– الرئيس عبدالفتاح السيسي : جيش مصر قادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدودها ونستهدف الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية
كتبت حنان خيري
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تفقده قوات المنطقة الغربية العسكرية اليوم على أن المصريين لن يكونوا غزاة أو معتدين على أحد، مبينًا أن مصر لم تتدخل في الشأن الليبي احترامًا لليبيين وحتى لا يذكر التاريخ أن مصر تدخّلت في ليبيا والليبيين في موقف ضعف، لكن الموقف الآن مختلف، ومعادلة الأمن القومي العربي والمصري والليبي تهتز.
ودعا الرئيس أبناء القبائل الليبية الوطنية لتدريبهم في مصر وتسليحهم للدفاع عن ليبيا، ومشددًا في الوقت ذاته على أنه يتحدث عن شعب ليبيا وليس ضد طرف أو مع طرف.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن جيش مصر قادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدودها، ولكنه جيش رشيد، يحمي ولا يُهدد، يُأمن ولا يعتدي على أحد، وهذه هي استراتيجية الجيش وعقيدته وثوابته التي لا تتغير، مُطالبًا القوات المسلحة المصرية بضرورة الاستعداد لتنفيذ أي مهام داخل حدود البلاد أو خارجها إذا تطلب الأمر، ومُشيدًا بالحالة القتالية والقدرات العالية التي أصبح يتمتع بها الجيش المصري الذي بات من أقوى جيوش المنطقة.
وقال الرئيس إن هناك الكثير من الأنشطة تتم لا أحد يعرف عنها شيء في المنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا، فهناك نحو 1200 كيلومتر يتم تأمينها منذ أكثر من سبع سنوات بالقوات “الجوية والخاصة وحرس الحدود” وقوات كثيرة أخرى.
وأضاف أن جزء كبير من القوات المسلحة المصرية سواء كان من القوات الخاصة أو الجوية، موجود وجاهز لتنفيذ أي مهام داخل حدود مصر أو إذا تطلب الأمر خارج حدودها، معربًا عن ثقته في هذه القوات أنهم لن يدخرون أي جهد وسيقدمون كل التضحيات مثل ما يتم الآن في كثير من الأنشطة.
ووجه الرئيس السيسي حديثه للشعب الليبي وقبائله قائلا: “إذا لم نكن مدركين لذلك وتقديم التضحيات اللازمة والمواقف الشريفة، القوات ستتقدم وأنتم موجودين فوق منها وشيوخ القبائل والقبائل الليبية على رأسها، وإذا انتهت المسألة تخرج بسلام، لأننا لا نرغب في شيء إلا أمن واستقرار وسلامة ليبيا، وإذا تحرك الشعب الليبي وطالبنا بالتدخل فهذه إشارة للعالم بأن مصر وليبيا بلد واحدة مصالح واحدة وأمن واحد واستقرار واحد، ويخطئ من يعتقد أن صبر مصر ضعف، لكنه صبر لاستجلاء الموقف وايضاح الحقائق.
وأوضح الرئيس أنه رغم ترحيب من القوى الليبية المعتدلة والأطراف الإقليمية والدولية بإعلان القاهرة إلا أن سيطرة القوى الخارجية الداعمة بقوة للميلشيات المتطرفة والمرتزقة لم تسمح بأن يتم أن يدخل قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مبينًا أن القوى الداعمة للميلشيات المتطرفة والمرتزقة واصلت الدفع لمواصلة خرق القرارات الدولية وانتهاك سيادة الدولة الليبية بنقل السلاح والمرتزقة وتوجيه رسائل عدائية لدول الجوار وهو ما سجلته التقارير الدولية المراقبة للحدود الليبية.
وأفاد الرئيس السيسي بأن الأزمة الليبية خير شاهد على ما يحدث في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية سعت للتقليل من مخاطر وتهديدات تصاعدها، وأن مصر سعت على مدار عقد كامل إلى دعم كافة جهود التسوية الشاملة وسرعة استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، باعتبارها جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار في مصر.
وأضاف أن مصر منذ البداية سعت إلى تسوية شاملة تضمن السيادة وتحقيق الوحدة الوطنية وسلامة وأمن الأراضي الليبية، وسرعة بناء أركان المؤسسات بالدولة الليبية، والقضاء على الإرهاب ومنع المليشيات المتطرفة والمسلحة، إضافة إلى وضع حد للتدخلات الأجنبية غير الشرعية التي تسهم في تفاقم الأوضاع الأمنية وتمتد إلى دول الجوار وتغذية بؤر الإرهاب.
وشدد على ضرورة منع سيطرة أي من الجماعات الإرهابية، وإتاحة جميع فئات الدولة الليبية في المشاركة، وانطلاقًا من هذه الثوابت اتخذت عدة مسارات، على رأسها الدعم والاحترام الكامل لكافة جهود الأمم المتحدة، والتعاون الكامل مع ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأكد الرئيس أن القوات المسلحة المصرية قادرة على تأمين كافة حدود الدولة المصرية ومجالها الجوي، وأن القوات المسلحة جاهزة لتنفيذ أي مهام توكل لها، وأن جاهزية القوات للقتال صارت أمرًا ضروريًا، وخاصة أن التدخلات غير الشرعية في المنطقة باتت تسهم في انتشار الميليشيات الإرهابية.