ابراهيم نصر يكتب : لطفك يا الله

منذ بداية جائحة كورونا، كان البعض يتشكك فى وجودها أصلا، وتحدث كثيرون عن أن هذه مؤامرة كونية، هدفها تغيير الخريطة الاقتصادية فى العالم، وزحزحة المارد الأمريكي عن التربع على قمة الجبل كأعظم قوة اقتصادية، ويحل محلها التنين الصينى، ووجهت أمريكا أصابع الاتهام للصين بأنها وراء تفشى وباء “كوفيد ١٩”، وبينما مازالت الولايات المتحدة تعانى من آثار الجائحة على كل الأصعدة، وتأتيراتها المؤكد على الاقتصاد، فإن الصين كان لها سبق التعافى من هذا الفيروس اللعين، وعادت الحياة هناك إلى طبيعتها.
حتى وقت قريب كان البعض فى مصر يتابع أرقام الإصابة والمتوفين بسبب كورونا، ويتشكك فى صحة هذه الأرقام، وذلك لأنه لم يسمع ان أحدا من عائلته أو من أصدقائه أو فى شارعه أصيب بكورونا، وكنا نسأل بعضنا البعض: هل تعرف أحدا بعينه مصابا بكورونا؟، وكانت الإجابة فى الغالب بالنفى، إلى أن وصلنا إلى حالة التفشى الحقيقى، وصار كل منا يعلم علم اليقين مصابا فى عائلته أو فى زملاء العمل، وكثرت حالات الوفاة فى دائرة الأهل أو الجيران أو الأصدقاء، وعلى المستوى الشخص – كغيرى من المصريين جميعا – أصابني الضر بسبب كورونا بتشييع خالى العزيز الغالى الدكتور مهندس سيد واكد عضو مجلس إدارة الجمعية الشرعية، ورئيس مجلس إدارة مصنع “واكى فارم” للأدوية البيطرية، الذى حقق معى بالفعل مقولة: “الخال والد” فكان بحق فى مقام الوالد يرحمه الله، ومهما تحدثت عنه وعن أعماله الخيرية، فلن أوفيه حقه، واحتراما لنهجه طوال حياته فى إخفاء ما يفعل من خير، فلن أذكر من هذه الأعمال شيئا، فقد أفضى إلى ما قدم ليجزيه الله بالإحسان إحسانا، نحسبه من الصالحين، والله حسيبه، ولا نزكى على الله أحدا.
ومن قبله شيعت دار الجمهورية للصحافة الزميل العزيز والصديق الخلوق الأستاذ فتحى الصراوى مدير تحرير جريدة الجمهورية، وقد كان لى شرف زمالته فى قسم التصحيح قبل أن أنتقل إلى” عقيدتى” وينتقل هو إلى “الجمهورية” ، ولم يكن هو وحده الذي فقدته مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر، بسبب جائحة كورونا، ولكن غيره كثير من حالات الوفاة والإصابة والتعافى بين صفوف الزملاء الصحفيين فى كل المؤسسات الصحفية، والزملاء فى سكرتارية التحرير والتنفيذ وعمال المطبعة، والزملاء فى شركة الإعلانات، والأعداد كل يوم فى تزايد، حتى اقتربت الإصابة منى أكثر وأكثر، ليس من زملاء العمل، ولكن كان الخبر المؤلم بإصابة ابنة شقيقتى وزوجها، وهما فى مقتبل حياتهما الزوجية، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيهما شفاء لا يغادر سقما، ومرضى العالمين أجمعين، إنه سبحانه لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء، وهو وحده القادر أن يرفع عنا هذا الوباء وذلك البلاء، فقد قلت حيلتنا وعجزت قدرتنا وخارت قوى الدول العظمى فى مواجهة مخلوق ضعيف لا يرى بالعين المجردة، ورغم اننا لا نراه إلا أن أثره جعلنا نخشاه ونلزم بيوتنا، فهل يتعظ الملحدون الذين ينكرون وجود الله رغم أن كل شئ من حولهم يهتف بأن الخالق هو الله، فلماذا يؤمنون بوجود فيروس وهم لا يرونه،، ويريدون رؤية الله حتى يؤمنوا به؟.
اللهم لطفك يا الله، يا قادر يا عظيم يا لطيف يا خبير، يا من تقول للشئ كن فيكون، وأمرك نافذ بين الكاف والنون، بجاه حبيبك المصطفى وقدر حبك فيه، فرج عنا ما نحن فيه، واشف مرضانا وارحم موتانا، وارفع البلاء عن العالمين، إنك على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
اللهم ندعوك كما أمرتنا، فاستحب لنا كما وعدتنا، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أخيرا: أناشد كل مصرى وكل مصرية أن يدركوا خطورة الموقف، ويأخذوا بكل أسباب الوقاية من الإصابة، ثم يتوكلون على الله، فهو وحده الحافظ، وهو سبحانه من بيده الشفاء، والقادر على رفع البلاء.
Ibrahim.nssr@gmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.