علينا أن نتفق جميعا أن السياسة الحالية للدولة تتخذ منهجا جادا في محاربة الفساد ، فلا تعيين لأي قيادة من درجة مدير عام ” وهي أدني الوظائف القيادية ” وحتي درجة وزير إلا بعد موافقة الرقابة الإدارية والجهات الرقابية والأمنية الاخري علي المرشح للوظيفة . وهذا الأمر أراه هاما ولازما لضمان طهارة اليد والسمعة وعدم الولاء إلي فصيل معاد للدولة ، ويحدث ذلك في أغلب الدول وهو دلالة علي نية الدولة في أسناد الأمر إلي أفضل العناصر المتقدمة أو المرشحة لشغل الوظيفة ، ويجب أن يسري ذلك علي الكافة – وبلا استثناء – لان عنصر فاسد واحد في المنظومة قادرا علي إسقاطها وزعزعة الثقة في المتعاملين معها ، ولكن ….. لأننا تعودنا علي التحايل علي كل ما هو صحيح وقانوني فإن بعض الجهات التي يترأسها فاسدين ومفسدين يقومون بتولية أشخاص مشكوك في أمرهم بطريقة فيها التفاف علي كل الثوابت القانونية والاجراءات الإحترازية وذلك من خلال طرق غير التعيين أو التسكين أهمها إسناد مهام الوظيفة أو الندب أو التكليف لللقيام بمهامها لحين تعيين شخص آخر أو لحين ورود تحريات الجهات الأمنية والرقابية بحجج غير صحيحة ولا تنم إلا عن فاسد يولي فاسد لتتوالي سلسلة الفساد وتستمر وتثمر دون خوف من الله أو القانون ، والمؤسف أن ذلك يتم في جهات تابعة للدولة لتضرب عرض الحائط بكل القيم والتعليمات والتوجيهات السياسية . فلن يولي فاسد أو يساعده علي الإستمرار في منصبه إلا فاسد مثله حتي يضمن عدم إزاحة الستار عن فساده . نحن لدينا مسؤولين يعشقون الفاسد كعشقهم للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، يحبونه كحبهم لابناءهم ، هولاء خطر علي الدولة ويهدمون كل خططها ونواياها الطيبة في محاربة الفساد ويضعون الحكومة في مأزق شديد ، لانهم محسوبون عليها ، هولاء مكانهم ليس مناصبهم ولكن السجون هي مأواهم الطبيعي حتي تتطهر الدولة منهم ويكونوا عبرة لأمثالهم . يضربون بالقانون عرض الحائط بطريقة فجة ولا يستحون في تسريع قوانين ولوائح ومبادئ خاصة بهم وبأتباعهم .القادم بوست