أعادت العملية الإرهابية، الأخيرة، في سيناء، بمنطقة بئر العبد، والتي راح ضحيتها عشرة من أبناء الوطن الغالي، أعادت السؤال الذي يدور، دوماً، في أذهان الجميع؛ إلى متى سيظل الإرهاب موجود بيننا. والواقع أن الإرهاب له تاريخ طويل، في دول العالم؛ فبريطانيا ظلت تعاني من إرهاب IRA، بأيرلندا، لمدة 7 أعوام، حتى قضت عليه في النهاية، وهزت عمليات منظمة الباسك، مختلف أرجاء إسبانيا، لمدة خمس سنوات، حتى نجحت إسبانيا في القضاء عليها، كما عانت إيطاليا من إرهاب منظمة الألوية الحمراء، حتى قضت عليها بعد خمس سنوات.
وهنا في مصر، وعلى أرض سيناء، بدأت الخطة، الشاملة، للقضاء على الإرهاب منذ 4 سنوات، تلقت خلالهم الجماعات الإرهابية ضربات موجعة، إذ تم القضاء على معظم القيادات التكفيرية، ودك العديد من مراكز قيادتهم، وتدمير مخازن الأسلحة، والذخيرة، والأنفاق التي يستخدموها لتهريبها، فدخلت هذه الجماعات الإرهابية، في حالة، تعرف باسم “الكمون”، لترتيب أوضاعها، وتسمية قيادات جديدة، ولإعادة تنظيم الشبكة العنكبوتية، واستقطاب عناصر جديدة، والبحث عن تمويل، وهو ما استدعى قيامهم بعملية إرهابية؛ هدفها الأول، محاولة إثبات وجودهم على الساحة، وهدفها الثاني توجيه رسالة لمثلث الشر، تركيا وإيران وقطر، لإقناعهم بتجديد الثقة بهم، والاستمرار في ضخ المزيد من التمويل.
أما الهدف الثالث فكان لإرهاب المصريين، من التفكير في تعمير سيناء، بعد الأعمال الضخمة، التي أقامتها مصر لتطوير سيناء، وتنميتها، كوسيلة أساسية لتأمينها، وهو ما دفع مصر لتخصيص 600 مليار جنية، لتنفيذ عمليات التنمية في سيناء، منها 300 مليار جنيه، لإنشاء البنية الأساسية، تحت إشراف القوات المسلحة المصرية، كما أظن أن تلك العملية الإرهابية، الخسيسة، كانت محاولة للفرقة بين جموع الشعب المصري، الذي التف حول العمل الدرامي الضخم، “الاختيار”، الذي حقق جماهيرية عالية، منذ بداية عرضه في أول أيام شهر رمضان.
ولأول مرة بدأ المواطن يعي معنى مصطلح عملية مداهمة كمين لقواتنا، وكيفية مكافحة قواتنا أمام عدو غير مرئي، وغير معروف الهوية، يظهر، فجأة، ليقتل خيرة شباب مصر. كما تعرف المشاهد على أفكار تلك الجماعات المتطرفة، وأسلوب عملها، واستقطاب عناصرها، وعلاقاتها المتشابكة مع أفراد بمصر، وسوريا، وتركيا. لم يكن المشاهد ملماً بالعديد من تلك التفاصيل، وهو ما جعلهم أكثر رفضاً لذلك العمل الإرهابي الخسيس، وأكثر تقديراً لتضحيات أبناء القوات المسلحة، والشرطة، في سيناء، وفي غيرها. وفي النهاية نؤكد، أن مصر قادرة على المضي قدماً في كل خططها، بفضل ما يوفره لها أبناءها من رجال القوات المسلحة، والشرطة، من أمن وأمان … فلا يمكن أن تنجح عناصر العصابات الإرهابية، في النيل من أبناء مصر.