دكتور إسلام قناوي يكتب : حياة أكثر بريقا

حملت أزمة كورونا إلي البشرية جمعاء رسالة تفيد بضرورة التباعد الإجتماعي والتعايش والتعامل الآمن مع كل ما حولها من أشياء وأشخاص .
رسالة قوية وشديدة اللهجة تؤكد أننا لم نكن علي القدر المطلوب من العناية والاهتمام .
فقبل هذا الوباء القاتل كانت القبلات والاحضان هي السمة الغالبة وبوابة الدخول الأولي عند التلاقي .
كذلك فإن إستعمال المتعلقات الشخصية للآخرين عند بعض الطبقات كان أمرا شائعا ، إضافة إلي أن البعض كان لا يستعمل المنظفات الا بعد الانتهاء من وجبته الغذائية . ستكون الحياة في ظل الأزمة وبعدها أكثر وعيا واحتراما ونظافة .
ومن هنا اتخذت الدولة منهجا لتوفير الكمامات والكحول بأسعار مناسبة للجميع حتي تعود الحياة إلي طبيعتها بعد اجازة عيد الفطر المبارك حتي تستمر عجلة الإنتاج ويتعافي الاقتصاد المصري ثانية وسدا للافواء الغير مسؤولة التي تطالب بالحظر الكلي .
فمن منا يعلم متي تنتهي هذه الكارثة التي أصابت العالم ولم تستثني أحدا ، وعلي افتراض أنها استمرت شهورا أخري هل يستمر معها الحظر ؟
وهل لو حدث ذلك واستمر الحظر ولم ينتهي إلا بانتهاء واختفاء الوباء هل يا من تنادون بالحظر الكلي تدركون خطورة ذلك ؟
يا من تطالبون بالحظر الكلي فإن ما تطالبون به لا قيمة له ولن يضيف جديدا ولن يؤدي إلي تراجع حالات الإصابة ، فالأطفال والشباب في المناطق الشعبية والعشوائية لا يطبقون أي حظر ولا يلتزمون بأي قرارات ، والكافيهات والمقاهي تخبيء روادها من جيرانها وسكان الأماكن المحيطة بها وتغلق عليهم كما كان حدث في فيلم الكيت كات للعملاق داود عبد السيد ، صالونات الحلاقة تعلق أبوابها ولكن روادها يدخلون من بابها الخلفي داخل البناية ، المواطنين يستغلون عدم سريان الحظر علي السوبر ماركت ومحلات الأطعمة بالشوارع الجانبية ويتجمعون حولها وداخل سياراتهم ولن تستطيع الشرطة مطاردتهم لأنها بذلك تحتاج إلي ملايين الأفراد والجنود .
اذن فالحل الواقعي والعملي من واقع كل ما سبق هي عودة الحياة إلي طبيعتها ولكن باتخاذ تدابير وقائية وإجراءات إحترازية تتمثل في الإلتزام الكامل والتام باستخدام المطهرات وارتداء الكمامة في كل مكان و أي وقت حتي تنتهي الغمة . وعلي كافة الجهات الحكومية والخاصة وحتي الترفيهية والأندية وضع كبائن التعقيم علي بوابات الدخول وان يكون ذلك شرطا لإعادة الحياة إليها لا تعود بدونه .
أن عودة الحياة إلي طبيعتها مع التزام الجميع ( جهات وأفراد ) بالتدابير اللازمة للحد من المرض هي الإجراء الصحيح والمنطقي الذي يحقق التوازن والمصلحة للجميع ، اما ان يتم فرض حظر تام فهذا معناه موت للطبقات الفقيرة ولن يقلل من عدد الإصابات طالما لم يكن هناك التزام من المواطنين .
وقد فعلت الدولة خيرا عندما أعلنت عن عودة الحياة إلي طبيعتها رويدا رويدا حتي تعود عجلة الإنتاج وتسترد الدولة عافيتها المفقودة .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.