روشتة للقطاع السياحي لتفادي آثار كورونا يقدمها فريق بحثي بجامعة القاهرة

كتبت جيهان عبد الرحمن
أعد فريق بحثي بجامعة القاهرة تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وإشراف الدكتورة عادلة رجب مديرة مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ورقة بحثية حول: تأثير السياحة المحلية على اقتصاديات الدول ودورها في تخفيف الآثار الجانبية لفيروس كورونا. وشارك في إعداد الورقة البحثية “ستيفن سميث” الأكاديمي في الدراسات السياحية بجامعة جويلف بكندا، والخبير الدولي “سكوت ميز”، والدكتور أحمد رجب بكلية السياحة جامعة المنيا.
وأكد الفريق البحثي، أن هناك ما بين 5 إلى 6 مليار رحلة يقوم بها السائحون المحليون داخل بلدانهم بشكل سنوي، وبالتالي فإن السياحة المحلية لها أهمية كبيرة بالنسبة لمعظم البلدان من حيث مساهمتها في الاقتصادات الوطنية، وتشير الورقة البحثية إلى أن السياحة المحلية هي أول شكل من أشكال السياحة تم ممارستها داخل الوجهات المختلفة حول العالم، وحاليًا تمثل الجزء الأكبر من النشاط السياحي.
وتوضح الورقة البحثية، أن السياحة المحلية تشكل على المستوى العالمي حوالي 73% من إجمالي الليالي التي يقضيها السياح بمختلف أنواعهم خلال رحلاتهم السياحية، وأن المكتب الإحصائي للجماعات الأوروبية ذكر أن الأوروبيين يقضون 77% من إجمالي رحلاتهم في بلدانهم دون السفر الدولي، وأن الإنفاق السياحي المحلي أعلى بمرتين من نفقات السياحة الوافدة في معظم البلدان الأوروبية، كما أن السياحة المحلية مسؤولة عن توليد ما نسبته 70% من القيمة المضافة للسياحة في العديد من البلدان.
وتناولت الورقة البحثية، سلسلة من الأسباب التي تستوجب بناء استراتيجيات لتنمية السياحة المحلية، ومنها: المساهمة في مرونة قطاع السياحة كممتص للصدمات الخارجية خاصة في أوقات الأزمات من خلال الحفاظ على الخدمات والوظائف السياحية، وتعويض فقدان السياحة الوافدة، وتقليل التفاوت بين تنمية المناطق، فضلًا عن التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر، وبناء القدرات في المجتمعات المحلية، و إعادة توزيع الدخل، إلى جانب المساهمة في البناء الاجتماعي للدولة عن طريق تخفيف التوترات الاجتماعية من خلال إتاحة السفر.
كما أشار الفريق البحثي، إلى أنه بالرغم من أن السياحة المحلية تعد الدعامة الأساسية للطلب السياحي للعديد من الوجهات، فإنها لا تحظى بقدر من الاهتمام مثل السياحة الدولية؛ سواء في البحوث الأكاديمية أو من جانب الجهات الحكومية ومنشآت الأعمال السياحية، فحتى الآن لا توجد قاعدة بيانات عالمية عن إحصاءات السياحة المحلية ولا توجد نظرة عالمية للإحصاءات الخاصة باتجاهات الحجم والقيمة على أساس القياس المتكامل الذي يشمل السفر السياحي المحلي والدولي.
وقد قام الباحثون من خلال الورقة البحثية، بدراسة وتقييم التغطية الاحصائية لبيانات السياحة المحلية في 20 دولة مختلفة، من خلال التحليل المقارن الاستكشافي. واستنادًا إلى النتائج التي توصل إليها البحث؛ وضع الباحثون قائمة بمؤشرات النجاح الحاسمة والتي ينبغي استخدامها كمدخلات في صياغة استراتيجية موجهة بالبيانات لتطوير الطلب السياحي المحلي.
من جانبه، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن بحوث الجامعة أصبحت في قلب مشكلات التنمية وتقدم حلولًا عملية للتحديات المختلفة، مؤكدًا أن علماء وباحثي جامعة القاهرة، يواجهون التحديات الهائلة التي تواجه العالم الآن بجهود مخلصة ويواصلون أبحاثهم العلمية في اتجاه وضع معالم للطريق، وقال شعارنا الذي يضيء لنا هذا الطريق نحو المستقبل هو طريقنا العلم وغايتنا النجوم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.