خالد إمام يكتب : خمر السلطة .. اسقط الاخوان ( 2 ) 7 أحداث كتبت نهاية ( مكتب الارشاد )

المتابع لثورة 30 يونيه 2013 لن يفوته ان هناك 7 احداث شكلت دعائم الثورة وكتبت نهاية حكم ( مكتب الارشاد الارهابى ) الى غير رجعة .
× الحدث الأول .. هو الاعلان الدستورى ( الالهى ) الذى الفه مكتب الارشاد بالمقطم وأمر محمد مرسى بالقائه .. وهو اعلان نص على عدم جواز الطعن عليه امام اية جهة قضائية .. مما اثار الرأى العام بشكل كبير واصر الشعب على اسقاطه هو ومن طبخه .
× الحدث الثانى .. قضية ( اقتحام السجون ) التى نظرتها محكمة جنح الاسماعيلية برئاسة ( الفدائى ) المستشار خالد محجوب ، والمرافعة النارية التى القاها ممثل النيابة هيثم فاروق ، والحكم التاريخى الموجع والمربك لجماعة الاخوان الارهابية ونائبها العام الملاكى طلعت عبد الله الصادر فى 23 يونية 2013 بالقبض على محمد مرسى وعصابته واحالتهم للنيابة بتهم التخابر والتحريض على القتل والهروب من السجون .
× الحدث الثالث .. الندوة التثقيفية الخامسة للقوات المسلحة التى عقدت فى نفس يوم صدور حكم محكمة الاسماعيلية فى قضية ( اقتحام السجون ) .. تلك الندوة التى شهدها الفريق اول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع فى ذلك الوقت والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان وكل قادة الأفرع الرئيسية وحشود من القادة والضباط والجنود وصدور بيان القوات المسلحة الذى اعده والقاه السيسى واعطى فيه كل القوى السياسية اسبوعاً لانهاء الأزمة مؤكداً ( ان الموت اشرف من ان يمس احد شعب مصر فى وجود جيشه ) .. وهى رسالة فهمها كل من فى الداخل والخارج .. ماعدا الاخوان لأن فهمهم ( بطىء ) وجلدهم ( تخين ) ..!!
× الحدث الرابع .. الأحداث الثلاثة السابقة تحدثت عنها باستفاضة فى مقال امس .. تعالوا نستكمل باقى الأحداث .. فقد كان هناك اعتصام للمبدعين فى وزارة الثقافة ضد الوزير الاخوانى علاء عبد العزيز ومحاولته اخونة الوزارة .. وكان هناك تحريض من الجماعة الارهابية ضد هؤلاء المعتصمين .. وفى 11 يونيه اعد الاخوان هجوماً على المعتصمين قاده احمد المغير وحاولوا طرد المعتصمين لكنهم فشلوا وتم رشق المغير بالأحذية مما اضطره للهروب نجاة بحياته .. الا ان التحريض زاد .. وفى 26 يونيه ناشدت جبهة الابداع المصرى فى بيان لها جموع المبدعين المصريين فى القاهرة الكبرى والمدن القريبة منها سرعة اللحاق بالمعتصمين لأنهم مستهدفون وفى خطر .. وراح الوزير الاخوانى يزعم ان هذه المجموعة المناوئة لها اهداف مصلحية وشخصية ولذا فانه لن ينصاع لمطالبهم التى وصفها بأنها غير مشروعة .. وهو مازاد من غضب الشارع بجميع طوائفه .
× الحدث الخامس .. فى مساء 23 يونيه كان عدد من الشيعة يحتفلون فى ليلة النصف من شعبان بمولد الامام المهدى فى منزل حسن شحاته احد ابرز قيادات الشيعة بقرية زاوية ابو مسلم بالجيزة .. فهجم عليهم العشرات من الاخوان وقتلوا اربعة منهم وسحلوهم فى الشوارع وكان من بينهم حسن شحاته كما اصابوا آخرين .. فتسارعت وتيرة الغضب فى الشارع .. وفى صباح اليوم التالى زحفت المظاهرات الى مناطق عديدة من المحافظات وامام ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .. كما عقد شباب حركة ( تمرد ) اجتماعاً اكدوا فيه على ضرورة الحفاظ على سلمية المظاهرات واستمرارها وعدم جرهم الى دعوات الاخوان بالعنف والعنف المضاد .
