دعوات شاذة ما أنزل الله بها من سلطان طفحت على السطح مثل ( المجارى ) .. لها سوءتان : الأولى .. انها صادرة من غير متخصصين أو مسئولين ، والثانية .. ان الهدف الواضح منها هو اثارة الفوضى فى المجتمع وتدميره بأى شكل مادامت المواجهة المباشرة قد فشلت وستفشل دائماً مهما ارتدت من ثياب عفنة .
هذه الدعوات استغلت جائحة كورونا التى ضربت العالم كله واتخذت كافة الدول اجراءات احترازية لحفظ النفس البشرية .. وتفتق الذهن التدميرى لمطلقيها ان يفتوا بلا علم ولا مسئولية فى مسألتين : صلاة الجمعة والجماعة والتراويح ، وصيام رمضان .
الدولة هدفها من الاجراءات الاحترازية منع التجمعات لتحصين الناس من العدوى .. ولذا قررت ايقاف الأنشطة الرياضية والثقافية والأدبية والفنية والغاء الأسواق الشعبية ومنع الأفراح والعزاءات فى دور المناسبات وتعليق الدراسة فى الجامعات والمدارس وتخفيض العمالة فى المواقع المختلفة وحذرت التجول الجزئى .. وغيرها من الاجراءات .
المفتون ( اصحاب الأغراض ) تركوا كل المجالات التى توقفت لأنها لا تعنيهم ولا تثير احداً وامسكوا فى غلق المساجد ومنع الصلاة الجامعة والجُمع والتراويح فيها لحفظ النفس البشرية التى هى من مقاصد الشريعة .. اخذوا يكيلون الاتهامات للدولة ويثيرون الناس ويحرضونهم على عدم الانصياع لقرارات الحكومة وعندما ايقنوا فشلهم لجأوا الى الحيلة والمكايدة بأن اقاموا الصلوات فوق الأسطح والبعض فتح مساجد خلسة وتمت معاقبتهم .
افتى الامام الأكبر ووزير الأوقاف ومفتى الديار باباحة مااتخذته الدولة من اجراءات غلق المساجد وقصرها على آذان النوازل باضافة عبارة فى آخره تقول ( الا صلوا فى بيوتكم .. الا صلوا فى رحالكم ) .. كما ضرب كل منهم المثل والقدوة وصلى صلاة الجمعة اول ايام شهر رمضان المعظم فى بيته .. ومصر بهذا لم تأت ببدعة .. فتعليق صلوات الجُمع والجماعة والتراويح تطبقه كل دول المنطقة وجميعها دول عربية واسلامية .
هؤلاء المفتون ( اصحاب الأغراض ) افتوا ايضاً بأن الصيام فى زمن الكورونا ضار جداً بالصحة .. وانه انطلاقاً من حفظ النفس البشرية يجب الافطار .. الأزهر والأوقاف والافتاء اكدوا عدم جواز الافطار للأصحاء من غير اصحاب الأعذار ، ووزارة الصحة اعلنت رسمياً انه لا ضرر على غير المريض من الصيام ولا توجد اية ابحاث تثبت ضرر الصوم على غير المرضى أو المصابين بفيروس كورونا .
بعيداً عن الفتاوى الرسمية والأخرى المغرضة .. فاننى الخص رأيى الشخصى وهو رأى غير ملزم لأحد اقوله انطلاقاً من مقولة ( استفت قلبك ) فى الآتى :
× اولاً .. الصوم هو علاقة بين العبد وربه .. وقد قال فيه رب العزة فى حديث قدسى : ( كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لى وانا اجزى به ) . × ثانياً .. الصوم يكاد يكون الفريضة الوحيدة التى يؤديها المسلم بعيداً عن اعين الناس لأنها لله الواحد فقط وعن ايمان وقناعة . × ثالثاً .. قال الحق سبحانه وتعالى فى الآيتين ( 183 – 184 ) من سورة البقرة : ( يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * اياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من ايام اُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون ) .. لم يتوقف الأمر عند هذا .. بل ان المولى اكد نفس المعنى فى الآية ( 185 ) من نفس السورة حيث قال : ( شهر رمضان الذى اُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من ايام أخر …..) الى آخر الآية .
أحكام هذه الآيات تتلخص فى الآتى :
1 – الصيام فرض على كل مسلم ومسلمة .
2 – المريض أو المسافر فقط – اكرر فقط – يمكنه الافطار وقضاء اليوم أو الأيام التى افطرها فيما بعد أو اطعام مسكين من نفس مأكله ومشربه .
3 – قلت ( فقط ) حيث كرر المولى صنفى اصحاب الأعذار اللذين يفطران وهما المريض والمسافر دون غيرهما فى الآية الثالثة .. والمريض هنا يشمل المريض بمرض عضوى أو نفسى وكذلك النفساء أو التى عليها طمس .
4 – ولأنه قرآن منزل من فوق سبع سماوات فمن الطبيعى ان المولى لم ينس عذراً ثالثاً يبيح الافطار لكى يأتى متطرفون ومغرضون ومنهم ارهابيون ليذكروه بما نسى حاشا لله وبأن الوباء يجيز الافطار .. الا لعنة الله على الجاهلين .
5 – اذن .. المسلم هنا هو ( مفتى نفسه ) .. من اراد ان يصوم ايماناً واحتساباً فليصم ، ومن لم يرد فليفطروهو ادرى بنفسه .. وفى الحالتين فان المولى هو الذى سوف يثيبه أو يعاقبه وليس اى احد آخر .
تقبل الله صيامكم وقيامكم وركوعكم وسجودكم .
Khaledemam6@hotmail.com