يوم السبت الماضى فجر الرئيس السيسى قنبلة من العيار الثقيل تردد صداها فى كل ارجاء المعمورة شرقاً وغرباً .. قام بزيارة تفقدية للمنطقة الغربية العسكرية بسيدى برانى واطمأن على جاهزية قواتنا هناك .. قد لا تعنى الزيارة شيئاً فى الأوقات العادية أو قبل هذا التوقيت الذى تمت فيه بالذات .. لكن ان تأتى وقوات الغزو التركى وميليشياته المدثرة بأردية السراج الخائن .. فان الزيارة لابد ان تخض كل من يهمه ويعنيه الأمر .. وقد كان .
ان ماقاله الرئيس السيسى لقادة الجيش والجنود واثلج صدورنا جميعاً ونحن نتابع هذا اللقاء التاريخى هو الأهم فى التأثير من الزيارة ذاتها .. لكن عندما يجتمع ( الفرعان ) زيارة ميدانية من القائد الأعلى للقوات المسلحة وليس أى قائد أعلى انه السيسى ياسادة ثم تصريحات نارية جادة لها معناها ومغزاها فان النتيجة هى مارأيناه على مدى 72 ساعة اعقبت الزيارة لم يغمض فيها جفن اى جبان متآمر على مصر وليبيا والعروبة .. ولا اظن ان جفنه سيغمض ابداً
دعونى اقرب المسائل لكم واتوقف قليلاً امام بعض العبارات المهمة والدالة للرئيس السيسى :
× اولاً .. قال ( سرت والجفرة .. خط احمر بالنسبة لمصر ) ..!! اشمعنى سرت والجفرة بالذات .. ولماذا الآن ؟؟.. سرت والجفرة رغم انهما تبعدان عن حدودنا بحوالى 900 كيلو متر ( اى اكثر من المسافة بين القاهرة واسوان ) الا ان عبورهما يعنى الوصول الى حدودنا الغربية مع ليبيا ( 1200 كيلومتر ) بسهولة .. وكلكم تعلمون كم الجرائم التى ارتكبت عبر هذه البوابة من الارهابى هشام العشماوى وامثاله .. فهل يريد السراج واردوغان ومن يدعمهما اعادة بعث عشماوى جديد مثلما يسعون لاعادة احياء المستعمرات العثمانية ؟؟.. كما ان ( سرت ) هى مدخل حقول النفط و( الجفرة ) قاعدة جوية مهمة .. ومن هنا فان السيطرة عليهما تعنى وبوضوح تهديداً صريحاً لأمننا القومى ودعماً مهولاً للاقتصاد التركى وقوات اردوغان وميليشياته وهو مالن نقبل به ابداً مهما كانت اسماء الدول المساندة للسراج واردوغان معاً .
الأمر المضحك والذى لا يجب التوقف امامه لهيافته هو ان السراج طالب مصر بعدها بأن تسمح لقواته بعبور سرت والجفرة ..!! بجاحة ووقاحة مغلفتان بالخيانة .. افهم ياغبى .. ممنوع الاقتراب من سرت والجفرة .. انهما ( خط احمر ) .
× ثانياً .. قال الرئيس ( ان جيشنا من اقوى جيوش المنطقة .. وهو يحمى ولا يهدد ولا يعتدى على احد ) .. نعم جيشنا التاسع عالمياً والأول عربياً وافريقياً وشرق اوسطياً اما الجيش التركى فانه الثالث عشر عالمياً .. اظن ان فرق القوة واضح ولا يحتاج الى دليل خاصة ان هذا الترتيب صادر من جهات عالمية لا تجامل احداً ووفق قواعد معينة .. وعموماً ( اللى عايز يجرب .. يقرب ) ومع ذلك فانه جيش مصر يحمى الدولة وامنها القومى ولا يهدد احداً ولا يعتدى على كائن من كان الا بالحق الذى هو ذروة الشرعية .
× ثالثاً .. قال الرئيس ( التدخل المصرى المباشر فى الأزمة الليبية باتت متوافرة له الشرعية الدولية ) .. نعم فلو كانت ليبيا تبعد عنا دولة واحدة فلن يكون لنا الحق فى التحرك بهذا الشكل .. ولكن بيننا حدود مشتركة طولها 1200 كيلو متر وصحراء مترامية على الجانبين كم جاءنا منهما الموت على مدار الساعة لأنهما مكمن الخطر واظن ان من حقنا ان نحمى دولتنا وشعبنا ومؤسساتنا ، ومن الشرعية ان ندافع عن كل هذا ضد اى عدو .. فمابالكم اذا كان هذا العدو ( غازياً ) وليس من ابناء جلدتنا .. اى انه اجنبى ..؟؟!!
