هل تتذكروا الخطاب الذى كان الرئيس المعزول “محمد مرسى”يلقيه ؟فهو كان خطاب تاريخى حيث أنه بدأه فى يوم وأنهاه فى اليوم التالى عندما أختار الإنحياز التام لجماعته رغم أنه كان رئيساً لمصر بما يفرض عليه أن يكون رئيساً لكل المصريين بمختلف فئاتهم وشرائحهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم السياسية لكنه قرر التخلى عن هذا الشرف وأرتداء ثوبه الحقيقى ثوب الإخوان وأنصارهم الذين سيطرت عليهم فكرة فرض إرادتهم على الجميع ..وأختارت جماعة الإخوان حشد شبابها فى الداخل والخارج وأعتمدت على خيار القوة والعنف والدم وسيلة وحيدة فى مواجهة الشعب المصرى !!ولذلك اليوم أتساءل فاكرييييييين يوم الخطاب الذى أنشغلنا جميعاً وكان تركيزنا على متابعة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع كلما ركزت الكاميرا عليه لرصد ملامح وعلامات وجهه وردود أفعاله واستقباله لما يقوله “المعزول”
..وأهتمت الغالبية العظمى من الشعب فى هذا اليوم التاريخى على متابعة الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع حيث أنه كان يقود أكبر وأقوى مؤسسة فى البلاد وشعرنا ربما بيده أن يقرر مصير مصر فى تلك المرحلة الخطيرة التى تعيشها وبالفعل تم توجيه رسائل ضمنية لمرسى وأخرى مباشرة وهكذا إلى جماعته التى كانت هى الحاكم الفعلى للبلاد بينما مرسى كان مجرد مندوب للجماعة بل لمكتب الإرشاد وتتالت المواقف وظل هو والجماعة فى تجاهل تام لهذه الرسائل والاستمرار فى مخططاتهم لإعادة تصنيع مصر التى يريدونها طبقاًلأهوائهم دون أى حساب للشعب او لاى قوةوتم أكتشاف الوجه الحقيقى لمرسى والاخوان ..وتزايد الغضب داخل نفوس وقلوب المصريين وأشتعلت نيرانه وحدث الانفجار النابع من قلوب المصريين نتيجة لشعورهم بالخطر وعدم الأمانة على مصر وشعبها !!تعالوا نتذكر ماذا حدث بعد هذه المرحلة الصعبة عندما نادى فيها غالبية الشعب المصرى على الفريق عبد الفتاح السيسى وماذا قال للمصريين ؟؟
قال ..اليوم أقف للمرة الأخيرة بزيي العسكرى ،بعد أن قررت إنهاء خدمتى كوزير للدفاع ..قضيت عمرى كله جندى فى خدمة الوطن وفى خدمة تطلعاته وآماله،وسأستمر إن شاء الله..والتزم الصمت وملامحه تحمل علامات سنين عمل طويلة وعاد بحديثه قائلاً:اللحظة دى لحظة مهمة جداً بالنسبة لى ،أول مرة لبست الزى العسكرى كانت سنة1970،طالب فى الثانوية الجوية عمره 15سنة يعنى حوالى 45سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن النهاردة ،أترك هذا الزى أيضاًمن أجل الدفاع عن الوطن ..وقال السيسى أن السنوات الأخيرة من عمر الوطن بتأكد أنه لاأحد يستطيع أن يصبح رئيساً لهذه البلاد دون إرادة الشعب وتأييده ..لايمكن على الإطلاق أن يجبر أحد المصريين على انتخاب رئيس لا يريدونه ..لذلك ،أنا وبكل تواضع أتقدم لكم معلناً إعتزامى الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية وتأييدكم هو الذى سيمنحنى هذا الشرف العظيم.
ويعود لصمته ثوانى ليستكمل كلامه قائلاً:أظهر أمامكم مباشرة لكى أتحدث حديثاً من القلب كما تعودنا لكى أقول لكم إننى أمتثل لنداء جماهير واسعة من الشعب المصرى طلبت منى التقدم لنيل هذا الشرف ..أعتبر نفسى كما كنت دائما جندياً مكلفاً بخدمة الوطن ،فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب من اللحظة الأولى التى أقففيها أمامكم أريد أن أكون أميناً معكم كما كنت دائماً ،وأميناً مع وطنى ومع نفسى ،ولدينا نحن المصريين مهمة شديدة الصعوبة ،ثقيلة التكاتف والحقائق الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية فى مصر ،سواء ما كان قبل ثورة 25 يناير أو ما تفاقم بعدها ثورة 30 يونيو وصل إلى الحد الذى يفرض المواجهة الأمنية والشجاعة لهذه التحديات يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ،بلدنا تواجه تحديات كبيرة وضخمة وأقتصادنا ضعيف فى ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالة فى مصر ،هذا أمر غير مقبول ..فملايين المصريين بيعانوا من المرض ،ولا يجدوا العلاج ،هذا أمر آخر غير مقبول ..وقال مصر البلد الغنية بمواردها وشعبها تعتمد على الإعانات والمساعدات وهذا أيضاً أمر صعب وغير مقبول ..فالمصريون يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمن وحرية وأن يكون لديهم الحق فى الحصول على عمل وغذاء وتعليم ومسكن فى متناول البلد .
