لا احد ينكر ان اردوغان حقق نجاحاً كبيراً فى تركيا فى بادىء حياته السياسية التى سبقت تغييراته الدستورية التى اصبح بموجبها الحاكم بأمره مما جعل تركيا قاب قوسين او ادنى من الانضمام للاتحاد الأوروبى .
لكن فجأة اصابه جنون الخلافة الذى قلب كيانه .. اراد استعادة البلاد التى كانت تحت الاستعمارالعثمانى وكلها للأسف دول عربية .. وبالفعل استرد قطر بسبب حاكمها ( الضعيف ) وكان على مشارف استرداد جزيرة سواكن السودانية ومن ثم السودان كله برضا وقبول من البشيرالاخوانى ، كما بدأ التحرش بالعراق وسوريا بالتحالف مع تنظيم داعش الارهابى ، ودعم ( الاخوان ) لخطف مصر باعتبارها ( التورتة الكبرى ) لاخضاع كافة الدول العربية .. الا ان شعب مصر وبمساندة جيشه لقناه درساً فى التاريخ والجغرافيا وكل علوم الدنيا والدين واسقطا المؤامرة التى تم التخطيط لها وراء الأطلنطى واعتمدها الموساد الاسرائيلى بدعم لوجيستى من اردوغان واعلامى ( قطرائيلى ) .. كما سقط البشير وبالتالى ضاعت سواكن التى كان يحلم بها لتهديد باب المندب مدخل قناة السويس .
ولأن اردوغان يعلم تماماً ان مصر هى عامود الخيمة العربية فقد قررمحاصرتها شرقاً بدعم تنظيم داعش وغرباً بحكومة السراج العميلة فى ليبيا وميليشياته السورية واتفاقياته الفنكوشية .. لكن لأنه ( غبى منه فيه ) فقد اصبحت عضوية الاتحاد الأوروبى سراباً ، ووجوده فى سوريا سيتبدد عاجلاً أو آجلاً ، واجلاؤه عن قطر سيتحقق بمجرد سقوط تميم الذى بدأت بوادر اسقاطه تلوح فى الأفق .. ولا ننسى ان الشعب التركى يغلى بسبب ديكتاتورية اردوغان والقائه اولاده فى المعتقلات .. ناهيك عن ان الاقتصاد التركى يتهاوى والليرة تنهار والسياحة راحت فى الوبا .. حتى ( الدعارة ) التى هى اهم مصادر دخله انهارت هى الأخرى بسبب كورونا .
ولأن اللعبة كادت تنتهى او هى على وشك الانتهاء .. لم يعد فى يد اردوغان سوى لعبتين يتناقل بينهما هما : غاز شرق المتوسط وليبيا مستغلاً حكومة عميلة فتحت ابواب طرابلس على مصاريعها لاستعمار تركى جديد بدأ يرفع علم تركيا على المصالح الحكومية وغير الحكومية ويدفع بميليشيات سورية واجنبية مباشرة من انقرة وعفرين السورية المحتلة أو بالالتفاف والتآمر مع الغنوشى وبدعم فاضح من قطرائيل .. وكل هذا عواقبه وخيمة .
ان اردوغان قد دخل الآن الحرب فى ليبيا بشكل علنى وليس عن طريق ميليشيات أو اطفال سوريين للقتال هناك .. بدليل انه رغم اسقاط حوالى 100 طائرة مسيرة ( درونز ) له فقد دفع بمقاتلاته من طراز ( اف 16 ) لضرب قاعدة ( الوطية ) الجوية غربى طرابلس فدمرها مما دفع الجيش الليبى الى الانسحاب تكتيكياً منها .
