في عالم الكلاب نصادف قصصا إنسانيه تحرك حتي الحجر وفي عالم الإنس قد نجد قصصا يخجل من ذكرها لو نطق الحيوان والجماد وبعض بقايا البشر, لا أتحدت هنا عن فضيلة الوفاء المعروفة لدي فصيل الكلاب فهي كثر ولعل أخرها ” كوباتا ” كلب في جورجيا يتم تكريمه ورسم صورته علي الجدران من قبل شرطة السياحة هناك ليتحول إلي رمز ونجم تتحدث عنه وسائل الإعلام لقيامه طواعية وبلا تدريب أو ترتيب بمساعدة الأطفال في عبور الشارع وكأنه شرطي مرور يقوم بإيقاف الطريق أمام السيارات في سلوك يومي حين يشاهد أطفال تعبر الطريق, حفل الواقع والأدب والدراما بل والتاريخ بقصص مماثلة تداعب إنسانيتنا وتحرك بداخلنا مشاعر وأفكار فيها إسقاط علي ما وصل إليه حال البشر.
ويحضرني هنا قصة حدثت بالفعل منذ ثماني سنوات في السويد حيث اتهمت سيدة كلب الجيران يدعي “كوفو” باغتصاب كلبتها ” تريسا” وأن الكلبة حملت منه ورفعت دعوي بهذا المعني علي جيرانها أمام المحاكم السويدية, لأنهم برأيها لم يحسنوا تربية كلبهم.
رفض الجيران الاتهام لأن كلبهم مؤدب ولا يفعل ذلك الفعل المشين وسور الفيلا مرتفع ولا يمكنه اجتيازه , وأمام إصرار الطرفين قام رجال الشرطة بمعاينة الفيلا ووجدوا انه بالفعل السور مرتفع لا يمكن لكلب مثله اجتيازه لكنهم وجدوا سرداب طويل حفرة كوفو يصل بينه وبين تريسا وبناء عليه حكمت المحكمة بدفع غرامة ماليه قدرها سبعة الأف كرون لإجراء عملية إجهاض للكلبة لأن أصحابها كما يقول الخبر لا يشرفهم ان يكون لدي كلبتهم أبناء من غير نوعها.
وبعيدا عن طرافة القصة أو غرابتها لكنها حقيقية وحدثت بالفعل, استدعتها الذاكرة وانا أتابع بحسرة شديدة حادث الزوج الذي أستأجر مجرما لاغتصاب زوجته مقابل مبلغ مائة ألف جنيه بهدف تصويرها في أوضاع مخله لخلق سبب منطقي لتطليقها والزواج بأخري, لكن تأتي الرياح بما لم تشتهي السفن, وتشاء إرادة الله أن تقاوم الزوجة الضعيفة النحيلة التي تعاني أنيميا وضعف البنيه, وهي المعطيات التي بني عليها الزوج المجرم مخططته, حيث ذكر في اعترافه أمام النيابة … أنا لم اقل له موتها أنا قلت يغتصبها بس.
ومن جورجيا حيث الكلب الذي يخشي علي الأطفال من حوادث السير ومن السويد حيث عائلة تعاقب بالغرامة لأنها لم تحسن تربية كلبها وتتحمل تكلفة إجراء عملية الإجهاض إلي أحدي قري مركز طلخا بالدقهلية , حيث الشاب الوسيم العائد من العراق “لديه قرشين” افتتح محل ملابس . عريس “لقطة ” وجاهز يتزوج من طالبة في عامها الأول بكلية علوم جامعة المنصورة وبعد عامين من الزواج يمل لعبته, ولم يراع طفله ذو الثمانية أشهر.
ما بين جورجيا و السويد ومصر فرق توقيت وفرق ثقافة شعوب, وتغيرات كبيرة في النسق الاجتماعي تستدعي أن نستفيق ربما ننقذ ما تبقي من إنسانية البعض.
ونحن نتحدث عن القيم والأخلاق والفطرة السليمة والارتقاء حتي لا يتفوق علينا الكلاب ويأنفون أفعال البعض منا, نجد شخصا المفروض انه ينتمي للمؤسسة التشريعية في بلادنا ويمثل قطاع عريض من الشعب, ولكنه دأب علي الأخطاء الكبرى دون رادع ولا وازع ولا اعتذار ولا حتي عقاب, صحيح أن دورة المجلس سوف تنتهي بعد أيام وسيفقد الحصانة التي يحتمي خلفها لكن تبقي الأثار السلبية الخطيرة لأفعاله شاهدة علي المستوي الذي وصلنا له.
في جورجيا يخلدون “كوباتا” ويتحدثون عنه في وسائل الإعلام لقيامه بعمل إنساني تلقائي فريد, ونحن تتحدث أيضا في وسائلنا لكن للأسف عن نائب يقوم بأفعال شاذه مشينه أخرها سب فرد أمن مستشفى جامعة المنصورة ويصفعه بالقلم علي وجهه وفق كاميرات المستشفى, وسلاحه الدائم في كل معاركة الخاسرة مقولة “انت ما تعرفش أنا مين” وذلك لمنعه دخول اثنين من المرافقين لصاحب الحصانة وقوله انت حمار ما بتفهمش وحين دخل للمدير التنفيذي قال له انتو بتشغلوا الناس دي أزاي دول بقر. وقبل أسابيع اعتدي علي أطباء مستشفى شربين قولا وفعلا وهو من أثار غضب واستياء زميلاته في المجلس حين طالبهن بالاحتشام وهو من قال ان الرجال في مصر عندهم عجز جنسي وهو من طالب بقانون للكشف علي عذرية الفتيات قبل الالتحاق بالجامعة. هذا نموذج لسلوك بشر وحكايات عن أدب وإنسانية كلاب.