خالد إمام يكتب :كل الطرق ( مسدودة ) .. يااردوغان ..!!
مهما حاول اردوغان التماسك واظهار رباطة الجأش .. فان ردود افعاله على ارض الواقع تفضحه وتكشف دوى اللطمة التى تلقاها فى ( الوطية ) على يد رجال وطنيين وشرفاء تعاهدوا على دحر الاحتلال العثمانى الجديد وعدم السماح له بتدنيس اراضيهم ونهب ثرواتهم .
لا احد ينكر ان الغارة الجوية التى قامت بها طائرات ( مجهولة ) على قاعدة ( الوطية ) القريبة من طرابلس خلفت خسائر فادحة وجروحاً دامية فى قلب وعقل ( سلطان العاهرات ) .. مابين تدمير انظمة الدفاعات التركية التى تغنت بها انقرة ووصفتها بأنها الأحدث فى العالم ، وفقد عسكريين مابين قتيل وجريح مهما نفت تركيا ذلك .. وقد اشيع ان يشار جولر رئيس الأركان التركى الذى كان يتابع تركيب الأنظمة العسكرية اصيب فى الغارة لكن لم يتأكد ذلك بعد .
بعد الغارة المدوية .. كانت هناك ردود افعال قوية :
× اردوغان التزم الصمت فى البداية حيث الجمته المفاجأة ثم انفجر فى غضب عارم مهدداً ومتوعداً بما اسماه ( الرد المزلزل ) .. واكد انه جاء الى ليبيا للبقاء فيها الى الأبد .. ومع ذلك فقد سحب قواته من ( الوطية ) بعد ضربها ..!! وضحت الصورة ايها السراج الخائن ..؟؟!!
× السراج بدوره رغم كلام اردوغان الذى يقنن الاحتلال اقسم انه سيأخذ بالثأر ممن ارتكبوا الغارة وان هدفه القادم هو قاعدة ( الجفرة ) ذاتها .. اياك تنسى ان ( الجفرة ) ضمن الخط الأحمر للأمن القومى المصرى الذى نبه اليه الرئيس السيسى .. امن مصر القومى .. فاهم ..؟؟
× خليفه حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى اعلن بدوره ان هدف تركيا هو نهب ثروات ليبيا وان الجيش لن يسمح له بذلك ولن يتركه يعيد احتلال ليبيا بأى شكل ومهما كلفهم ذلك .
× الشعب الليبى فى بنغازى والعديد من المدن الليبية خرج فى مظاهرات حاشدة تندد بالغزو التركى لبلادها وتعلن انها خلف جيشها الوطنى .
× ثم نأتى لأهم ردود الأفعال واخطرها و لم يتوقعه احد .. الرد جاء من الجزائر ولأول مرة حيث قام الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون الذى كان يحتفظ بعلاقات متوازنة مع كل الأطراف ( الوفاق والبرلمان وحفتر ايضاً ) بسحب الشرعية من حكومة الوفاق وقال انها لم تعد تمثل الليبيين وطالب بتأسيس جمعية وطنية تنتخب رئيساً وبرلماناً وحكومة دائمة .. وهذا الرد يضاف الى مواقف مماثلة لعدد من الدول العربية مما يوسع نطاق الرفض للوفاق وعودة المستعمر العثمانى من جديد .
×××
على حكومة الوفاق ان تدرك جيداً ان كل ماسبق – وهو بالمناسبة قابل للتصعيد والاشتعال اكثر – كان نتاج ارسال انقرة للصف الأول من عسكرييها الى ليبيا وتعزيز اسطولها البحرى فى المتوسط وعقد 3 اتفاقيات مع السراج ( ترسيم الحدود البحرية لتقسيم البحر المتوسط فيما بينهم فقط ، والأمنية ، واخيراً العسكرية التى اشعلت الدنيا ) ..
فماذا تبقى خاصة بعد ان رفض اردوغان بفجور كل الحلول للأزمة الليبية وكأنه يتحدث عن بلاده وليس بلداً اجنبياً عنه يطمع فيه حتى انه عين حاكماً عسكرياً بحكم الاتفاقية العسكرية الأخيرة وجعل اوامر هذا الحاكم تسرى على كل نفس فى طرابلس ومدنها بما فى ذلك السراج ذاته ..؟!
ايها السراج .. هل تدرك معنى انشاء قوة عسكرية تركية فى ليبيا من حقها التدخل المباشر ؟ وهل تعى معنى تأسيس قاعدة عسكرية تركية على الأراضى الليبية ؟ وهل تفهم معنى منح ( الحصانة الدبلوماسية ) للعسكريين الأتراك ضد اية ملاحقة قضائية مهما ارتكبوا ؟ وهل وصلك مفهوم انشاء جهاز مخابرات يرأسه ( ارهابى ) ؟ أليس كل هذا يمس السيادة الوطنية المكلف بحفظها والدفاع عنها ..؟
الآن .. ماهو المتوقع من اردوغان والوفاق وحفتر على السواء ..؟