خالد إمام يكتب : رسالة من نار الى اردوغان والسراج : اياكم والاقتراب من حدود مصر ..!
يوم السبت الماضى .. اطلق الرئيس السيسى المبادرة الليبية – الليبية ( اعلان القاهرة ) لحل الأزمة الليبية سياسياً بعيداً عن الحل العسكرى .. وذلك فى مؤتمر صحفى عالمى حضره المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى .
المبادرة مكونة من 14 بنداً : وقف اطلاق النار ، التركيز على مخرجات قمة برلين بالحل السياسى ، استكمال لجنة ( 5 + 5 ) بجنيف والزام الجهات الأجنبية باخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات ، استعادة ليبيا لمؤسساتها الوطنية ، اعادة سيطرة الدولة على المؤسسات الأمنية ودعم المؤسسة العسكرية ، يقوم المجلس الرئاسى باتخاذ قراراته بالأغلبية ماعدا القرارات السيادية المتعلقة بالقوات المسلحة ، قيام كل اقليم من الأقاليم الثلاثة بتشكيل مجمع انتخابى ، تشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين يختار رئيس الوزراء ويشكل هو ونائباه الحكومة ، الأمم المتحدة تشرف على الانتخابات ، حصول كل اقليم على عدد متناسب من الحقائب الوزارية ( 9 لطرابلس و7 لبرقة و5 لفزان ) ، يعتمد مجلس النواب تعديلات الاعلان الدستورى من خلال لجنة قانونية ، صياغة دستور جديد للبلاد يحدد شكل ادارة الدولة وطرحه للاستفتاء الشعبى ، تحديد المدة الزمنية للفترة الانتقالية 18 شهراً قابلة للزيادة بحد اقصى 6 شهور ، اتخاذاجراءات توحيد المؤسسات الاقتصادية والنقدية ومنع وصول الأموال للميليشيات .
أرسل د. على عبد العال رئيس مجلس النواب برقية تأييد الى الرئيس السيسى قال فيها ان مصر لن تسمح بتهديد حدودها ولن تقف مكتوفة الأيدى للدفاع عن مصالحها ومصالح اشقائها من الشعب الليبى الذى تربطنا به علاقة جوار وروابط تاريخية واجتماعية ممتدة .
اضاف ان ليبيا تشكل عمق الأمن القومى المصرى وبالتالى فان مصلحة مصر من مصالح الشعب الليبى .. وانطلاقاً من ذلك تأتى دعوة مصر للشعب الليبى ليكون موحداً خلف جيشه الوطنى وان يعمل على الاطاحة بالجماعات الارهابية والمرتزقة التى تتواجد على ارضه .
اكد أن من يسعى لاحياء احلام الماضى التوسعية عليه ان ينسى ذلك تماماً .. فالروابط المصرية الليبية الجغرافية والتاريخية ممتدة ولن تسمح مصر على الاطلاق بأن تكون ليبيا فى ايدى الارهابيين وان يحاول البعض احياء احلام سابقة هى الآن فى مزبلة التاريخ .
قال ان اى تهديد سيكون الرد قاسياً ورادعاً ومؤلماً .. وليعلم هؤلاء بذلك .. فمصر بجيشها لا تعتدى على احد ولا تطمع فى أراضى أو ثروات أحد .. لكنها تدافع عن امنها القومى اينما وُجد
اكد رئيس مجلس النواب ان ثروات ليبيا حق للشعب الليبى وان القيادة المصرية تحظى بالدعم الشعبى والدولى مستشهداً على ذلك بأن فور اعلان المبادرة ( اعلان القاهرة ) بحضور 22 سفيراً اجنبياً اعلنت كل عواصم الدول الكبرى تأييد هذه المبادرة .. وهذا يدل على قوة مصر على المستويين الاقليمى والدولى .
اضاف انه لا مكان لأحلام بعض الدول .. فليحلم من شاء بعيداً عن المنطقة العربية .. لأن ماضيه اصبح فى مزبلة التاريخ .
وقال احمد الجار الله رئيس تحرير جريدة ( السياسة ) الكويتية فى تغريدة على صفحته الرسمية على ( تويتر ) : يارئيس مصر الجليل .. ايدك العالم اجمع فى وقفتك مع الجريحة ليبيا التى حشدت لها تركيا والاخوان المسلمون كل مجرمى العالم .. يارئيس مصر الجليل .. لا نريد ان نرى ليبيا مثل اليمن ولا مثل العراق .. الشعب الليبى قليل العدد يُذبح وتركيا وجحافل الاخوان يطمعون فى ثرواتها وجوار ارض النيل التى سبق وأن آذوها ونهبوها .
الغريب .. ان فايز السراج رئيس حكومة الوفاق المفترض انها حكومة ليبية رفضت المبادرة التى تحقن دماء الليبيين وحجته دخول مصر فيها فى حين ان ليبيا دولة ذات سيادة ..!
انت بتضحك على مين بالضبط ؟.. هل من ( السيادة ) تسليم البلد لمرتزقة وميليشيات ؟؟.. هل من ( السيادة ) اغماض العين عن المجازر التى يرتكبونها ضد الليبيين ؟ هل من ( السيادة ) ترسيم حدود بحرية مع دولة غير متشاطئة مع ليبيا ولها أطماع فى البلاد وفى ثرواتها ؟.. هل من ( السيادة ) السماح لأردوغان بالتنقيب عن البترول فى المياه الاقليمية الليبية ؟.. هل من ( السيادة ) فتح ليبيا على مصاريعها للانكشارية التركية ؟..
