يهل علينا بعد أيام عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا جميعاً بالخير والبركات، ومع كل عيد تتداعى إلينا ذكرياته السابقة، والتي يعد أجملها في حياتي، من مدينتي الجميلة بورسعيد، وأنا طفل صغير، عندما كنا نبدأ الاحتفال من ليلة العيد، بترتيب “ملابس العيد”، الجديدة، من القمصان، والسراويل، والأحذية، والجوارب، قبل أن ننهي الليلة بالاستحمام، استعداداً لاستقبال العيد في الصباح، الذي كنا نبكر فيه، على صوت تكبيرات العيد، تنطلق من جميع المساجد، فنسرع لارتداء ملابسنا الجديدة، ونتوجه مع والدي، رحمة الله عليه، إلى مسجد لطفي، حيث يتجمع الكثير من أبناء بورسعيد، أباءً وأبناءً، وحليهم الجديدة، المعطرة. فندخل المسجد، ونقسم أنفسنا إلى قسمين، لنتبادل، جميعاً، ترديد التكبيرات، حتى يحين موعد الصلاة، فنأتم بإمام المسجد، وفور الانتهاء من الصلاة، نصافح بعضنا مهللين، وكأنها إعلان رسمي ببدء العيد، فنخرج منها إلى ساحة المسجد، لترى العائلات البورسعيدية مستعدة بصواني الكحك، وأكواب الشاي، لنتناولها سوياً.