المتابع للمشهد التنموي وفلسفة التخطيط الانشائي الأن يستطيع الخروج بنتيجة مؤكدة بأن الدولة تتخذ سياسة التوسع رأسا ، وهي فكرة تقوم علي معالجة الكثافة السكانية والنمو السكاني السريع – وخصوصا في المدن الكبري – من خلال إنشاء أكبر قدر ممكن من الكباري وخلق تلاحم فيما بينها من أجل السيطرة علي مشكلة الكثافة السكانية وما تسببه من اختناق مروري ازدادت حدته بعد نزوح العديد من اهل المحافظات إلي القاهرة الكبري ، كذلك سهولة الحصول علي سيارة بنظام القسط ، مع ازدياد شركات النقل الجماعي وتوسع شركات التاكسي في نشاطها توسعا كبيرا .
فكرة إنشاء الكباري وتلاحمها كحل سحري لمعالجة كافة المشكلات السكانية والمرورية يجد نجاحا كبيرا في كافة دول العالم المتقدم والتي تعاني نفس مشكلاتنا المعاصرة ، فقد لجأت مدينة طوكيو إلي هذا الحل الناجح والسحري ، كذلك بعض العواصم الكبري الأخري مثل واشنطن وبكين . وفكرة إنشاء أكبر عدد ممكن من الكباري وتلاحمها أو تقاربها يجعل شوارع المدن كأنها ذات طابقين ، مما يزيد من مساحتها الإعتبارية ويخفف من الاختناقات الفعلية . وذلك إضافة إلي التوسع الأفقي الذي تنتهجه الدولة الان من خلال إنشاء العاصمة الإدارية ومدن بأكملها بالطرق الصحراوية .
وبذلك تكون الدولة قد ضربت عصفورين بحجر واحد لمعالجة مشكلاتها السكانية ، حيث تقوم بالتوسع الأفقي من خلال إنشاء مدن جديدة وزيادة حدود المدن القديمة ، كذلك تتوسع رأسيا بإنشاء شوارع كانها ذات طابقين ، وذلك من خلال زيادة عدد الكباري وتلاحمها قدر المستطاع
ومن أجل ذلك فالعتاب علي من يحاول التشكيك أو التقليل من إنجازات الدولة بصفة عامة وفي هذا الشأن بصفة خاصة كبير وعميق ، فالزحام ( المؤقت ) الذي تعانيه بعض الشوارع وربما المناطق بسبب إنشاء الكباري سيلحقه انفراجة مرورية ( دائمة ) بعد إكتمال البناء ، والتجربة خير دليل علي ذلك ، ومصر الجديدة خير شاهد ، فالقادم من مدينة نصر إلي مصر الجديدة ومناطق جسر السويس والزيتون وقد الإنشاءات كان يقطع المسافة في ساعة ونصف تقريبا ، ولكن الآن لن يزيد الوقت عن النصف ساعة علي أقصي تقدير ، كذلك الاختناق المروري امام نادي وادي دجلة شيراتون للقادم من مدينة نصر إلي مطار القاهرة سيجد انفراج قريبة بعد إنشاء الكوبري الذي سيكون حلت سحريا لمعالجة النمو السكاني والعمراني لهذه المنطقة الجديدة .
ان الرئيس السيسي هو أكثر رئيس مصري راعي البعد الاجتماعي وأحوال المواطنين المعيشية ، فإذا كان إنشاء المدن الجديدة والتوسع الأفقي يخدم من يملك أكثر ممن لا يملك ، فالوضع في التوسع الرأسي مختلفا ، حيث أن إنشاء الكباري يخدم من لا يملك أكثر ممن يملك … ولكن كيف ؟
المواطن الغني لا يهمه بعد المسافة بين سكنه ومقر عمله ، فخصم جزء من راتبه لن يكون مقلقا بالنسبة له ، أن لم يكن له مشروع خاص بجانب سكنه ، ولكن المواطن الفقير الذي يسرع يوميا الي محل عمله ، أو السيدة البسيطة التي تهرول من منطقتها الشعبية الخدمة في بيوت الأغنياء سيكون هذا الكوبري معينا لها ، كذلك سائق الذي يكون مصدر رزقه سيارته الأجرة سيزداد هذا الرزق بعد تيسير الحركة المرورية بهذه الكباري .
ان توجه الدولة في التوسع الرأسي وكأنها تنشيء شوارع ذات طابقين هو اتجاه عظيم الأثر في حاضر هذا الوطن ومستقبله ، إن عسر الماضي سيتبعه يسر الحاضر والمستقبل وظلام الأمس حتما سيلحقه نور اليوم والغد …. هذا وعد الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
أن ما يحدث الان يمثل نهضة تنموية حقيقية واستمرار لفكر عميق الأثر عظيم الوطنية لرئيس اسمه عبد الفتاح السيسي …. وفقه الله