خالد إمام يكتب : احذروا غضبة جيش مصر
على كل المتآمرين فى سيناء وليبيا واثيوبيا وهم يعرفون انفسهم ان يحذروا 100 مليون مرة من غضبة الجيش المصرى الذى لن يسمح لكائن من كان ان يمس مصر .. بلداً وشعباً ومؤسسات واقتصاداً وتاريخاً بدأت به الحياة على الأرض .
لقد اعتمدت مؤامرة ( سايكس بيكو – 2 ) فى نجاحها على ضرورة اسقاط مصر تحديداً .. لأنها عمود الخيمة العربية .. ومن هنا .. كان التركيز فى ثورات الربيع ( العبرى ) وتوابعه على اسقاط مصر .. بطرق اساسية وبديلة .. الأساسية تمثلت فى اغضاب الشعب بقوة ضد نظامه بمظاهرات صاخبة وحاشدة تتخللها احداث عنف دموية يسقط فيها قتلى ومصابون وقد نجحوا وحققوا الهدف خلال 17 يوماً فقط ، اما الطرق البديلة والتصعيدية فتمثلت – بعد ظهور الاخوان على السطح وتصدرهم للمشهد – فى القتل العلنى الممنهج والتفجيرات وحرق المنشآت الحكومية والخاصة وغيرها من جرائم هى فكر صهيونى وتنفيذ اخوانى ارهابى .
ولأن شعب مصر ليس له كتالوج .. لم ينجح المتآمرون فى فك شفرته حتى الآن حيث كشف الشعب الملعوب خلال سنة واحدة فقط وكفر بهذه الثورة التآمرية ووقف من خلفه جيشه وشرطته وقضاؤه واعلامه فى كتلة صلبة اعلنت بوضوح ان ( مصر .. خط احمر ) دونه الموت .. ونجحت ثورة 30 يونيه 2013 وهُزم اخوان الشيطان الارهابيون .. وبعد جرائم يندى لها الجبين فى رابعة والنهضة وكل شبر على ارض مصر انحسر الشر فى سيناء واجزاء من الصحراء الغربية .. والآن .. انحسر اكثر واكثر فى شريط ضيق شمال ارض الفيروز بعد ان تم سد الجبهة الغربية تماماً .
لم يتوقف المتآمرون عند هذا الحد .. كان هدفهم امرين : الجيش ( تاسع العالم ) والاقتصاد الذى تعافى بشهادة المؤسسات الدولية ووصل الاحتياطى الاستراتيجى الى قرابة 40 مليار دولار .. وكانت ليبيا من ( البدائل ) التى بدأت متزامنة مع احداث الفوضى فى مصر لتطويقها من الشرق والغرب وان كانت لها اسباب اضافية ، كما فجروا ازمة سد النهضة فى نفس التوقيت لخنق مصر واسقاط جيشها واقتصادها .. وهانحن نرى لا مصر اختنقت ولا جيشها واقتصادها سقطا .. انها مصر ايها الخونة .
بالنسبة لسد النهضة .. فقد استغلوا فوضى 2011 وحرضوا اثيوبيا على البدء فى بنائه دون الرجوع الينا .. وعندما افقنا من تداعيات الأحداث كان السد قد بدأ البناء فيه فعلاً .. اخذ جولات من التفاوض والمماطلة و( التماحيك ) الفارغة حتى عندما ادخلنا طرفاً رابعاً معنا ( مصر والسودان واثيوبيا ) كما ينص اعلان المبادىء وكان هذا الطرف هو امريكا ووصلنا الى الجولة الأخيرة فى واشنطن فوجئنا يوم التوقيع تخلف اثيوبيا عن الحضور لتعيد الأزمة الى نقطة ( الصفر ) .. ومازالت مصر تتحلى بالصبر ليس عن ضعف أو عدم قدرة ولكن لأنها قادرة على اتخاذ موقف ( نارى ) اذا نفد صبرها واستدعى الأمر لأن مياه النيل مسألة ( حياة أو موت ) كما قال الرئيس السيسى ذلك فى اكثر من مناسبة .