واخيراً هل من ( السيادة ) ان تسمح لأردوغان برفض اعلان القاهرة الذى هو قرار سيادى ؟.. من هو بالضبط لكى يرفض أو يقبل وما هى مصلحته فى حالتى الرفض والقبول ؟!
اننا نسألك : هل نسيت ايها السراج ماارتكبه المستعمر العثمانى فى ليبيا على مدى 361 سنة منذ احتلوها عام 1551 الى ان سلموها طواعية للاستعمار الايطالى عام 1912 ؟.. أم ان المذابح – التى ذكرناها فى مقالات سابقة ويشهد عليها التاريخ – وراح ضحيتها قرابة 100 الف شهيد غير المصابين ( خير وبركة ) من الخليفة العثمانى باعتبارك تركى الأصل؟.. اذا كنت قد نسيت .. تعال افكرك فقط بما حدث عام 2011 لليبيا بلداً وشعباً وقيادة وثروات فى مؤامرة مدوية :
× 6 آلاف غارة للناتو ..
× نفذ ( الناتو ) 6 آلاف غارة جوية على ليبيا فى عام 2011 .. وافكرك بأن الطائرات خرجت من قاعدة ( انجرليك ) التركية حيث ضربت اى طائرة ليبية تتحرك .. أليست هذه الطائرات من اموال الشعب الليبى ؟!!
× فى 30 ابريل 2011 شن الناتو غارة جوية على منزل القذافى فى باب العزيزية بطرابلس فقتل سيف العرب القذافى أصغر ابناء القذافى و3 من الأحفاد .
× بلغت الخسائر البشرية للحرب على ليبيا 25 الف قتيل و50 الف جريح و7 آلاف اسير و4 آلاف مفقود .. كلهم ليبيون .
× الخسائر المادية خد عندك .. بريطانيا استولت على 90 مليار جنيه استرلينى ، وسويسرا سرقت 9 ملايين يورو من حسابات بنكية ليبية ، وتم بيع سيارة المراسم الخاصة بالقذافى فى ايطاليا بمبلغ 15.5 مليون يورو وكان البائع من مدينة ساحلية قرب طرابلس .
× ساركوزى .. قتل القذافى ..
فى مقال نشرته مجلة ( فورين بوليسى ) الأمريكية قالت ان القوات الفرنسية هى التى قبضت على القذافى وسلمته لعملائها الليبيين الذين قتلوه بوحشية وبأوامر من الرئيس الفرنسى آنذاك نيكولا ساركوزى خوفاً من تقديمه للمحاكمة فيكشف تمويله لحملة ساركوزى الانتخابية بمبلغ 5 ملايين يورو تسلمها كلود جيان مدير حملته .. مثلما مول حملة رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ديفيد كاميرون .
قالت ان الحرب نشبت لاسقاط القذافى والاستيلاء على النفط الليبى وسرقة الاحتياطى الضخم من الذهب والفضة ( 143 طن ذهب و150 طن فضة ) ومنع القذافى من انشاء عملة افريقية تعتمد على الدينار الذهبى بدلاً من الفرنك الفرنسى المتداول فى البلاد الأفريقية الناطقة بالفرنسية .. استناداً لرسائل الكترونية لهيلارى كلينتون نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية .
اشارت المجلة الى ان قضية الايدز فى نهاية عام 1999 التى اتهمت فيها 5 ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطينى دبرت لاخراج القذافى من افريقيا .
اضافت ان جامعة الدول العربية برئاسة امينها العام آنذاك عمرو موسى شكلت غطاء عربياً للعدوان على ليبيا عامة وعلى القذافى خاصة .
حاولت المجلة التقليل من دور امريكا فى الحرب رغم ادعاء الرئيس الأمريكى السابق باراك اوباما بأنه ندم اشد الندم على تأييده لها ..!!
لم تكشف المجلة عن ان من اهم اهداف هذه الحرب القذرة التى ادت الى تقسيم ليبيا على الأرض الى دويلات متناحرة هو صناعة زعامات ليبية مستعدة للتطبيع مع اسرائيل وتهيئة الأجواء للدولة الصهيونية للتمدد فى افريقيا وتهديد الأمن القومى والمائى العربى وتحديداً ( المصرى والسودانى ) بالتواجد فى ليبيا واقامة سد النهضة الأثيوبى الذى اقيم بدعم اسرائيلى معلن وواضح .. ويقيناً فان فايز السراج هو احد هذه الزعامات .. وقد بدأ اولى خطوات هذا التطبيع مع تركيا بأوامر تمهيداً للتطبيع مع اسرائيل .
× جوليان اسانج رئيس منظمة ويكيليكس قال ان القذافى هو من افسد مشروع انضمام اسرائيل للمنظومة الأوروبية حينما طالب الاتحاد الأوروبى بدفع ثمن النفط بالذهب وليس العملات الورقية !
والآن .. اختتم كلامى معك ايها السراج بأربعة اخبار .. كل واحد منها مزلزل بحق :