أمامنا كلنا كمصريين مهام عسيرة
هذا العنوان قاله السيسى بصوت حاد ومزدحم بالمسئوليات خاصة إنه أشار إلى ضرورة إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى حالة ترهل تمنعه من النهوض بواجباته وهذه قضية لابد من مواجهتها بحزم لكى يستعيد قدرته ويسترد تماسكه ويصبح وحدة واحدة تتحدث بلغة واحدة اعادة عجلة الإنتاج إلى الدوران فى كل القطاعات لإنقاذ الوطن من مخاطر حقيقية بيمر بها إعادة ملامح الدولة وهيبتها التى أصابها الكثير خلال الفترة الماضية .
مهمتنا استعادة مصر وبناءها
قال الفريق السيسى ما شاهدته مصر خلال السنوات الأخيرة سواء على الساحة السياسية أو الإعلامية داخلياً أو خارجياً جعلت من هذا الوطن فى بعض الأحيان أرضاً مستباحة للبعض وقد آن الآوان ليتوقف هذا الاستهتار وهذا العبث ،فهذا بلد له احترامه وله هيبته ويجب أن يعلم الجميع أن هذه لحظة فارقة وأن الاستهتار فى حق مصر مغامرة لها عواقبها ولها حسابها فمصر ليست ملعباً لطرف داخلى أو إقليمى أو دولى ولن تكون ..أدعو شركاء الوطن أن يدركوا أننا جميعا أبناء مصر نمضى فى قارب واحد نرجو له أن يرسو على شاطئ النجاة ولن يكون لنا صراعات مرحلية نمضى وراءها فنحن نريد الوطن لكل أبنائه فكل مصرى ومصرية هوشريك فاعل فى المستقبل بغير حدود أو قيود ..ورغم الصعاب التى يمر بها الوطن ،أقف أمامكم وليس بى ذرة يأسأو شك بل كلى أمل فى الله وفى إرادتكم القوية لتغيير مصر إلى الأفضل والدفع بها إلى مكانها الذى تستحقه بين الأمم المتقدمة ..وصناعة المستقبل هى عمل مشترك بين الحاكم وبين شعبه ..فالحاكم مسؤول عن دوره وملتزم به أمام الله وأمام شعبه ،والشعب أيضاً عليه التزامات من العمل والجهد والصبر لن ينجح الحاكم بمفرده بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه والشعب المصرى كله يعلم أنه من الممكن تحقيق أنتصارات كبيرة لأنه حققها من قبل ولكن إرادتنا ورغبتنا فى الانتصار لابد أنتقترن بالعمل الجاد فالقدرات والموهبة التى يتمتعىبها الشعب المصرى منذ 7آلاف سنة يجب أن تتحالف مع العمل الجاد والمخلص من أجل الوطن هو السمة للدول الناجحة وسوف يكون العمل الشاق مطلوباً من كل مصرى أو مصرية قادر على العمل وسأكون أول من يقدم الجهد والعرق دون حدود من أجل مستقبل تستحقه مصر ..هذا هو وقت الإصطفاف من أجل بلدنا .
.وتحدث قائلاً: نحن مهددون من الإرهابيين من قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وسلامنا وأمننا ،صحيح أن اليوم أخر يوم لي بالزي العسكرى لكننى سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والإرهاب ..ونموت أحسن ولا يروع المصريين .
الأمل ..هو نتاج العمل الجاد وهو الأمان والأستقرار والحلم بأن نقود مصر لتكون فى مقدمة الدول وتعود لعهدها قوية وقادرة ومؤثرة تعلم العالم كما علمته من قبل ..أنا لا أقدم المعجزات بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلاحدود .
أخيراً:لقد أسترجعنا ما قاله الفريق عبد الفتاح السيسى واليوم علينا أن نتوقف لنعود بذاكرتنا لما عشناه من مراحل صعبة وقاسية وعلينا التوقف مع أنفسنا لنستكمل مسيرتنا للعبور بمصر فنحن فى حالة حرب وتحدى وعلينا أن نستوعب ظروفنا لنكون على وعى ونتكاتف ونتعاون ونثق فى بعضنا ونرفض الأختراق من الخونة والخائنين لكى نصل إلى تحقيق الأمل لإذدهار مصر بأيادى أبنائها .