صال من صال وجال من جال فالخطوب جلل ولا تزال .. فأفسحوا المجال للحناجر تقطر خُطباً وللأقلام تسطر كُتباً وتتبعوا الذلل والعلل فالدواء مر والأحداث تمر منا ولا نلبث أن نعود كما كنا .
لم تكن الأحداث أبداً عفوية يحكمها طيب الظن وحسن النية.
الرئيس الأمريكى وقد آل على نفسه أمام مواطنيه حال الإنتخابات أن يضخ فى الخزانة مئات المليارات وقد وفّى وضخ ونصب الفخ للسادة الأغنياء بأن سددوا الصكوك أيها الملوك حتى يدوم الملك والصفة ، وأن نفطكم أسعاره مُكلفة ويجب أن تنخفض و… و… وأن القدس للصهاينة دون شريك وأنها خارج التفاوض ، ما أقسى القوى إذا وقف خطيباً بين الضعفاء سيما وأن الإخوة فى فلسطين يأكل بعضهم بعضاً وينتظرون من الوغد أن يرعى لهم عهد .
نعم فقد طالت المدة وإستفحلت العقدة فالغرب على كل شئ قدير وأنه صاحب الرأى السديد وأن له كل ما يريد فبنوكه العريقة هى الأوّلى بودائع الأغنياء وبيئته هى المناسبة دون غيرها لأضخم الإستثمارات .. ألم يدركوا أن الغرب إن هو وجد ودائعهم وإستثماراتهم عصب إقتصاده فلن يفرط فيها ولن يردها لذويها إن هم أرادوا وماحدث للقذافى مع نيكولاى ساركوزى ليس عنا ببعيد فى الوقت .. إذاً فالحديث عن سوقنا العربية المشتركة وجيوشنا الموحدة مضيعة للوقت .
والأمر العجيب أن الذين يقتلون شعوباً دون ذنب ويغتالون الأرض سلباً ونهب يتاجرون فى كل كرب بدماء باردة يقيمون الدنيا ولا يزروها قاعدة .. ينصبون الشراك لنا لحادثة سخيفة ضعيفة هنا أو هناك بمنطق القادر الفاجر يصنعون الأزمات والعملاء يصنعون وحوشاً تحاربنا ،يشعلون حرائق ترعبنا ويوهمونا ونتوهم معهم أنهم سيطفئوها بكل رعاية وإعتزاز ويستمر مسلسل الإبتزاز من غير نهاية ومعهم العبد الفقير القابع فى أنقرة الذى لم يترك قسماً إلا وأقسم به بأنه لن يسلم القس الأمريكى وعلى الفور سلمه الرجل الذى آل على نفسه كثيراً إلا أن يكون الأب الروحى لكل التنظيمات الإرهابية المجرمة صناعتهم وجعل من أرضه مركزاً رحباً لنشرهم جنوباً وشرقاً وفى كل الأنحاء لتنهش مخالبهم الضالة أجساد الأبرياء وقطر الملعون وآلته الإعلامية الصهيونية خنجراً مسموماً خسيساً فى كل الأحوال والأهوال صندوقاً رخيصاً وقد إمتلأ بالأموال ولكن إلى حين قطر أسرة لا شعباً دوراً لا دولة .
فى النهاية فانا لست مستأجراً من أحد للهو فى الأفراح ولا للنواح لا أبرر خطيئة أو جريمة ولا أدافع إلا عن كل ماهو نافع وشريف بأن إعطوهم حقوقهم بالعدل والفضل أما الحريات فواحدة واحدة وعلى مهل لكل من هو أهل .
ولا بأس إن كنت غنياً أو فقيراً المهم أن تكون قوياً فكوريا الشمالية وقد أغلقت الأبواب لتصبح قوية ويحسب لها العالم ألف حساب وهى ليست دولة غنية لا مجرد إنفاق المليارات فى شراء الأسلحة والآليات فقط للعرض أو للتخزين تحت الأرض فأفيقوا وإنتبهوا للفارس الأمين الذى يحفر فى الصخر يأتيه المدد فى الجهد والوقت والصبر لا يمل السعى رغم اللئام وكثرة الأفواه والبطون وقلة الوعى والعيون التى لا ترى إلا تحت الأقدام فكونوا جميعاً معه … والسلام .