خالد إمام يكتب : خمر السلطة .. اسقط الاخوان ( 1 ) مرافعة نارية للنيابة .. وبيان تاريخى للسيسى

اليوم نحتفل بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيه 2013 .. اعظم ( ثورة شعبية ) فى تاريخ مصر الممتد آلاف السنين .. انها الثورة الوحيدة التى فجرها الشعب وساندتها قواته المسلحة .
المتأمل لثورة 30 يونيه لابد ان يفخر بهذا الشعب الجبار وبجيشه المغوار الذى لا يخشى فى الله لومة لائم ولا يرتعد أو يتردد فى مساندة شعبه والحفاظ على هوية بلاده ( أم الدنيا ) التى كانت تتجه وبفعل فاعل الى الخطف والضياع فى غياهب الارهاب بدمويته وجهله واغراضه وامراضه الموروثة والمستحدثة .
هذه الثورة المجيدة تحققت بما يشبه الاعجاز .. اذ كيف تنجح بتلك الجدارة وتسقط نظاماً ارهابياً يقوم على الدم وليس شيئاً سواه فى مدة تتراوح بين 8 الى 11 يوماً فقط ؟
تعالوا اذكركم وفى اختصار شديد بما حدث وكيف حدث ومن الذين وضعوا رءوسهم فوق اكفهم وهم يخوضون معركة العزة والكرامة وكانوا جنباً الى جنب مع جموع الشعب الذين كانت اولى مطالبهم واهمها اجراء انتخابات رئاسية مبكرة رفضها الاخوان باصرار .. وغباء .
×××
الحكاية بدأت يوم 22 يونيه 2013 اثناء نظر قضية ( اقتحام السجون ) الذى وقع فى 28 يناير 2011 وادى الى هروب 30 الف مسجون جنائى و34 قيادة اخوانية على رأسهم محمد مرسى .
القضية كانت تنظرها محكمة جنح الاسماعيلية برئاسة المستشار ( الفدائى ) خالد محجوب .. استمعت المحكمة الى الشهود الذين ادلوا بمعلومات خطيرة حول ماجرى خلال الاقتحام .. لكن فى هذا اليوم ( 22 يونيه ) زلزلت النيابة اركان القضية وصدمت الاخوان كبيرهم وصغيرهم ابتداء من مرسى ونائبه العام الملاكى طلعت عبد الله الى القيادات الوسيطة وصولاً الى اذنابهم .. وكلهم لا قيمة لهم بالطبع .
اهم واخطر ماجاء فى هذه المرافعة النارية لهيثم فاروق ممثل النيابة – هذا الرجل الوطنى المحترم والشجاع – طلبه القبض على 34 قيادة اخوانية فى مقدمتهم محمد مرسى رئيس الجمهورية الذى هبط على الاتحادية فى غفلة من الزمان واعوانه عصام العريان وسعد الكتاتنى وسعد الحسينى وصبحى صالح وحمدى حسن وحسن ابو شعيشع وآخرين بتهمة الخيانة والتخابر والتحريض على القتل والهروب من السجن واتهامات اخرى واحالتهم للنيابة العامة للتحقيق معهم ومعاقبتهم طبقاً لنص المادة 138 من قانون العقوبات .
اروع ماقاله ممثل النيابة – بعد طلبه القبض على مرسى وعصابته – شيئان :
× الأول .. انه برأ الشرطة من تهريب المساجين .. واكد ان المؤامرة نبعت من قلوب مريضة اضلتها ( خمر السلطة ) .. ودلل هلى هذه المؤامرة بشهادة الرائد محمد عبد الرحيم نجم من انه استقبل 34 قيادة اخوانية لايداعهم سجن وادى النطرون وانه دار حوار بينه وبين القيادى الاخوانى حمدى حسن الذى اكد له انهم سيخرجون اليوم أو غداً .. وانهم جميعاً هنا لتشكيل الحكومة الجديدة وتولى سلطة البلاد والقضاء على جهاز الشرطة ..!!
