خالد امام يكتب : أردوغان .. وحصان طروادة ..!
ظن المتآمرون ان ليبيا هى الضلع الأكثر تأثيراً على مصر من كل الدول التى فجروا فيها ثورات الربيع وانها البوابة التى يمكن اسقاط ( ارض الكنانة ) من خلالها لأسباب كثيرة فى مقدمتها من وجهة نظرهم ان الحدودالمشتركة للبلدين بطول 1200 كيلومتر وسط صحراء شاسعة على الجانبين مما يجعلها منافذ للاختراق ..
كما انها البلورة السحرية التى تحقق لكل متآمر اطماعه .. فهى احدى الدول الغنية جداً بالنفط ويطمع فيه الشرق والغرب ، وهى هدف عثمانى ( مزدوج ) لأردوغان .. فهو يحلم باعادة بعث الامبراطورية العثمانية من مرقدها بعد ان تحللت واصبحت مجرد ذكرى عفنة ويريد ايضاً ان ينتقم من مصر التى اسقطت اعوانه الاخوان وعرقلت حلمه بعد ان كان قاب قوسين أو ادنى ..
كل هذا جعل من ليبيا هدفاً اقتصادياً للمتآمرين .. لكنها لدى اردو بمثابة ( حصان طروادة ) لاسقاط مصر وهذا من رابع المستحيلات ولا يمكن تحقيقه ولا يفكر فيه سوى الأغبياء امثال هذا المخبول عاشق ( لبن الحمير ) ..!!
تعالوا لتتعرفوا عن قرب على حقيقة الاستعمار العثمانى ومافعله فى ليبيا .. وهى صور مؤكد ستتكرر من الاستعمار العثمانى الجديد اذا – لا قدر الله – وضع يده مرة اخرى على هذا البلد الشقيق .. ولماذا نذهب بعيداً .. اردوغان حتى الآن لن يستعمر ليبيا ومع ذلك فان وجوده المحدود فيها على حس الخائن فايز السراج جعله يبطش بالشعب الليبى بالقتل والسرقة والاغتصاب وكل الوان التنكيل والاستبداد .. فمابالكم عندما تكون يداه قابضتين على كل ليبيا ؟؟
احتل العثمانيون ليبيا عام 1551 بعد 34 سنة من احتلال مصر .. ومنذ هذا التاريخ حتى خرجوا منها مدحورين وباتفاقية مذلة .. اذاقوا الشعب الليبى الواناً من العذاب بين مجازر وانتهاكات طالت النفس والعرض والمال .. اذكر منها 3 مجازر فقط هى صور متكررة لوحشية وظلم ودموية الاستعمار العثمانى المتشدق بالدين .. والدين – اى دين – منهم براء :
× مذبحة ( الجوازى ) .. اختلف الوالى العسكرى العثمانى يوسف القرمانلى مع ابنه محمد الذى هرب من بطش ابيه ولجأ الى قبيلة الجوازى .. ولأن اهلها يتصفون بالكرم فقد احتضنوه حتى انتهى خلافه مع ابيه .. الا ان الوالى لم ينس للقبيلة موقفها ودعمها للابن ضد ابيه فدبر مؤامرة لتأديب القبيلة وهم بارعون فى التآمر حيث دعا شيوخها للحضور الى مقره فى قلعة الحامية بمدينة بنغازى للتفاهم واقرار الهدنة والتفاهم فى طلباتهم حول الضرائب .. وفى 5 سبتمبر 1817 ذهب 45 من كبار شيوخ القبيلة الى قلعة الحاكم الذى امر ابنه احمد ان يستقبلهم ويحسن استقبالهم .. ثم اغلقوا عليهم الغرفة وهاجمهم حراس اشداء شاهرين سيوفهم فأجهزوا على معظمهم ومن قاوم تم عزله فى غرفة اخرى لاعدامهم بوحشية اكثر بينما قتل الحراس قلة منهم حاولوا الهرب رمياً بالرصاص .. بعدها هجم العثمانيون على القبيلة وابادوا ( 10 آلاف ) من ابنائها بينهم نساء واطفال فى نهار رمضان وهم صائمون وشردوا المئات منهم وهجروا عدداً ضخماً آخرالى مصر .
× مذبحة ( تاجوراء ) .. فى سبتمبر عام 1835 امتنع اهالى تاجوراء عن دفع الضرائب ورفضوا توريد محاصيلهم الى اسواق طرابلس فهاجمهم الوالى العثمانى وسقط فى الهجوم 500 شهيد وتم خطف 100 فتاة كسبايا و145 طفلاً بهدف تربيتهم عسكرياً ليكونوا ( انكشارية ) ولاؤهم للباب العالى بينما فر عدد كبير من الأهالى الى الصحراء .
