أنا لا اعرف الأستاذة سلوي المصري وهي مصرية مقيمة في أمريكا لكني أعرف الدكتور جمال زهران أستاذ التربية الذي نقل عنها هذه الكلمات الهامة عن موضوع الساعة وتفضل بنشرها علي صفحته الشخصية, كتبت
لو كان التحرش سببه الجهل فلماذا يتحرش المعلم والأستاذ الجامعي والدكتور؟ ولو كان سببه تأخر الزواج فلماذا يتحرش المتزوج وأب البنين والبنات؟ و لو كان سببه الكبت الجنسي فلماذا يتحرش ذو الرابعة عشر عاما؟ ولو كان سببه الدين فلماذا يتحرش الإمام؟ ولو كان سببه لباس المرأة لماذا يتحرش بالمنتقبة والمحجبة والمجلببة؟ ولو كان سببه جسد المرأة وقوامها المثير فلماذا يتحرش بالأطفال؟
والحقيقة أنه حتي الرضع من الأطفال لم يسلموا من ذلك الإجرام والأذى حتي الموت. فالقضية في التربية و الأخلاق وترويض النفس, و في القيم والسلام الاجتماعي المفقود.
كل النماذج المذكورة المدرس والأستاذ الجامعي والدكتور والشخص العادي المتزوج ولديه أولاد وبعض الرجال ممن يطلق عليهم رجال دين وأئمة جوامع وزوايا وبعض هؤلاء من المشاهير صادفنا عنهم حكايات مريعة كانوا فيها متحرشين ومجرمين بلا جدال, كانت حكاياتهم تخرج على استحياء وكان يتطلب لكشفها والكتابة عنها في الماضي القريب جرأة محسوبة, حتي نصحني زميل لي في نهاية الثمانينات حين كنت محررة حوادث وتحقيقات أن أبتعد عن نشر تلك القضايا خوفا من إساءة فهمي
ولأن المجتمع يرفض الاعتراف أن لدينا خلل أخلاقي وتربوي, حتي أجريت تحقيقا عن زنا المحارم وفيه حكايات من دفتر ذكريات أطباء وضباط مباحث ورجال دين وأطباء نفس ورجال قانون وعلم اجتماع, حكايات تفوق مستوي التحرش بكثير يقشعر لها الأبدان كما يقولون وكانت متنوعه ومنتشرة في كل طبقات المجتمع أستوي فيه المتعلم والجاهل والفقير والغني, وقتها قال لي د. مصطفي رياض أدم أستاذ الطب النفسي أن الكشف عن تلك الجرائم وفضح مرتكبها إن كان أحد أفراد الأسرة هو أفضل سبيل لعلاج الظاهرة الإجرامية المؤسفة وهو ما اعترض عليه رجال الدين ورجال القضاء وقتها تحت بند الستر, لكن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والمواقع الإخبارية المتعددة وأخيرًا بيان الأزهر الأخير دعي إلي رفع الوعي المجتمعي وهو ما يعني المواجهة دون التوقف عند حد التجريم.
راسبوتين مصر ذلك الشاب الذي ينتمي لطبقة كما كتب عنها ذات مال ونفوذ متهم بالتحرش بنحو مائة فتاة حتي الأن, تم إلقاء القبض عليه و النيابة العامة والمجلس القومي للمرأة يحقق ويتابع ويجمع شهادات الفتيات اللاتي تشجعن لإعلان ما تعرضن له.
دراسات الأمم المتحدة أشارت إلي أن أكثر من 90% من النساء في مصر تعرضن للتحرش بأشكال مختلفة وفي مراحل عمرية مختلفة, وليس ببعيد فتاة التحرير ولا فتاة المنصورة, وحتي لا نقع في دائرة جلد الذات فالأمر عالمي ولا يخص دين ولا عرق فحين أطلقت الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو حملة بعنوان “أنا أيضا “سجلت ألاف القصص في أول يوم لانطلاق الحملة, كما تسجل دول أوروبا نسبا كبيرة رغم ما تتمتع به تلك الدول من تحرر حيث وصلت النسبة في السويد إلي 81% والتحرش بين طلاب جامعات دولة مثل التشيك بلغت 87% ولو تتبعنا باقي النسب لن يكفينا هذا المقال.
حتي التاريخ حفل بالعديد من قصص التحرش أشهرها جريجوري يافيموفيتش راسبوتين المعالج الروحي الروسي المتوفي 1916 ذلك الفلاح القادم من سهول سيبيريا والذي أصبح مقربا من العائلة الملكية والمجتمع الراقي المخملي بعد إنقاذه لابن القيصر من حالة نزيف مميت وأقنع من حوله أنه قديس رغم انه لم يشغل أي منصب كنسيي لكن كانت لديه قدرات خاصه في التأثير علي من حوله, ومن الألقاب التي اطلقت عليه إله الجنس حتي تم اغتياله في ظروف غامضه قيل بالرصاص ودس السم في الحلوى و الغرق في ماء الجليد المهم هنا أنه كان محظي بالمعجبات مستغلا ذكائه وقدراته الروحانية الخاصة كما أدعي.
وأيا كان ما فعلة ذلك الشاب, تحرش جنسي فعقوبته من ستة أشهر إلي ثلاث سنوات, تحرش بملامسة الأجزاء الحساسة فعقوبة من 3سنوات إلي 10سنوات لكن الاغتصاب فعقوبته ما بين السجن المشدد إلي الإعدام… تغليظ العقوبات وتطبيق القانون أمر جيد لكن التربية والتعليم ورفع الوعي المجتمعي بات فرض عين علي الجميع.