أن تختلف مع النظام فهذا أمر وارد ومقبول وخصوصا في ظل سياسة حرية الرأي والتعبير التي يعتنقها نظام الرئيس السيسي ، فمن حقك ان تعترض وتعارض بشرط أن يكون ذلك في حدود أدب الحوار دون تجاوز ، وبطريقة موضوعية تستند إلي أسس علمية وعملية ، وأن يكون هذا الخلاف لمصلحة الوطن فهذا أمر طبيعي ولا يخرجك عن دائرة الوطنية والانتماء . فأنا أري أن السلاح قبل أي شيء وخصوصا في هذه الأوقات العصيبة ، وأنت تري أن الطعام أولا ، والمستجدات الحالية أثبتت أي الرأيين أرجح . فمن أعترض علي صفقات الجيش فإنه يري اليوم أنه كان مخطئا وان شراء الأسلحة والمعدات العسكرية هو الصواب ، وأن غطاء سماء مصر بالرافال أهم عن غطاء أجسام المصريين بأحدث خطوط الموضة ، وأن تسليح الجندي بأحدث أنواع الأسلحة أهم من حمل المواطن لأحدث أنواع الهواتف المحمولة . وأعتقد أن كل من أعترض علي بعض السياسات والنفقات التي وجهها النظام للجيش تأكد له أنه لم يكن يوما علي صواب .
فمما لا شك فيه أن ما تمر به مصر الآن يعتبر مفترق طرق في تاريخها الحديث ، ونقطة فاصلة في حياة أبناءنا ، فمصر الآن تحاط بمؤامرة تحاك لها منذ فترة وبدأت معالمها تتضح للجميع .
فعلي الحدود الشرقية حيث يوجد العدو الأزلي ( الكيان الصهيوني ) والذي تتشكل عبارة ” من النيل إلي الفرات ” شعار لإنشاء دولته الكبري ، وبالتالي فمصر بالنسبة له سد منيع يعوق تحقيق هذا الحلم ، فهو قد أعد لإنشاء دولته الكبري كل الإمكانيات والعتاد ، وهناك دولا كبري تقف وراء تحقيق هذا الحلم بالدعم المادي والمعنوي وأولهما الولايات المتحدة الأمريكية ، كذلك نجد علي الحدود الغربية مؤامرات البعض تجاه ليبيا لانتزاع خيراتها واقتلاع ثرواتها مما يشكل في الوقت ذاته تهديدا للأمن القومي المصري باعتبار أن ليبيا امتدادا استراتيجيا لمصر ، أما من ناحية الشمال حيث توجد أوروبا وحلفاؤها وعداؤهم التاريخي للشرق ، ومن الجنوب نجد أثيوبيا ومن وراءها حيث انتهت من بناء السد حيث أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي ان بلاده في طريقها لملء السد ولا تستطيع قوة ان تمنعه من ذلك .
إن وجود مصر في هذه البقعة الأكثر اشتعالا من العالم هو قدر الله ولا مفر منه ولكن علينا أن نكون علي درجة من الوعي بما يدور في خبايا أعداءنا وما تحمله صدورهم تجاهنا من شر وضغينة ، علينا أن نعي جيدا ان الرئيس السيسي كان علي صواب عندما قام بشراء أحدث معدات القتال المتطورة وهاهي الأيام تثبت بالأدلة حكمته وقوة بصيرته ، وثبت خطأ مقولة أن تخفيض الأسعار وخصوصا الطعام والشراب هو الأولي والأفضل ، لأنه لا طعام ولا شراب بدون دولة ، ولا دولة بدون استقرار ، ولا استقرار بدون قوة ، ولا قوة بدون جيش قوي يمتلك أحدث المعدات العسكرية في العالم . ان استقرار المنطقة من استقرار مصر ، وأن استقرار مصر نابع من حب ابناءها المخلصين وتمسكهم بقياداتهم الوطنية الواعية الحكيمة ، وهذا كله يخلق قدرا كبيرا من الاستقرار في شتي دول المنطقة . سقوط مصر ” لا قدر الله ” سيحدث تغييرا كبيرا في خريطة المنطقة والتاريخ علمنا أن سقوط الدول يخطط لها أعداء الخارج وينفذه أعداء الداخل ، لذلك لا تسمحوا بتواجد هولاء بينكم ، حاربوهم بكل ما تحملون من أسلحة وما استطعتم من قوة ، وكما قلت من قبل فانا لا أقصد المعارضة الشريفة التي قد لا تقل وطنية عنا ولكن اقصد الاعداء ، من يدبرون وينفذون لإسقاط مصر ، لان مصر إن سقطت ” لا قدر الله ” لن تقوم ثانية ، ووقتها سنعي جيدا أنها جنة الله علي الأرض التي اضعناها من بين أيدينا . أرجوكم ألتفوا حول الرئيس ، فلا وقت للحديث عن أي شيء بخلاف ما نعيشه من مستجدات ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ولا يوجد أهم من الوطن …. مصر