على جانب آخر .. فان اردوغان يصر على التنقيب عن الغاز فى المتوسط مستنداً الى الاتفاقية التآمرية الهزلية التى وقعها مع فايز السراج بشقيها ( الأمنى وترسيم الحدود البحرية ) .. شفتم المسخرة ؟؟.. تركيا التى هى فى اقصى شمال قارة آسيا ترسم الحدود البحرية مع ليبيا التى هى فى منتصف شمال قارة افريقيا وبينهما دول متشاطئة تحول دون اقرار هذا الترسيم المخالف لقانون البحار الدولى خاصة قبرص واليونان وجزر عديدة وسط المتوسط اضافة الى سوريا ولبنان واسرائيل ومصر .. لكنه ضرب باستهبال مفضوح كل هذا واعلن عزمه على بدء التنقيب عن الغاز فى المتوسط مما ينذر بمواجهات لا قبل له بها مع كافة الأطراف المتشاطئة .
وللتدليل على مدى بجاحته ووقاحته .. فانه بمجرد ان صدر بيان مصر والامارات وفرنسا واليونان وقبرص الذى ادان بشدة التدخل العسكرى التركى فى ليبيا مما يهدد الأمن القومى المصرى صراحة والأمن الأوروبى عامة سارع اردوغان وعقد اجتماعاً لحكومته واكد خلاله ان بلاده ستواصل الدفاع بكل حزم عن حقوقها ومصالحها فى شرق المتوسط وقبرص وبحر ايجه .. ثم اسرع وقدم طلباً الى حكومة الوفاق العميلة للحصول على اذن بالتنقيب عن الغاز فى المياه الاقليمية الليبية بشرق المتوسط مما يصب فعلاً البنزين على النيران المشتعلة اصلاً لتزداد اشتعالاً . الخلاصة .. تنحصر فى الآتى :
× اولاً .. تواجد اردوغان فى سوريا وقطر حتماً الى زوال .. وقريباً جداً .
× ثانياً .. بعد ان فقد سواكن ..لم يعد فى يده الا طرابلس الليبية ليلعب بها لعبة مزدوجة : اقتطاعها من ليبيا واعادتها الى حظيرته كنقطة انطلاق لعودة الدولة العثمانية الاستعمارية وفى نفس الوقت الاستيلاء على ثرواتها النفطية .. الا يستحق السراج محاكمة عاجلة بتهمة الخيانة العظمى ..؟؟
× ثالثاً .. خياله المريض هيأ له ان مايفعله يستنزف مصر اقتصادياً وعسكرياً بالتحرش بها عن طريق طرابلس والتنقيب فى مياه شرق المتوسط .
× رابعاً .. كل مايجرى الآن فى ليبيا لا ادرى لماذا هو مسكوت عنه عالمياً واممياً بل ومن كافة الدول الكبرى التى لا تحرك ساكناً تجاهه .. وهنا نتساءل : هل هو مخطط عالمى يستهدف مصر اولاً لتنفيذ مؤامرة ( سايكس بيكو 2 ) .. هل اردوغان هو بمثابة كلب الصيد ( الصهيو غربى ) المستعد دائماً للهجوم على اى فريسة بمجرد الاشارة اليها من اجل لقمة أو قضمة أو عضمة .. هل وصلنا الى هذا المستوى المتدنى من المعاملات الدولية ؟؟.. يبدو انكم جميعاً اصابكم نفس الغباء الاردوغانى أو التنطع الاخوانى ونسيتم اصل المعدن المصرى .. ان كنتم نسيتم ارجعوا للوراء 9 سنوات خلال ( فوضى الربيع العبرى ) .. وسوف تدركون خطورة اللعبة القذرة التى تلعبونها جميعاً .
انتظروا وترقبوا .. وان غداً لناظره قريب .
Khaledemam6@hotmail.com
لا احد ينكر ان اردوغان حقق نجاحاً كبيراً فى تركيا فى بادىء حياته السياسية التى سبقت تغييراته الدستورية التى اصبح بموجبها الحاكم بأمره مما جعل تركيا قاب قوسين او ادنى من الانضمام للاتحاد الأوروبى .