× مذبحة ( مصراته ) .. اثارت انتصارات وتمرد الليبيين الدائم ذعر السلطان العثمانى محمود الثانى فأرسل فى 22 يونيه 1836 حملة عسكرية ضخمة قوامها 12 سفينة حربية على متنها 3 آلاف جندى ومعهم مدافع ميدان وذخائر ومؤن لكسر شوكة الليبيين .. استمر الهجوم 28 يوماً سقط خلالها 80 الف شهيد وتكبد الأتراك 600 قتيل .. وفى 9 اغسطس اى بعد شهر ونصف من الهجوم استولى العثمانيون على مصراته .
الأمر لم يتوقف على المذابح فقط .. هناك ايضاً الضرائب المجحفة التى فرضوها فى شتى ربوع ليبيا على كل شىء وأى شىء ..! من هذه الضرائب : (الالتزام ) بعرض حق تحصيل الضرائب فى مزاد علنى ومن يستقر عليه من اثرياء تركيا او احد قادة الجيش ينطلق فى نهب جيوب الناس ومن يعجزعن الدفع يتم القبض عليه وربطه فى ذيل حصان وجره حتى السجن وهو ماجعل الفقراء يهربون بمجرد وصول الجباه العثمانيين ، ( الويركو او الميرى ) حيث فرضوا 40 قرشاً على الذكور البالغين سنوياً ومثلها على ملاك الحيوانات والأشجار والذبائح وعوقب الممتنعون عن دفعها بالسجن ، ( العُشر ) وتبلغ 10% من قيمة المحاصيل يتم تحصيلها فى ابريل من كل عام .. يدفعها الغلابة قهراً ويعفى الجباه منها الموسرين مقابل رشوة ، ( فتح بندر ) وقد فُرضت على كل مواطن يرغب فى فتح محل ، ( التمتع ) مقابل الحصول على الخدمات العامة من أمن ورعاية صحية ونظافة واستخدام الطرق ، ( المرور ) مقابل التنقل داخل وخارج البلاد ، ( العزوبية ) وهى ضريبة عامة كانت مفروضة على كل الرجال بمقدار 15 باره وهى عملة عثمانية على العازب و30 باره على المتزوج واذا رزقه الله بمولود فانه يدفع 60 باره للذكر و30 للأنثى ..!!! العدالة بتنقط منهم ..!!!
تفنن الولاه الجدد فى فرض الضرائب حيث استهلوا ولايتهم برسوم قدوم مقدارها 40 باره من كل مواطن ( تحية للوالى الجديد ) .. حتى حفلاتهم وسهراتهم فى قصورهم كان يتحمل تكاليفها المواطنون ، ونفس الشىء بمناسبة الأعياد تحت اسم ( رسوم خلعت ) ..!!
لم تكتف الدولة العثمانية الاستعمارية بهذه الضرائب الظالمة حيث فرضوا ايضاً ( اتاوات ) تحت مسمى ( تبرعات جهاد ) باضافة 6% على جميع الضرائب المفروضة لصالح التجهيزات العسكرية والاستعداد للحرب .. (مكنش ناقص غير انهم يفرضوا ضريبة أو اتاوة على الهوا اللى بيتنفسه الناس ) ..!!! وعجبى .
حكم العثمانيون ليبيا بالحديد والنار .. بالاستبداد والوحشية .. لا محل لرحمة أو دين أو انسانية فى تعاملاتهم مع الشعب الليبى الذى اذاقوه العذاب الواناً واشكالاً .. ثم .. ثم فجأة وعلى غير المتوقع فى عام 1912 سلمت السلطة العثمانية الاستعمارية ( الاستحمارية ) ليبيا للايطاليين ووقعوا سوياً اتفاقية ( اوشى – لوزان ) تم بموجبها تسليم الأتراك ليبيا الى الاستعمار الايطالى .
شفتم المسخرة ؟؟.. فتحة الصدر التى احتلوا بها ليبيا وتعاملوا مع شعبها .. فجأة وبدون مناسبة خلعوا البنطلونات للاستعمار الايطالى بمنتهى السهولة وبارادتهم .. واليوم يأتى خليفتهم اردوغان الى ليبيا رافعاً رايات ( مشروع العثمانيين الجدد ) .. جتك خيبة بالويبة .. اجدادك كانوا افضل منك .. فرغم قذارتهم عندما احتلوا ليبيا احتلوها بجنودهم ، اما انت فالى جانب قذارتك المعهودة تأتى ليبيا عبر مرتزقة وارهابيين من شمال سوريا لمساعدتك على فرض نفوذك على طرابلس ودعم حلفائك المتأسلمين من اخوان ودواعش ارهابيين وغيرهم الذين ارسلتهم فى رحلات جوية وبحرية متعاقبة ليسيطروا على الغرب الليبى تمهيداً لاستقبالك .. ويقيناً ان هذا الاستقبال أو الاستهبال لن يتحقق ( حتى يلج الجمل فى سم الخياط ) .. ليبيا ستكون مقبرتهم .. والأيام بيننا .