× الثانى .. ان ممثل النيابة لخص فكر الاخوان فى قول الرسول الكريم ( لست اخاف على امتى غوغاء تقتلهم ولا عدواً يجتاحهم .. ولكنى اخاف على امتى ائمة مُضلين ان اطاعوهم فتنوهم وان عصوهم قتلوهم ) ..!! وهذا الحديث لنا معه عودة فى مقال الغد لأهميته القصوى .
كان اخطر مافى حكم المحكمة الذى صدر فى اليوم التالى للمرافعة ( 23 يونيه ) هو طلب القبض على محمد مرسى وباقى ( الفرقة الارهابية ) الذين هربوا جماعة من السجون بعد اقتحامها من انصار حماس وحزب الله وظهورهم عبر قناة الجزيرة من امام سجن وادى النطرون بملابس السجناء يدلون بتصريحات فى منتهى البجاحة والوقاحة .. وهو الحكم الذى ( جنن ) مرسى وافقده اعصابه واتزانه وجعله يتصل بنائبه العام الملاكى طلعت عبد الله واخذ يوبخه .. لكنه طمأنه واكد له ان الحكم هو والعدم سواء وسيتم الطعن عليه ..!!
×××
ولأن المصائب لا تأتى فرادى .. ففى صباح نفس يوم صدور الحكم ( 23 يونيه ) عقدت القوات المسلحة ندوتها التثقيفية الخامسة بنادى الجلاء .. الندوة فى حد ذاتها حدث عادى .. لكن غير العادى ان حضرها الفريق اول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع آنذاك والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان وجميع قادة الأفرع الرئيسية وحشود ضخمة من القادة والضباط والجنود .. وكان من ضيوفها احمد ابو الغيط وزير الخارجية الأسبق ( امين عام الجامعة العربية حالياً ) ..
والأخطر الذى قلب الدنيا على الاخوان صدور بيان تاريخى باسم القوات المسلحة وافق عليه الجميع وقد اعده واذاعه السيسى نفسه استناداً الى ان البلاد فى حالة فتنة وان درء الفتنة واجب على كل مسلم .. وان من بيده الأمر اولى بدرء الفتنة .. وان من بيده ( القوة ) آثم ان لم يتدخل لدرء الفتنة ..
لذا حذرت القوات المسلحة ( التى بيدها القوة ) فى البيان من مخاطر الفتنة .. واعطت اسبوعاً للقوى السياسية جميعاً لانهاء الأزمة .. وان كان البيان موجهاً اساساً للاخوان .
اكد السيسى فى البيان ان القوات المسلحة على وعى كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى دون ان تشارك أو تتدخل لأنها تعمل بتجرد وحياد تامين وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم .. وانها منذ توليها المسئولية فى اغسطس 2012 اصرت على الابتعاد بقواتها عن الشأن السياسى وتفرغت لرفع كفاءة افرادها ومعداتها ..
ولكن ارادة شعب مصر هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة ونحن مسئولون عن حمايتها ولايمكن ان نسمح بالتعدى على ارادة الشعب وليس من المروءة ان نصمت امام تخويف وترويع اهلنا المصريين .. وقال بلغة حاسمة ( الموت اشرف لنا من ان يمس احد شعب مصر فى وجود جيشه ) .. وانهى بيانه بالقول ( ان القوات المسلحة تدعو الجميع دون اية مزايدات لايجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها .. ولدينا من الوقت اسبوع يمكن ان يتحقق خلاله الكثير .. وهى دعوة متجردة الا من حب الوطن وحاضره ومستقبله ) .
لكن ..لأن الاخوان اغبياء بطبعهم فقد قدموا بأيديهم نهايتهم الحاسمة بعد هذا البيان التاريخى .. وهو ماسنعلمه غداً باذن الله .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.