الدكتور محمد الجيار يكتب : لماذا التذمر والشكوي ؟

لماذا كثيرون منا ميالون إلى الشكوى والتذمروأن سعادتنا قليلة وأيام تعاستنا كثيرة ؟!
ماذا لو أن قلوبنا تتأهب بإستمرار لتلقى النعم التى تتعطف بها السماء علينا ليتسنى لنا أن نكتسب القوة الكفيلة بتحمل الشرور والبلايا عندما يأتى أوانها .
ولكن هل فى إستطاعتنا أن نأمر مزاجنا أو طبعنا لينقاد إلينا ؟ أو أن ذلك كثيرا ما يتوقف على تكويننا البدنى ؟
فعندما يعانى الجسد لابد أن تضطرب النفس ويعتل الخاطر ، ورغم قناعتى بوجاهة هذا القول ألا إنه يجب علينا أن نفحص هذا الميل إلى التذمر وحدة الطبع فى ضوء معرفتنا بالأمراض ونتساءل : أليس ثمة من دواء لهذا ؟
أعتقد أن الكثير يتوقف علينا ، فأنا على سبيل المثال عندما يحزننى شيئا ما أسرع إلى سماع ما هو محبب إلى من الموسيقى التى تسرى فى أوصالى فيستقيم حال مزاجى على الفور .
وفى تصورى أن حدة الطبع مثلها مثل التراخى والكسل هى طبيعة فينا ولكن متى واتتنا الشجاعة ولو مرة واحدة على مواجهة أنفسنا وحملها على التغيير إلى ما نحب أن نكون عليه لوجدنا الأمور تستقيم لنا وشعرنا بالسرور لما هو ماثل أمامنا .
وأعتقد أنه ينبغى لنا أن نكون سادة أنفسنا ويكون لنا السلطان على طباعنا ومشاعرنا قدر ما نستطيع.
فحياتنا ملك لنا ونستطيع بالصبر والمثابرة على تبنى أفكار بناءه أن نرقى بحياتنا ونصل إلى الرضا والتصالح مع أنفسنا و حينئذ نصل إلى السعادة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.