× الحدث السادس .. فى 25 يونيه 2013 توجه خيرت الشاطر وسعد الكتاتنى وعدد من قيادات الاخوان الى مكتب القائد العام وزير الدفاع ودار حوار هدد خلاله الشاطر بعنجهية ووقاحة بأن لديهم الآلاف فى الشوارع يحملون الأسلحة الثقيلة وينتظرون الاشارة .. كما ان امريكا لن تسكت أو ترضى عن الانقلاب على الشرعية ..!! فرد عليه السيسى قائلاً ( انتم اضعتم كل شىء وخربتم البلد وكفرتم المصريين ووضعتمونا امام خيار من اثنين : ياتحكمونا .. ياتقتلونا ) ..!!
× الحدث السابع .. كان لهذه المقابلة اثر سىء فى نفوس الاخوان وتأكدوا ان الجيش لن يترك المسألة كما تمنوا .. ففى نفس اليوم ارسل محمد مرسى الى السيسى يطلب منه مقابلته صباح اليوم التالى 26 يونيه بقصر القبة .. الا ان هذا اللقاء وماتلاه كشف خطة الخداع التى ينتهجها الاخوان لاجهاض ثورة 30 يونيه وقد قرأ السيسى هذه الخطة من البداية واجهضها لهم :
1 – ذهب السيسى لمقابلة مرسى وطالبه بضرورة ان يتضمن الخطاب الرئاسى الذى سيلقيه مساء نفس اليوم 5 نقاط اساسية لتهدئة الأجواء هى : اقالة حكومة هشام قنديل وتكليف شخصية مستقلة لتشكيل الحكومة الجديدة دون اى تدخل من الرئيس أو جماعته ، اقالة النائب العام طلعت عبد الله وان يرشح المجلس الأعلى للقضاء نائباً عاماً جديداً وفقاً لشروط الدستور ، الاعلان عن تشكيل لجنة للتعديلات الدستورية تنتهى من عملها خلال شهر ، موافقة الرئيس على اجراء استفتاء شعبى حول مطلب اجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، الدعوة لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع ابناء الشعب والتوقف عن تصفية الحسابات مع المعارضين .. وقد وافق مرسى على ماطلبه السيسى لكن فى قرارة نفسه فانه لن ينفذ شيئاً منه وفعلاً لم ينفذ .
2 – اتفق مرسى مع السيسى ايضاً على تكليف شخصية عسكرية مرموقة هو الفريق عبد المنعم التراس قائد الدفاع الجوى بالتواصل مع طارق خليل احد مستشارى مرسى لاعداد مضمون الخطاب الذى سيلقيه مساء نفس اليوم فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر .. وبالطبع ايضاً لم ينفذ مرسى كلمة واحدة مما اتفق عليه مع السيسى وظل التراس منتظراً لقاء طارق خليل الا ان اللقاء لم يحدث بأوامر من مكتب الارشاد .. وفجأة خرج تصريح بفحوى الخطاب وكله تهديد ووعيد .
3 – فى نفس اليوم – وكأن السيناريو معد سلفاً – التقت السفيرة الأمريكية الأوقح على الاطلاق ( آن باترسون ) باللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع واخذت تُملى اوامرها فقاطعها العصار معترضاً طالباً منها التوقف فوراً عن هذا الكلام الفارغ الذى يعد تدخلاً فى الشئون الداخلية المصرية لكنها اردفت ان واشنطن لن تسمح بأى انقلاب على ماكانت تسميه بالشرعية والرئيس المنتخب .. وكأن ماحدث مع مبارك لم يكن انقلاباً على الشرعية وعلى رئيس منتخب ..!!!
4 – ماحدث خلال القاء خطاب مرسى عرى المؤامرة تماماً مثل الهتافات المعادية للشرطة ولوزير الداخلية محمد ابراهيم لحظة دخوله قاعة المؤتمرات .. فهددهم الوزير بالانصراف اذا لم يصمتوا ( او بمعنى اصح اذا لم يحترموا انفسهم ) .. فصمتوا واحترموا انفسهم ..!!