× رابعاً .. قال الرئيس ( لا مصالح لنا فى ليبيا الا تحقيق الاستقرار ) .. نعم .. مصر مصلحتها الوحيدة هى تحقيق استقرار البلد الشقيق والشعب الشقيق فقط .. لا تريد ديناراً ولا دولاراً .. عكس ( الغزاة ) الحالمين بكنوز ليبيا .. عيونهم على 48 مليار برميل بترول و1.5 تريليون متر مكعب غاز و350 مليار دولار فى بنوك العالم و140 طن ذهب احتياطى استراتيجى و65 مليار دولار فى الصندوق السيادى .. غير السيطرة على اعادة الاعمار والصناعة خاصة الحربية والتى يتحكم فيها الآن صهر اردوغان بطائراته الدرونز التى يجربها فى الشعب الليبى .. كل هذا من المؤكد انه وسيلة حماية للاقتصاد التركى المنهار فعلياً .. فهل علمتم الآن لماذا يركز المختل اردوغان على ليبيا ..؟؟!!
× خامساً .. قال الرئيس لقواد الجيش والجنود ( كونوا مستعدين لتنفيذ أى مهام داخل مصر أو خارجها اذا لزم الأمر ) .. امر ساحق ماحق لا يمكن ان يكون له معنى آخر الا ان يكون الجميع مرتدياً ملابس الميدان وجاهزاً 100% .. واظن ان الحدود الجغرافية لايمكن ان تعوقنا عن حماية بلادنا اذا ماتهددها خطر .. انها الآن فعلاً مهددة بأخطار من الغرب والشرق والجنوب ومن المؤكد سيكون لكل خطر مواجهته وعلاجه المناسبين .. ومن هنا جاءت كلمة الرئيس لتعبر بصدق عما فى داخله وداخل 100 مليون انسان مصرى .
× سادساً ..قال الرئيس ( ان صبرنا ليس ضعفاً أو تردداً ) .. نعم .. لسنا ضعفاء أو مترددين لكننا نحسب لكل خطوة حسابها بمنتهى الدقة .. وقد حان الوقت الآن ان نقول ان صبرنا الماضى لم يكن ضعفاً بل من اجل استجلاء المواقف وايضاح الحقائق للدنيا بأسرها .. وهذا ماحدث فعلاً .. فبمجرد ان عدد الرئيس العبارات الست أو ( الرسائل الست ) خاصة قوله ( سرت والجفرة .. خط احمر لمصر ) وماتلاها ثم اعلان الجيش الليبيى فرض حظر جوى بطول 200 كيلو متر حتى هاصت الدنيا ولم تنم .. وجدنا امريكا التى لم تتفوه ببنت شفه تدعو لوقف النار واستئناف المفاوضات فى ليبيا بل انها ارسلت ( افريكوم ) بكامل عدتها وقوادها الى هناك للتشاور ، وجدنا رد فعل طيباً من الرئيس الفرنسى ماكرون وكذلك من ايطاليا والمانيا وطبعاً من السعودية والامارات والقبائل الليبية التى ايدت كل كلمة نطق بها الرئيس السيسى وحذرت من المد التركى والاخوانى وايدت كذلك الجيش الليبيى الوطنى .
باختصار .. الوحيد الذى ظهر انه ضد ليبيا هو السراج ذاته لسببين : الأول .. انه فى الأساس من اصول تركية ، والثانى .. ان مصلحته الشخصية والعقائدية تجعله يرتمى تحت اقدام اردوغان صاغراً ذليلاً .. هذا السراج الخائن للبلد الذى يحمل جنسيته اعتبر تصريحات السيسى انتهاكاً للمواثيق الدولية ..!!!!! شفتم البجاحة والوقاحة المغلفتين بالخيانة ؟؟.. اذا كانت تصريحات السيسى تنتهك المواثيق الدولية فبماذا تصف تصرفات اردوغان الذى جاءك بكامل اسلحته وميليشياته واحتل ارضك ومياهك وينهب ثروات بلادك ليعيد من جديد مأساة عام 1551 حين احتل العثمانيون ليبيا والمجازر التى ارتكبها اجداده على الأراضى الليبية وراح ضحيتها اكثر من 100 الف شهيد اغلبهم من النساء والأطفال ..؟؟!!
حتى الجامعة العربية التى حاولت حل الأزمة ( عربياً ) وقررت عقد جلستين اليوم لوزراء خارجية الدول العربية لبحث ازمتى ليبيا وسد النهضة .. رفض السراج المشاركة فيهما ..!! انه ينسلخ تماماً من عروبته ( المزيفة ) ويرتمى تحت اقدام اسياده ( العثمانيين الجدد ) .
ايها الخائن ( السراج اوغلو ) .. اردوغانك يسعى لاقامة قاعدتين عسكريتين فوق التراب الليبى ومن اجل ذلك يدعم 600 ميليشيا مسلحة .. وانت تأخذه بالأحضان والقبلات .. فهل هذا من المواثيق الدولية ؟؟.. اذا بُليتم فاستتروا .