جيهان عبد الرحمن تكتب : احتكم الأمر 

حسب الأعداد الرسمية الصادرة من وزارة التربية والتعليم أنتظم صباح اليوم الأحد 653 الف طالب وطالبة لإداء امتحانات الثانوية العامة هذا العام وسط مخاوف حقيقية تصل إلي حد الرعب بين كثير من أولياء الأمور والطلاب والمعلمين حتي وصف أحدهم مشاعره وهو أستاذ جامعي ذا مكانة وقدر بأنه يشعر أن أبنه يساق إلي الموت خاصة وهو يرصد الممارسات اليومية غير الواعية و التي من شأنها زيادة أعداد المصابين, رغم كل تطمينات الوزارة وبياناتها هي ونظيرتها الصحة, والجميع الأن يترقب ويستند إلي الله بالدعاء أن يسترها مع الأبناء ويحفظهم وأولياء أمورهم من خطر تفشي وباء فيروس كورونا.
حسب البيانات والتصريحات اتخذت الوزارات الإجراءات المشددة بالتعاون مع الداخلية والدفاع والصحة التي تؤكد الاستعداد الطبي والالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد ومناشدات لأولياء الأمور بعدم التزاحم خارج اللجان و تأكيد وزيرة الصحة الاستعداد الكامل للامتحانات من خلال تواجد الفرق الطبية من أطباء وتمريض وزائرات صحيات واتخاذ إجراءات التعقيم والتطهير وتوافر المستلزمات الوقائية والمرور علي اللجان وقياس درجات الحرارة والتأكد من التهوية وارتداء الكمامات وتمركز سيارات الإسعاف في محيط اللجان.
أتفهم كل المخاوف واعتبرها مشروعة جدا خاصة والمستشفيات تعاني أصلا نقص في الأطباء والتمريض وزيادة حالات الإصابة, لكن رغم كل الظروف المصاحبة لاختبارات هذا العام في شهادة الثانوية العامة فيمكن أن نتصور مرورها بسلام بإذن الله وستره, لكن الوضع مختلف تماما في امتحانات السنوات النهائية بالجامعات فكما يؤكد المفكر والسياسي د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق أن مخاطر العدوي وانتشار الفيروس بين الطلاب والمراقبين أمر فيه استحالة في الكليات النظرية ذات الأعداد الكبيرة والتي يقدر طلابها بعشرات الألاف لعدم إمكانية تحقيق التباعد واحتمالات وجود مصابين من الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو العاملين ولهذا اجتهد كعادته ووضع مجموعة من الحلول المنطقية حسب حالة كل كلية من حيث الأعداد وطبيعة الدراسة وتتراوح بين امتحانات أون لاين علي مستوي الأقسام العلمية أو تقسيم الطلاب مجموعات صغيرة في الكليات العملية كالطب مع أخذ كل وسائل الوقاية وباقي الكليات يمكن حساب متوسط درجات الطالب في السنوات السابقة في كل مادة.
ومع ترقب الجميع لقرارات المجلس الأعلى للجامعات وكيف ستمر الامتحانات فيها المحدد لها أول يوليو القادم تم تأجيل انعقاد المجلس الأعلى حتي الثلاثاء القادم لتبقي كل الاحتمالات مفتوحة أمام طلاب السنوات النهائية بالجامعات الحكومية والخاصة ما بين إلغاء الامتحانات بشكل نهائي واعتماد نتائج الفصل الدراسي الأول أو انعقادها وفقا لتصور وطبيعة كل كلية وعدد الطلاب فيها, لكن باب الاحتمالات والتخمينات بات يسير في اتجاه واحد بعد نشر بيان الفريق الأول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وتصديقه علي قبول دفعة جديدة من المجندين مرحلة أكتوبر 2020 من شباب مصر لتأدية الخدمة العسكرية والتي سيتم استقبالها اعتبارا من يوم السبت 26\6\2020 ومن الشروط المعلنة للمؤهلات العليا من مواليد 1 يناير حتي 30 يونيو من جميع الكليات والمعاهد العليا والحكومية والخاصة الحاصلين علي مؤهلهم الدراسي والمعتمدة نتيجتهم خلال الدور الأول 2020.
ووفقا لبيان القيادة العامة للقوات المسلحة يكون باب الاجتهاد قد أٌغلق في ملف الامتحانات بالجامعات وأصبح جليا أن التأجيل في أتخاذ القرارات من قبل المجلس الأعلى للجامعات ليس لاستكشاف ومتابعة سير امتحانات الثانوية العامة كما توقع البعض, لكن بات اعتماد نتائج الفصل الدراسي الأول لطلاب السنوات النهائية هو الاحتمال الأكبر, فهل سيخرج المجلس الأعلى للجامعات الثلاثاء القادم بصيغة تختلف عن بيان وزارة الدفاع؟
شهد تاريخ مصر الحديث واقعة مشابهه تحديدا ونحن نستعد لحرب اليهود عام 1948 وكان الجيش في حاجة إلي عدد أكبر من الضباط المتخصصين فصدر القرار بالتعجيل بتخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الحربية بعد ستة أشهر فقط من بداية الدراسة, ولهذا ليس من المستغرب أو المستبعد أن يتم الاكتفاء هذا العام بنتائج الفصل الدراسي الأول باختصار الظروف الاستثنائية تفرض دائما قرارات استثنائية.
ولهذا بات علي وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات بل وكل جامعة وفق مبدأ استقلال الجامعات – فرض عين – تفعيل واعتماد وسائل للاختبارات التفاعلية غير النمطية التي لا تعتمد علي الشكل التقليدي للامتحانات, حتي لو تم القضاء علي فيروس كورونا في القريب العاجل فهل يخرج اجتماع الثلاثاء القادم بما يخدم تلك الاهداف؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.