5 – فى الخطاب .. هاجم مرسى النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود واتهم القاضى ( على النمر ) بأنه قاض مرتش دون دليل أو سند .. كما اتهم الاعلام بأنه فاسد وانذر الصحفيين والاعلاميين انذاراً اخيراً وان وقت الحساب قد حان .. كما اتهم اصحاب محطات البنزين بأنهم السبب فى ازمة السولار والبنزين التى كانت تعانيها البلاد مع ان السبب الحقيقى هو تهريب السولار والبنزين الى اعوانه الحمساويين الاخوان فى غزة .. باختصار .. لم يترك احداً غير اخوانى الا واتهمه بالباطل وهدده صراحة .
كنا جميعاً نتابع الخطاب فى دهشة ودمنا يغلى فى العروق .. فما بالكم بالسيسى الذى كان فى قلب الحدث يسمع ويرى وظل جالساً وهو فى قمة الغليان ويكتم غضبه بداخله .. وقد فسر المتحدث العسكرى سبب حضوره الخطاب بأنه حضور بروتوكولى فقط ولا يعنى موافقته عليه
وجاء يوم 30 يونيه .. وخرج الملايين فى الشوارع بجميع المحافظات مطالبين باسقاط هذه الجماعة الارهابية .. وفى مساء نفس اليوم التقى مرسى بالسيسى وزعم مرسى انطلاقاً من العمى الاخوانى ان صور المظاهرات ماهى الا ( فوتوشوب ) وان الأعداد الحقيقية للمتظاهرين لا تتعدى 120 الف شخص .. وبالطبع لم يسكت السيسى امام هذا الهراء والتخاريف واكد له ان معلوماته مغلوطة وان الموجودين فى الشوارع يتعدون 30 مليون مواطن على الأقل .
طلب مرسى من السيسى ان تقف القوات المسلحة مع الشرعية رغم انه يعلم جيداً انها لم تقف مع شرعية مبارك .. فسأله السيسى : اى شرعية ؟؟.. واضاف ان القوات المسلحة لن تترك الشعب المصرى واطالبك بأن تستجيب للجماهير .. فرد عليه مرسى : أى جماهير ؟؟.. هؤلاء حاقدون لا يمثلون الا انفسهم .. الا ان السيسى اكد له انهم الشعب وليس هناك من حل الا الانتخابات الرئاسية المبكرة .. فرفض مرسى رغم تحذيرات السيسى له وهدد بأن شباب الاخوان سيتدخلون .. وهنا اكد له السيسى ان الجيش سيسحق اى احد ضد الشعب وان الناس لن تترك الشارع الا اذا تمت الاستجابة لمطالبهم .. الله عليك يابطل .
خرج السيسى واعطى الجميع مهلة اخيرة 48 ساعة .. لكنها انتهت دون ان يغير الاخوان موقفهم ونهجهم ولم يستجب مرسى لصوت العقل ويغتنم الفرصة فكان ان تم حجزه واصدار بيان بايقاف العمل بالدستور وعزل رئيس الدولة وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور شئون البلاد لمدة عام .. وهكذا ادخلنا الاخوان – الذين اسقطتهم خمر السلطة – فى دوامة العنف والدم والاعتصامات الارهابية فى رابعة والنهضة وحرق وتدمير اية منشآت حكومية أو غير حكومية .. الا ان كل هذا لم يفت فى عضدنا .. تحملنا كل شىء بصبر واستطعنا باخلاص وفكر رائق واستباق للأحداث ان نضمد جراحنا ونبنى بلادنا طوبة طوبة ونحاصر ارهاب الاخوان المدعوم من قطر وتركيا ونحصره فى سيناء وعلى نطاق محدود ..
وهانحن نشهد كل يوم فتحاً جديداً فى شتى المجالات .. مدن وطرق وكبارى وموانىء ومطارات وانفاق تحت القناة ومصائد اسماك وبنية اساسية عالمية وقوات مسلحة قوية وقادرة تحتل الآن المرتبة التاسعة عالمياً ليشيد بها الأصدقاء ويرتعد منها الأعداء .. اضافة الى الاهتمام الكبير بالانسان المصرى ورفع مستوى معيشته .
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.