المكان، الضفة الغربية لقناة السويس، في موقع جنوب البحيرات المرة، وأمامي قناة السويس بعرض 200م، وعلى الضفة الشرقية منها، يرتفع العلم الإسرائيلي فوق الموقع الدفاعي … كان ذلك في نهاية شهر يونيو 67، وكنت، حينها، قائد سرية المشاة، نحفر الخنادق، أنا وجنودي، على الخط الأول، لإنشاء الدفاعات، لمنع العدو الإسرائيلي من محاولة عبور قناة السويس، والتقدم نحو القاهرة. وعلى البر الآخر، كان العدو الإسرائيلي يجلب قضبان السكك الحديدية، من خط القنطرة العريش، ويفككها، ليبني أكبر الخطوط الدفاعية في التاريخ المعاصر “خط بارليف”، وهو ما كنا نتصدى له، يومياً، في الاشتباكات بالنيران، المباشرة، لمنعهم من بناء هذا الخط، بما مثل خطورة عليهم، ومع ذلك لم يتمكنوا من استخدام مدفعيتهم ضدنا، لأن المسافة التي تفرقنا عنهم هي 200م، عرض القناة، بما يهددهم بوقوع طلقاتهم على مواقعهم الدفاعية.السابق بوست