من “ميوزيكلى” إلى “فيجو”

دوت إسلام

أحمد الدراوي
صحفى مساعد مدير تحرير جريدة عقيدتى
أم أربعينية تلهو بالمحمول عبر مشاهدة فيديوهات تطبيق “لايكي” أو “تيك توك”، قد يبدو الوضع أمرا عاديا، بل أصبح اعتياديا حيث شهد عام 2019 انفتاحاً تكنولوجياً بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أثارت جدلاً واسعاً بين رواد السوشيال ميديا ومن أبرز تلك التطبيقات المثيرة للجدل “التيك توك”.
سبق هذا التطبيق العديد من التطبيقات المشابهة بداية من تطيبق “سناب شات” ثم “ميوزيكلى” وتوازى مع انتشاره ظهور تطبيقات مثل “فيجو” و “ميكو” وغيرها العديد وإن لم يظهروا على الساحة حتى الآن، أخطر ما يميّز تلك التطبيقات هو الفئة المستهدَفة، حيث أنه يستهدف المراهقين من الشباب والفتيات ويستغل فى ذلك قلّة الخبرة والاحتياج الى المال لدى المراهقين، عن طريق تقديم مبالغ مالية شهرية تبدأ من 100 دولار للفرد الواحد وقد تصل إلى آلاف الدولارات.

 

من أين تأتي الأموال؟

يوجد داخل التطبيق مجموعة من الهدايا الرقمية كـ”باقة ورد” أو صورة سيارة يستطيع المشاهد أن يقدّمها كهدية لمقدّم العرض- بالطبع أغلبهن إناث- كلما تمايعت وتدلَّلت كلما أنفق عليها المشاهدون وأرسلوا لها الهدايا التى يشترونها من خلال التطبيق بأموال حقيقية، يستقطع التطبيق ثلثها ويرسل إلى الوكيل مثل “حنين حسام” كصاحبة وكالة ثلثها، وتأخذ الفتاة التى تقدِّم العرض الثلث الأخير.

 

كيف ظهر هذا الوباء ؟

صانع تطبيق “تيك توك” هو الصيني “تسانغ يمينغ”، حسب تقرير نشره موقع “آي نيوز” البريطاني أن مستخدمي تطبيق “ميوزيكلي” الشهير، الذي عشقه المراهقون، قد انتقلوا بحساباتهم داخلياً من “ميوزكلي” إلى “تيك توك” دون حاجة إلى إنشاء حساب جديد. وذلك لأن صاحب تطبيق “ميوزكلي” هو نفسه نائب المدير التنفيذي لتطبيق “تيك توك” ويبدو راغباً في نقل جمهوره إلى المساحة الجديدة التي يشغلها في العالم الافتراضي.
لا أحد يستطيع أن ينكر سلبيات تلك التطبيقات، ومنها استخدام ألفاظ سيئة والحركات غير الأخلاقية ومشاهدة الأطفال لمحتويات غير مناسبة لأعمارهم، حيث إن التطبيق مفتوح للجميع ويتيح لأى شخص رؤية هذه الفيديوهات، مما يزيد عدد الغرباء غير المرغوبين للمشاهدة ومنع خصوصية الفرد.
لا تتوقف سلبيات تلك التطبيقات على النواحى الأخلاقية بل تخطى ذلك الأمر الى النواحي الأمنية والقُدرة على التلصّص وسرقة المعلومات والبيانات، والدليل على ذلك هو حظر البحرية الأمريكية للتطبيق من جميع الهواتف الخاصة بأعضائها.
الخلاصة، لا تكتفى بسؤال أبنائك وبناتك عن أحوالهم، بل عليك أن تتناول الموضوع بعين الجدية والاعتبار، وأن توضح لهم مضار ومخاطر مثل تلك التطبيقات وأن تفاجئهم بين الحين والآخر بطلب هواتفهم وتصفّحها ومعرفة جوانب حياتهم الرقمية، حفظهم الله من كل شر وسوء.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.