ويوم الأحد الماضى .. عقد الرئيس السيسى اجتماعاً لمجلس الأمن القومى لمناقشة تداعيات سد النهضة وطالب فيه منعاً للمماطلة بأن يكون هناك اطار زمنى لاجراء المفاوضات التى توصلت اليها السودان مع اثيوبيا .. ونحن فى الانتظار .. ونشهد العالم كله على اديس ابابا حتى نبرىء ذمتنا منها .
×××
وعن ليبيا .. فقد التقى فكر متآمرى ( سايكس بيكو – 2 ) مع اطماع وحقارة اردوغان وكان الجسر هو فايز السراج واخوانه وارهابيوهم .. ترك العالم الحبل على الغارب للمخبول الآتى من الأناضول ليلتقى ويتلم على خائن من اصل تركى وكانت النتيجة بحور من دم الليبيين تروى رمال العزيزة ليبيا ليل نهار .. والعالم كله يشهد ذلك ويلتزم الصمت .. موقف مريب .
حتى قرار مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح الى الأطراف المتحاربة فى ليبيا ( الجيش الوطنى بقيادة خليفة حفتر وميليشيات السراج والتى هى ميليشيات اردوغان ) هو فى الواقع ( تهريج مفضوح ) لأنه لا يطبق عملياً الا على الجيش الليبى فقط ويتعامى صناع القرار تماماً عن تواجد تركيا بجيشها واسلحتها وطائراتها المسيرة وميليشياتها الارهابية على الأراضى الليبية عينى عينك بل ويتدخل اردوغان بشكل وقح ودموى طمعاً فى ان يصل الى حدود مصر الغربية كراهية فيها لأنها احبطت له احلامه وبددتها .
الآن .. تركيا وصلت ايضاً الى المياه الاقليمية الليبية تنقب عن البترول ، بل ان جيشها وميليشياتها يهاجمون القرى والبلدات الليبية قتلاً وتعذيباً وسرقة واغتصاب نساء وغيرها .. كما ان اردوغان اصبح يتحدث باسم ليبيا والخائن السراج يبتسم وهو راض .
يقيناً .. لا امريكا ولا الاتحاد الأوروبى يرفضان وجود اردوغان فى ليبيا ..!!! لماذا ؟؟.. لأنه يريد انشاء قاعدة عسكرية له فيها وهذه القاعدة ستكون للناتو ايضاً .. كما ان الجميع يعلم كذلك ان روسيا تسعى لانشاء قاعدة بحرية فى ( سرت ) مثل الموجودة فى طرطوس بسوريا لتكون حوضاً لبناء حاملات الطائرات لأن موسكو ليس لديها سوى حاملة واحدة ستدخل الصيانة الشهر القادم .. ومن هنا لن يتحرك احد لمنع اردوغان .. والمصلحة تُحكم ..!!
×××
يوم السبت الماضى ( 6 يونيه ) اطلق الرئيس السيسى مبادرة ( اعلان القاهرة ) فى حضور 22 سفيراً للدول الكبرى ويتلخص اهم بنودها فى وقف اطلاق النار بليبيا وتحديد مدة انتقالية 18 شهراً وتفكيك الميليشيات واخراج المرتزقة الأجانب من الأراضى الليبية وانتخاب مجلس رئاسى يمثل فيه بشكل عادل الأقاليم الليبية الثلاثة لأنهاء التقتيل وارساء دعائم الأمن والاستقرار .
لم يكن غريباً ان يرفض السراج المبادرة المصرية وان كانت حجته ( ماسخة ) حيث رفض تدخل مصر و زعم ان ليبيا ( دولة ذات سيادة ) ناسياً أو متناسياً انه سلم منطقته ( ذات السيادة ) ليس فقط للأتراك بل ايضاً لميليشيات ارهابية ( مرتزقة ) استأجرها اردوغان بالفلوس وجلبها من سوريا مستبيحاً الأراضى الليبية ..!!! فى الوقت الذى قبل المبادرة وايدها الغالبية العظمى من دول العالم وفى مقدمتها الدول الكبرى ( امريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا ) اضافة الى جامعة الدول العربية ممثلة كل الدول العربية ثم ايدتها مرة اخرى بشكل منفرد الامارات والكويت والجزائر فى اتصالات تليفونية مع الرئيس السيسى .
غداً .. توابع ( اعلان القاهرة )
اسرار ثورة ليبيا واغتيال القذافى
×× الف رحمة ونور .. على ( الحياء ) ..