى الخاطئة فكثيرون لا يدركون أنه”عندما تكون أكثر إلتزاما تكون أكثر حرية”
فأنت عندما تعرض رأيا فقل ما تشاء ولكن بهدوء ودون تجاوزات أو ألفاظ نابية أو أصواتا عاليه .
وهل عندما تنبعث من عند جارك أصواتا عالية دون مراعاة للآخرين وبمنطق “أنا حر”, فهل هذه حرية أم همجية!
وهل من يقود سيارته ويده لا تفارق آلة التنبيه “الكلاكس” بداعى ومن غير داعى ويتسبب فى إزعاج الكثيرين حتى من يركبون معه ،فهل هذه حريه! ، وقس على ذلك الكثير من التصرفات الخاطئة ،وفرق كبير بين الحرية والفوضى والهمجية وقديما قالوا “أنت حر مالم تضر” ، معنى بسيط للحرية أتمنى أن ننقله ونعلمه لأبنائنا لنبنى مجتمعا متحضرا فالحضارة أسلوب حياه وكلما إستقامت الحياة إندفعت فى ركب التقدم والرقى.